قد ينظر البعض إليك نظرة تتهمك بالأنانية
حين تردد دائماً وتؤكد :
إنني أحب نفسي ....
لم الاستغراب ....؟!
أجل أحب نفسي أولاً وثانياً ..
وكيف أحب الناس وأنا لاأعرف كيف أتوافق مع نفسي
وأحبها ..؟!!
من داخلي يبدأ الحب ويتفرع وتخضر أرضه ويتجذر ....
ثم تعلو أغصانه .. وتنطلق أوراقه نحو الضوء ..
ويزهر ويثمر بحب الناس ..
لو لم تثبت جذوره في داخلي
لكان حباً مهزوزاً لايستطيع أن يقف في وجه العواصف
لكان حباً زائفا..
أحب نفسي .. ؟ أجل ..!!
وهل من العدل أن أتركها مسكينة ، مفتقرة ، مهملة ضائعة
تنتظر مني اهتماماً .. وانا لاأعيرها أذن صاغية ...؟!
أو قلباً حانياً.. ..؟!
نفسي أنا خير من يعرفها ولذا علي أن أتعلم كيف أحبها ....
ليس كل الناس من يقدر صنيع المحبة
بعضهم يوليك اهتماماً ، وأغلبهم لايقدر حقاً عطاء المحبة ..
لاتلقي كل اهتمامك. على الناس ...
بل خص نفسك به أولاً وراعها واستمع لشكواها وكن صديقها
قبل أن تصادق غيرها ...
فلها عليك حق ..
ولك عليها حق ....
حقها عليك ان تكن معها رفيقاً ناصحاً ...
تهذبها وتدلها على الخير ..
ولا تحرمها من حلال ... وتصغ لصوت شكواها ....
وحقك عليها أن تبادلك الحب ... وترتفع بك
وثق انها ستفعل ماعليها ان فعلت لها ماعليك ....
أما إذا أهملتها ، وجفوتها ، وتركتها تضج في أعماقك
من شعورها بالظلم ..
فقد صرت عدواً لنفسك ...
لاتنسى أنك كثيراً ما تمنح الحب وتعود بالخيبة ....
كن قويا تجاه نفسك عندما يخذلك الأخرون
حتى تستطيع أن تعلو بها فوق كل فشل وتعيد بناء ماتهدم منها
ومرة بعد أخرى .. ستصبح منيعاً بها
ولن يجروء أحد على تدميرك ..
في حبك لنفسك وتوافقك معها تجد السعادة ...
فإنك إن علقت رجاءك على الغير ..
لن تحصل إلا على سعادة ناقصة مرهونة برضاهم وسعادتهم ..
ابني نفسك بالحب ..
وآمن بقدراتك المودعة من الله تعالى فيك ...
ولا تخيب آمالها ..
ولا تكسرك فيها المحبطات ..
ازرع الحب في أرضك ..
ثم اقطف الثمر من حب الآخرين .
كنت محتاجه له
محتاجه لحب النفس