بائـ الورد ـعة

بائـ الورد ـعة @bay_alord_aa

عضوة شرف في عالم حواء

أبى إلا أن يُفسد علي عملي ...!!!

ملتقى الإيمان





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

الحمدلله حمداً كثيراً مباركاً فيه ... وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....

إن الآفات التي تعتري العمل الصالح كثيرة ومتنوعة المسالك ، والسبيل إلى تلافي هذه الآفات يبدأ من معرفة حقيقتها ومضارها، وسُبل النجاة منها .


إحساس خفي .... يدخل النفس .... يمتزج معها .... يصدر عنه سرور ... ثم ... فخر بالذات ..... قد يتطور إلى كِبَر .... ونسْب كل إبداع إلى النفس مع نسيان أو تناسي واهب هذا الإبداع ومُنعم هذه النعم ....

ما هي إلا خطوااااااات أيها الأخوات ....
فيتراءى أمامي ....ذلك الذي أبى إلا أن يُفسد علي عملي ....!!!!
أبى إلا أن يجعله هباءً منثوراً .... وكأنه لـــــم يكــــن ....!!!
أتعلمن ما هو يا رعاكن الله .... إنه ....
(( الــعــُجـــــب ))



أحبتي ...
ينبغي على العبد إذا شرع في الطاعة أن يطالع منة الله عليه وتوفيقه له وأنه بالله تعالى لا بنفسه ولا بحوله وقوته بل بالله سبحانه وتعالى هو الذي أنشأ له السمع والبصر والفؤاد والجوارح وهو الذي يسر له الطاعة واصطفاه لفعلها ، فهذا الخالق المجيد هو الصاحب لهذا الفضل والمنة .

فإذا لم يغب هذا الأمر عن نظره لم يحضره العجب الذي أصله رؤية النفس وغيبة شهود الفضل لله ومنته وتوفيقه وإعانته .

أما إذا غاب هذا الأمر عن نظره وثبت في النفس ، وقامت مقام الدعوى والأنا فوقع العجب.... فسدت عليه الطاعة ....


فتارة ...
يُحال بينه وبين الطاعة أو إتمامها ، وتقطع عليه ويكون ذلط رحمة به حتى لا يغيب عن مشاهدة المنة والتوفيق .

وتارة ...
تتم له ولكن لا تكون لها ثمرة ، وإن أثمرت أثمرت ثمرة ضعيفة غير محصلة للمقصود .

وتارة ....
يكون ضررها عليه أعظم من إنتفاعه بها وتتولد منها مفاسد شتى بحسب غيبة شهود التوفيق والمنة ورؤية النفس .



تعريف العُجب ...!!!
*** *** ***


العُجب : الزُهـــو . ورجل معجب : مزهو بما يكون منه حسناً أو قبيحاً .

قال الغزالي : هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها للمنعم .




حكم العُجب ...!!!
*** *** ***


محـــــــــرم ، من كبائر الذنوب ... بل عده جماعة من العلماء من الشرك المُحبط للعمل .

قال النووي : اعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب ، فمن أُعجب بعمله حبط عمله ، وكذلك من استكبر حبط عمله .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه عندما ذكر طوائف الناس في عبادة الله والتوكل عليه :
وطائفة أخرى قد يقصدون طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن لا يحققون التوكل عليه والإستعانه به ، فهؤلاء يُثابون على حسن نيتهم ، وعلى طاعتهم ، لكنهم مخذولون فيما يقصدونه إذ لم يحققوا الإستعانه بالله والتوكل عليه .

وكثيراً ما يقرن بين الرياء والعجب ... فالرياء من باب الإشراك بالخلق ، والعجب من باب الإشراك بالنفس ، وهذا حال المستكبر ... فالمرائي لا يحقق قوله (( إياك نعبد )) والمعجب لا يحقق قوله (( وإياك نستعين )) .

وفي الحديث المعروف " ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه " . انتهى كلامه رحمه الله .



العجب في القرآن الكريم:-
*** *** ***


قد ذم الله تعالى العجب والكبر في مواضع كثيرة من كتابه ، وذم كل جبار ومتكبر معجب بنفسه مختال فخور ...

قال تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يرو سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين )
قال تعالى : ( ولا تمنن تستكثر )

قال ابن كيسان : لا تستكثر عملاً فتراه من نفسك إنما عملك منة من الله عليك إذ جعل لك سبيلاً إلى عبادته . قال الغزالي : أي لا تدل بعملك .

قال تعالى : ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً )

قال الغزالي : وهذا أيضاً يرجع إلى العجب بالعمل ، وقد يعجب الإنسان بعمل وهو مخطئ كما يعجب بعمل وهو مصيب فيه .
قال تعالى : ( ولقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ** ثم أنزل الله سكينتة على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )

وهنا يذكر تعالى في هذا السياق نتيجة الانشغال عنه عز وعلا والاعتماد على غير قوته لتتجلى حقيقة عظيمة ,,, حقيقة القوة التي تعتمد عليها كل عقيدة ... فإن الكثرة العددية والغنائية ليست بشئ لكنما هي القلة العارفة المتجردة للعقيدة... والعجيب إن الكثرة تكون أحياناً سبباً للهزيمة لأن بعض الداخلين فيها والتائهين في غمارها ممن لم يُدركوا حقيقة العقيدة ، تتزلزل أقدامهم وترتعش قلوبهم في ساعة الشدة فيشيعون الاضطراب والهزيمة بين الصفوف المجاهدة فضلاً عما تفعله الكثرة من خادع أصحابها عندما يعتمدون عليها فينسون توثيق الصلة بالله عز وجل انشغالا بهذه الكثرة .



العُجب في السنة النبوية المطهرة :-
*** *** *** ***


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ....))

"قال ابن رجب : والمقصود أنه لا يقبل إلا ما كان طيباً طاهراً من المفسدات كلها كالرياء والعجب ولا من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً فإن الطيب توصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث ..."

قال صلى الله عليه وسلم : ( كلوا واشربوا والبسوا في غير اسراف ولا مخيلة )

قال العلماء " والمخيلة تضر بالنفس حين تكسبها العجب .

وتأملوا معي قوله صلى الله عليه وسلم ( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك : العُجب )

وقد يُساهم حديث الناس عنك... وإشارتهم لك بالبنان إدخال شئ من العجب في نفسك ... قال صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء فتنة أن يشار إليه بالأصابع )

قال ابن عقيل : الإ شارة إلى الإنسان بالزهادة تفتنه بالرغبة بالاسم وتخرجه عن قانون الزهد ، وتسلخه عن حقيقته . فإنه يزهو بذلك زهو المتوجد ، وذلك قاتل الإنسان من طريق الأنفة من الخلق ورؤية النفس .

وقال صلى الله عليه وسلم ( ما من آدمي إلا وفي رأسه حكمة بيد ملك ،فإذا تواضع قيل للملك : ارفع حَكَمته ، إذا تكبر قيل للملك : ضع حَكَمته ) . الطبراني

قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( إن الله تعالى يقول : إن من عبادي من يسألني باباً من العبادة فأكفه عنه كيلا يدخله العجب )

وهذا من أعظم الدلائل على رحمة الله تعالى وحكمته وعلمه حيث يحمي أولياءه ويحوطهم مما يضيرهم شعروا أو لم يشعروا .



أسباب العجب :-
** ** ** **

1-ضعف اليقين وقلة الاستعانة بالله .
2-الغفلة عن حقيقة الضعف البشري وشدة تقلب القلوب .
3-عدم تدبر القرآن المجيد وما فيه من العظات والعبر وقصص إهلاك الأقوام الذين اغتروا بالحياة الدنيا وزينتها وأعجبوا بها .
4-عدم تفهم السنة النبوية وإدراك أبعادها ودلالتها وبالتالي عدم العمل بما تدعو إليه من الفضائل وتنفر منه من الرذائل والأخلاق الذميمة .
5-عدم قراءة سير الأسلاف والعلماء العاملين والدعاة الهداة الربانيين وما كانوا عليه من مآثر ومعرفة بالله وهضم للنفس واحتقارها .
6-الاغترار بالأعراض الدنيوية الزائلة المهينة .
7-الجهل بحقيقة الدنيا وسرعة تقضيها وأنها ليست بشئ ولا تساوي شيئاً .
8-ضعف العقل وقلة الإدراك والجهل بعواقب الأمور .
9-الإعراض عن شكر المولى الجليل على نعمة السابغة وآلائه الجسيمة .
10- الأمن من مكر الله عز وجل .
11- الإمهال والاستدراج من الله تعالى بسبب ذنوب ومعاصي العبد .
12- كثرة المدح والإطراء ووقوع ذلك موضع القبول من المرء ، وقد قيل : قابل المدح كمادح نفسه .




أصناف المعجبين :-
** ** ** **


من أصناف المعجبين بأمور الدنيا :

1-المعجبون بالبدن وجماله وصحته وحسن صورته .
2-المعجبون بالبطش والقوة كما كان من قوم عاد.

قال تعالى (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق قالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )
3-المعجبون بالعقل والكياسة والتفطن لدقائق الأمور من مصالح الدين والدنيا .
4-المعجبون بالنسب الشريف ، حتى يظن بعضهم أن ينجو بشرف نسبه .
5-المعجبون بكثرة الأولاد والخدم والغلمان والعشيرة والأقارب والمال.

كما قال تعالى عن الكفار ( وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين )
6-المعجبون بالرأي الخطأ ، وأبرز هؤلاء : أهل البدع .

من أصناف المعجبين بأمور الدين :

1-المعجبون لعلمهم وفقههم من العلماء وطلبة العلم .
2-المعجبون بعباداتهم وطاعاتهم ومن العباد والزهاد .



ونضيف صنفاً آخر .... وهم المعجبون بلا شئ ... وبلا دافع يثير الإعجاب ... مثل الفقراء المتكبرون المعجبون بأنفسه لا سيما ان لم يكن الواحد منهم يملك عقلاً راجحاً ولا طاعات ولا قوة ولا نسباً شريفاً ،
فهؤلاء هم شر الأصناف .

كبر بلا نسب ، تيه لا حسب ***** فخر بلا أدب ... هذا هو العَجَب



مظاهر العجب :-
** ** ** **

1-رد الحق واحتقار الناس .
2-تصعير الخد ، وإسبال الثياب ، والاختيال بالمشي .
3-عدم استشارة العلماء والفضلاء والعقلاء ، والتقليل من شأنهم .
4-عدم طلب العلم الشرعي ، ونسيان الذنوب واستقلالها ، والإصرار على الخطأ .
5-استعظام الطاعة واستكثارها .
6-التفاخر بالعلم والمباهاة به ، والتصدر قبل التأهل .
7-الغمز واللمز ، والتفاخر بالحسب والنسب ، والتفاخر بجمال الخلقة .
8-مخالفة الناس ترفعاً .
9- الفتور عن الطاعة لظنه أنه قد حاز على قدراً كبيراً كافياً منها .
10-احتقار العصاة والفساق .
11-التصدر قبل التأهل .




عاقبة العجب :-
** ** ** **


1-الهزيمة والخذلان .
2-حلول مقت الله وسخطه .
3-استحقاق سخط الناس وبغضهم .
4-إفساد العمل الصالح الذي قارنه العجب .
5-فساد التصور ورد الحق .




علاج العجب بوجه عام :-
** ** ** **

1-الاستعانة بالله وحده .
2-الدعاء .
3-استشعار الضعف الفطري والنظر إلى النفس بعين النقص .
4-شكر النعم ومعرفة أنها ابتلاء من الله للعبد .
5-كراهية الرفعة في الأمور ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم ( حق على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه ) أبو داود



درر من أحوال وأقوال الأسلاف :-
** ** ** ** ** ** **


سلفنا الصالح هم شمس الدنيا وعافية الناس وفقهم الله تعالى للسبق الى الخيرات والظفر بكل فضيلة ، ولقد كان لهم مع هذا الداء أحوال وأقوال سطرها التاريخ في سفر الخلود بحروف من نور فمن ذلك :

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لا تحقرن أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير .

وقال محمد بن واسع : لو أن للذنوب رائحة لم يستطع أحداً أن يجلس إلي .

وقد رأى محمد بن واسع ولده يختال ، فدعاه وقال : ( أتدري من أنت ؟ أما أمك فاشتريتها بمائتي درهم ، وأما أبوك فلا أكثر الله في المسلمين من مثله )

بل كثر الله في المسلمين مثله فقد كان رضي الله عنه أفضل أهل البصرة ، قال سليمان التيمي : ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته إلا محمد بن واسع .

وذُكر أن عمر بن عبدالعزيز كان إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب ، قطع خطبته ، وإذا كتب كتاباً فيه العجب مزقه ، ويقول : اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي .

قال بعضهم : إذا كنت تحدث فأعجبك حديثك فاصمت ، وإذا كنت صامتاً فأعجبك صمتك فتحدث .قيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئاً ؟ قالت : إذا ظن أنه محسن .

ختاماً .... أحبتي ....
كتبت ما تقدم ... ونقلته من كتاب
" العجب " ... لعمرو بن موسى الحافظ ...
ولم يكن ذاك تنزيهاً لنفسي .... ولا تزكية لها ... إنما هو ذنب أرق علي مضجعي ....
فأحببت أن أفيدكم وأستفيد .... عل الله أن يرحمني بتذكيري .... ويغفر لي ما تقدم ...
لا تنسوني من صالح دعائكم .


أختكم الراجية لدعوة في ظهر الغيب ،،،
بائــ الورد ـعة


9
741

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لواء التوحيد
لواء التوحيد
جزاك الله خيرا بائعة الورد والعجب من الأمراض القلبيه وهي محبطه للعمل كما ذكرتي وهو من الشرك الأصغر وقد يؤدي الي الشرك الأكبر وعلاجه أن يستشعر العبد فضل الله عليه في توفيقه للطاعه ولولا فضل الله ما فعلها وأن الله هو الغني ونحن الفقراء أليه كما في قوله تعالي ( لولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكي منكم من أحد ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم)
صمـــ الأحلام ــت
جزاك الله خيرا اختي الغاليه بائعة الورد

وابعدك الله عن العجب ونحن معاك رعاك الله
ألف معنى
ألف معنى
الغالية ...بائعة الورد ...مهدية الخير

موضوع غاية في الأهمية ...

يغفل عنه الكثر وقد اتخذ الشيطان منه مسلك لنفوذ من نفوس الصالحين

ما شاء الله عليك حبيبتي مواضيعك حساسة مهمة...

بارك الله فيك ونفع بك الامة الاسلامية في عفو لك وعافية

اخية......

كم انا سعيدة بوجود أخت مثلك معنا في هذا المنتدى..

أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحد (علشان ما أعرضك للعجب حماني المولى واياك)
بائـ الورد ـعة
أخواتي الغاليات ...

أنفاس الإيمان
بنت الشهبندر
صمـــ الأحلام ــت
ألف معنى


كم أحبكن بالله أيتها الرائعات ...
حضوركن محبب الى النفس ...
وتواجدكن يثري صفحتي ويعطرها بصدق الإخاء ....
وما أقدمه ليس الا قطرة في بحر عطائكن ونجمة في سماء همتكن ...
شكراً لكل حرف ولكل إضافة ..... وألف شكر لحسن ظنكن ...


الراجية لدعوه في ظهر الغيب ،،،
بائـ الورد ــعة
الغنية بالله
الغنية بالله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

حفظك ربي من كل سوء وزادك من علمه وفضله .. ورزقنا الاخلاص والقبول في القول والعمل ..

أختي هذه مصيبتنا ... العجب ..

نفعل قليلا ونعجب بأنفسنا كثيراً ..

نبدأ العمل فتشغلنا أنفسنا فلا نكمله ... ولا نرى ثمرته فإذا تأملنا قليلا وجدنا ... نعم وجدنا هناك .. في زاوية من قلوبنا إعجاباً بعملنا الذي لم ننجز ربعه ..

أسأل الله أن يصلح حالنا ..

وفقك المولى لكل خير ..