أبي ليتهم يعلمون

في أحد أرفف خزانتي العليا

عندما كنت أضع صندوق أمتعتي التي لا أريدها

وأذا بصوت قدم من خلف الصندوق

أحضرت السلم بسرعة لأرى ما خلف الصندوق

وجدت صندوق آخر أصغر وأخف وزنا

أخذتة ووضعتة على السرير

ثم فتحتة



وجدت بداخلة قلم ودبوس أوراق ورسالة

رسالة قد غلفها الغبار حتى بهتت ألوانها

فتحتها لأقرأ ما بها



آه يا لذكريات

أنها تلك الرسالة

نسيتها وأعتقدت أني أضعتها

لكن ها هي بين يدي

أتذكر ذلك اليوم وكأنة كان بالأمس

أتذكر كل تفاصيلة

كل حرف كتب

كل دمعة نزلت

كل تنهيدة

أتذكره وكأنه بالأمس



آه ياوالدي ليتهم يعلمون

كتبت لك الرسالة

أفرغت بها كل همي لعلي أرضى

كتبت لك ما قلبي منة غرق

ما فرحي منة أفل



أبــــــــــــــي

أعجز عن النطق

أعجز حتى عن الهمس

لا تقلي ما بك

فلن تجيبك سوى الدموع

فلا تسألني والدي

لا تسأل



فقط أقرأ أحرفي وأنا بعيدة

ولتكن نهاية الرسالة نهاية الحكاية

آه يا والدي ليتهم يعلمون

ما يداعب مقلتي وهم يضحكون

ويقولون لي أنهم بالحكاية يدرون

ويفهمون ما أصابني وعن حالي يعلمون

ويحـــــــــــــــكم أنتم لا تعلمون



عن حيرتي وسهري

بكائي ودعائي

عن حالي حين أرى أم تمسك بيد أبنتها

حين تذهب لتشتري لها وتلعب معها

حينها

أنظر ليدي لأجدها فارغة

لأجد قلبي بركان يتقد

وأرى الناس من حولي يضحكون

فكيف تقولون لي أنكم تعلمون

وأنا لا ألومهم يا والدي

لا والله لا ألومهم

لأنهم لا يرون سوى أبتسامتي

وفرحي

الذي أصطنعة أحيانا حتى لا يعلمون

مع أن قلبي يقول آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ليتهم يعلمون



ليتك تعلم أنت أيضا

ليتك تعلم

أنة قد ألمني جهلهم وهمزهم

قد ألمني حالي معهم



لكني يا ولدي لا أقوى على الكلام

لاأقوى على البوح لك بما أجتاحني

وبما ساءني من الناس

أني حتى لا أقوى على أرسال

هذة الرسالة لك

ولا تسألني