أبي الحبيب

ظلام يكتنف بصري..

أفيائي تصرخ أين المخرج..

ألتفت في كل الأرجاء..

لكن ليس هناك سبيل سوى طريق تغشاه ظلمة حالكة..

نبضات خافقي تشتد كلما اخترقت هذا الدرب..

ولكني ألمح ورودا تتمايل بنسيم عذب يدخل من هذا الباب الذي أراه أمامي..

لماذا لم أره من قبل..؟؟..

لماذا لم ألمح هذا النور الذي يشع عندما فتحت الباب أو بالأحرى عندما دفعته فهو لم يكن

مغلقا..

أرى المروج تملأ هذه السهول الواسعة..

والفراشات تحلق مع بعضها لتضفي على المكان جوا من الرقة والابداع..

ثم ألمح من ذاك المكان البعيد..

نورا يقترب مني..!!..

لم أدري لماذا ارتحت لهذا النور..

اقترب هذا النور مني وتوقف أمامي بمسافة بسيطة..

رفعت عيناي لأجد أحب الناس إلى قلبي يتأملني بابتسامته الحنون..

والضياء يشع من ملامحه الحبيبة..

ارتميت في حضنه أبكي بعده.. أبكي شوقي له..

بكيت وبكيت وهو يمسح على شعري بأبوته الحنونة..

أبي لا تتركني فقد قاسيت وعانيت الكثير وأنت بعيد عني..

أبي أنا بحاجتك تشد من إزري في شدتي..

أبي أحبك فلا تتركني..

أخرجت مافي نفسي ثم احتضنته وأخذت أذرف عبرات فرحتي برؤيته..

وهو يحتضنني بلهفة أبوة افتقدتها..

ثم وبلا سابق إنذار اختفت الأشياء من حولي..

لأجد نفسي أحتضن وسادتي التي لطالما اغرقتها بدموعي..

لماذا انتهى حلمي وأنا لم انتهي من حديثي معه..

لماذا انتهى وأنا لم أبدأ عتابي له..

آآآآآآآه ليل حيرتي طويل..

وظلمة وحدتي أشد طولا وحلكة..

ظننت للحظة أنني انتهيت من معاناتي..

انتهت آلامي برجوعه..

لكنها أحلام أعلم تمام اليقين أنها مستحيلة..

لكم أتمنى أن يأخذني النوم إلى عالمه الجميل فهناك ألتقي بأبي..

هناك تتحقق كل الأحلام..

هناك عالم بلا آلام..

فيا أيها الحبيب انتظرني فسألتقي بك بإذن الله في أحلامي..

وهذا بالذات حلمي أن ألتقي بك..

أن أبقى في حضنك للأبد.........