أبناؤنا يحملون أخطاؤنا

الأمومة والطفل

أبناؤنا يحملون أخطاؤنا


كثيراً ما نقع في أخطاء خطيرة ، نعتبرها بسيطة ونغض الأبصار عن نتائجها ، وما يزيد خطورة هذه الأخطاء ، أنها تحدث على مسرح الحياة اليومية ، وجمهور هذا العرض الكبير أبناؤنا .. فلذات أكبادنا .. لنرى تقييم أخطائنا في سلوكيات أطفالنا ، فتضيق بنا الدنيا ، لنثور ونشعل الحرائق الدائمة في بيوتنا ، ونخسر كل الآمال والأحلام بتحقيق أسرة مترابطة متعاونة ملتحمة ، يؤدي كل فرد منها دوره بإتقان في الحياة .

· يستمتع الأب باللحظات التي يتجرع بها دخان السيجارة ، ليعرض مسرحية التدخين على ابنه الصغير ، ويعيد التاريخ نفسه ليكن بطل المسرحية الابن الذي يأخذ دور والده ، ويتجرع أخطاء أبيه ، فيبدأ صراع الأب والابن عن مضار التدخين

· تخرج متبرجة مع ابنتها ، تتناثر خصلات شعرها على جبينها ، وألوان الطيف على وجهها تنافس بها عارضات الأزياء ، ويعيد التاريخ نفسه ، لترى تمرد ابنتها على الحجاب ولباس الستر ، وتدخل معها صراع لا نهاية له .

· يسابق الريح ، عندما يقود الأب سيارته وابنه معه ، فما زال طيش الشباب بأعماقه ، ويعيد التاريخ نفسه ، ليرى ابنه مصاب بجروح وكسور من جراء حادث تعرض له بسبب سرعته الجنونية .

· تشكو زوجها لصديقتها أمام ابنتها ، وتفشي أسرار بيتها ، وتعرض مساوئ الأب القدوة لأبنائه ، تظهر عيوبه وسلبياته ، ويعيد التاريخ نفسه ، لتشهد طلاق ابنتها بعد عدة شهور من زواجها بسبب إفشاء أسرار زوجها على الملأ

· يتعارك مع الآخرين ، وهو بصحبة ابنه ، يتلفظ بألفاظ بذيئة لا تليق بأب ومربي أجيال ، ويعيد التاريخ نفسه ، وتأتيه شكوى من مدرسة ابنه ، بأنه اعتدى لفظياً على زملائه بكلمات تصعق الأب ليلقي اللوم على المحيطين به من خارج البيت

· تخيط فساتينها عند أمهر المصممين ، يتداين زوجها من أجل فستان سهرة ، وتزيد ديونه بزيادة عدد بناته ، مبالغ كبرى تصرف في عمليات التزيين ، والحياة المرفهة الوهمية التي تعيشها مع بناتها ، ويعيد التاريخ نفسه لتصبح تلك الفتاة مسرفة غير مبالية بالأموال الطائلة التي تهدر في أشياء لا معنى لها .

· يتفاعل مع مسلسل تلفازي ، يتابعه مع ابنه ، ومنادي الصلاة يجهر بصوته ، ليصم أذنه ، فيضع سدادات محكمة في أذنيه كي لا يستمع لنداء عبادة الله إلى أن ينتهي من مشاهدة المسلسل ، ويعيد التاريخ نفسه ، ويصرخ على ابنه الذي يرفض الصلاة وبشدة ، ليقيم الابن تماريناً رياضية سريعة يدّعي بأنها عبادة ، ليطير بعدها فوراً إلى الكمبيوتر والإنترنت .

· تقطع علاقتها بأهل زوجها ، لخلاف بينها وبينهم ، تذمهم ، وتحرّض بناتها عليهم ، ليصلوا إلى حد الكره ، ويعيد التاريخ نفسه ، وتتزوج الابنة لتقطع علاقتها بوالديها ، ولا حتى تكلف نفسها برفع سماعة الهاتف للسؤال عنهما .

· يتصل به صديقه هاتفياً ، ليجيب ابنه ، فيُعلم والده ، ليهمس في أذن ابنه " قل له بأني غير موجود " وما على الابن إلا التنفيذ والطاعة ، ويعيد التاريخ نفسه ، ليجد ابنه معلماً في فنون الكذب والخداع ، يوزّع افتراءات وادعاءات واهية .

وغيرها الكثير من المواقف المروعة التي نتغاضى عنها ، لتتحول إلى كارثة نفتقد لمفتاح حلها وإزاحتها عن طريق حياتنا ، مع أن المفتاح معقود في أعناقنا ، ولكن تغافلت أعيننا عن رؤيته ، وتثاقلت الأيدي عن فك عقدته .

والحمدلله رب العالمين ..



بقلم / هدى الجناحي
منقول
1
417

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

** المتفائلة 4 **
0
0
0
حياك الله اختي الغالية المستجيرة بالله
وجعلك الله مفيدة ومستفيدة من هذا المنتدى الاخوي الرائع

اختيار موفق ونقل واقعي .. جزى الله الاخت الكاتبة خيرا
فهذه الاوضاع صور تمر علينا شبه يوميا
للاسف .. اكررها.. واحدث نفسي اولا ..

اننا نحتاج الى تربية (انفسنا) اولا .. واعادة تهذيبها
ثم بطريقة مباشرة سهلة سنكون (القدوة الصحيحة) لابنائنا
بعيدا عن تلك الصعوبات التي نعاني منها في التربية
لكن .. هل نستجيب .. ونسعى للتغيير للافضل ؟؟؟

اختكم:
**المتفائلة4**
0