تكفون قبل الفجر أبي نثر
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى
وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة إمرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
داخلة بمعرف أمي .......لا تردوني
*الأمـــل* @alaml_11
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وما أكثر الكلام الفاسد الذي يدور في مجالس المسلمين أيا كانوا كبارا أو صغارا رجالا أو نساء إن غثاء الألسنة اليوم يزكم الأنوف ويصم الآذان ويصيبك بالغثيان والدوار خصوصاً وأنت تسمع حديث المجالس اليوم لا نقول ذلك في مجالس العامة فقط بل وللأسف وأقولها بكل أسى حتى في مجالس الصالحين وفي مجالس المعلمين والمتعلمين غثاء الألسنة في الكذب والنفاق والغش والخداع غثاء الألسنة في الغيبة والنميمة والقيل والقال غثاء الألسنة في أعراض الصالحين والمصلحين والدعاة والعلماء في الوقت الذي سلم فيه أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والرافضة والمنافقين غثاء الألسنة في التدليس والتلبيس وتزييف الحقائق وتقليب الأمور وفي التجريح والهمز واللمز وسوء الظن غثاء الألسنة في الدخول في المقاصد والنيات وفقه الباطن غثاء الألسنة بكل ما تحمله هذه الكلمة من غثائية وما هي النتيجة؟ النتيجة بث الوهم والفرقة والخصام والنزاع بين المسلمين وقطع الطريق علي العاملين وإخماد العزائم بالقيل والقال إنك ما إن ترى الرجل حسن المظهر وسيماه الخير وقد تمسك بالسنة في ظاهره إلا وتقع الهيبة في قلبك والاحترام والتقدير في نفسك وما أن يتكلم فيجرح فلانا ويعرض بعلان وينتقص عمرا ويصنف زيدا إلا وتنزع المهابة من قلبك ويسقط من عينك وإن كان حقا ما يقول نعم وإن كان حقا ما يقول وإن كان صادقا فيه فلا حاجة شرعية دعت لذلك وإن دعت تلك الحاجة فبالضوابط الشرعية وبالقواعد الحديثة فإن لم تعلمها أيها الأخ الحبيب فما نستطيع أن نقول إلا أمسك عليك لسانك
أيها الأخ الحبيب إلى متى ونحن نجهل أو نتجاهل أو نغفل أو نتغافل عن خطورة هذا اللسان؟ مهما كان صلاحك ومهما كانت عبادتك ومهما كان خيرك ومهما كان علمك ومهما كانت نيتك ومهما كان قصدك فرحم الله رحمة واسعة يوم أن قال في الجواب الكافي: من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا يذل بالكلمة الواحدة أبعد مما بين المشرق والمغرب والعياذ بالله وقال أيضا في الكتاب نفسه: إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل فيه وما أجمل هذا الكلام وأجمل منه ما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال صلي الله عليه وآله وسلم: "أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك" ... واسمع يا رعاك الله كلاما جميلا جدا للإمام رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار يوم أن قال: اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد يقودك إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء …انتهى كلامه رحمه الله ،
أيها المسلم: هل قرأت القرآن ومر بك قول الحق عز وجل (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد) هل تفكرت في هذه الآية إنها الضابط الشرعي (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) أسمعت أيها الإنسان أسمعت أيها المسكين إنها رقابة شديدة دقيقة رهيبة تطبق عليك إطباقا كاملا شاملا لا تغفل من أمرك دقيقا ولا جليلا ولا تفارقك كثيرا ولا قليلا كل نَفَسٍ معدود وكل هاجسة معلومة وكل لفظ مكتوب وكل حركة محسوبة في كل وقت وفي كل حال وفي أي مكان عندها قل ما شئت وحدث بما شئت وتكلم بمن شئت ولكن اعلم أن هناك من يراقبك اعلم أن هناك من يسجل وأن هناك من يعد عليك هذه الألفاظ .. أما أنت أيها المؤمن يا من يقال عنك ويدور عنك الحديث في المجالس فإن لك بهذه الآية تطمينا فلا تخف ولا تجزع ((إن ربك لبالمرصاد)) ، بالمرصاد لمن أطلقوا لألسنتهم العنان في أعراض العباد فلا تجزع بعد ذلك أيها الأخ الحبيب ..ولنزداد بينة في خطر هذا اللسان الذي بين لحييك فاسمع لهذه الأحاديث باختصار، فعن ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ أن رسول الله ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه" وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة" والعياذ بالله والحديث أخرجه في صحيحه وكان يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث أي هذا الحديث، اسمع لحرصهم ـ رضي لله عنهم وأرضاهم كما ذكر ذلك في تفسيره فأين أنت يا علقمة من أولئك الذين يلقون الكلمات على عواهنها فلا يحسبون لها حسابا كم نلقي أيها الأحبة من الكلمات تظن أنها ذهبت أدراج الرياح وهي عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينساه احسب لهذا الأمر حسابه حتى تعلم أن كل كلمة مسجلة عليك أيها الأخ الحبيب ، وعن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول : "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفي رواية لمسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" نسألك العفو يا إلهي، إن شغلنا الشاغل اليوم في مجالسنا أيها الأحبة هو بث الكلمات ونشر الشائعات وكم من كلمة قصمت ظهر صاحبها وهو لا يعلم ولا شك أن فساد المجالس بسبب قلة العلم والإطلاع ، إذ لو وجد هذا العلم لاستغلت المجالس أحسن استغلال ولسمعت المسائل العلمية والفوائد الشرعية والمواضيع الفقهية بدلا عن القيل والقال والغرائب والعجائب ولكن فاقد الشيء لا يعطيه وهذا أثر من آثار الجهل الذي يتفشى اليوم بين كثير من الناس إسهال فكري، وإسهال كلامي أصاب كثيرا من مجالس المسلمين اليوم إنك تجلس المجالس الكثيرة بل ربما لم يمر عليك يوم من الأيام ولا ليلة من الليالي إلا وجلست مجلسا فبماذا خرجت من هذه المجالس؟ ما هي النتيجة وما هي الثمرة من هذه المجالس التي جلستها أيها الأخ الحبيب لا شك أن هذا أثر من آثار الجهل الذي يتفشى في صفوف المسلمين اليوم وقلة البركة حيث أصبح العلم مصدر رزق لكثير من الناس ولذلك تجد في المجلس الواحد عشرات المدرسين والمتعلمين ومع ذلك يذهب المجلس هباء بدون فائدة بل ربما ذهب والعياذ بالله بالآثام وجمع السيئات وفي حديث الطويل قال رضي الله تعالى عنه ـ قال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قال معاذ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: كف عليك هذا، كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به"؟ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" ، ثم يوجه المصطفي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لأمته تلك القاعدة الشرعية والمعيار الدقيق لمن اختلطت عليه الأوراق وليقطع الشك باليقين وليسلم من الحيرة والتردد فيقول كما في حديث ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت" قاعدة شرعية تربوية منهجية نبوية ميزان معيار دقيق لك أيها المسلم ولك أيتها المسلمة يوم أن تجلس مجلسا "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" انظر للتربية ربى هذه القلوب باليوم الآخر "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" ولأن النفوس اليوم غفلت عن اليوم الآخر وتعلقت بالدنيا وشهواتها ولذاتها غفلت عن هذه القاعدة الشرعية النبوية ونسيت الحساب والعذاب في اليوم الآخر ونسيت الجنة والنار أو غفلت عنها وبالتالي انطلق اللسان يفري في لحوم العباد فريا بدون ضوابط وبدون خوف ولا وجل لماذا؟! لماذا هذه القاعدة؟ لأنه لا يصح أبدا أن يؤذي المسلم إخوانه بلسانه ولأن المسلم الصادق والمحب الناصح هو من سلم المسلمون من لسانه ويده كما في حديث المتفق عليه والأحاديث في الباب كثيرة مستفيضة وكم نحن بحاجة إلى من يردد هذه الأحاديث على مسامع الناس ليتذكروها وليعوها وليفهموها جيدا حتى تتذكر النفس كلما أراد اللسان أن ينطلق في كلمة يحسبها و يحسب لها حسابها قبل أن يخرج لسانه بهذه الكلمات واسمع لرواة هذه الأحاديث من السلف الصالح ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ يوم أن سمعوها علما وعملا وامتثالا للمصادر الشرعية الكتاب والسنة وإليك الأدلة من حياتهم العملية ـ رضوان الله تعالى عليهم
أسوق إليك أيها الأخ الحبيب مواقف قليلة، قليلة جدا، كيف كان حال السلف الصالح مع ألسنتهم؟ ذكر الإمام في الموطأ عن ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ أنه دخل على وهو يجبذ لسانه أي: يجره بشدة فقال له عمر: مه غفر الله لك فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد ، من القائل؟ الرجل الأول بعد الأنبياء والرسل ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ القائل أبو بكر انظر لحرصه على لسانه ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ قال رجل رأيت آخذا بثمرة لسانه وهو يقول أي ممسكا بلسانه وهو يقول: ويحك قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم ، قال: فقال له رجل: يا ابن عباس مالي أراك آخذ بثمرة لسانك تقول كذا وكذا قال ابن عباس: بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه ، يعني لا يغضب على شيء من جوارحه أشد من غضبه علي لسانه والأثر أخرجه وأحمد و وأيضا أخرجه أحمد في كتاب الزهد والمتن بمجموع طرقه حسن والله أعلم، وقال : عالجت الصمت عشرين سنة ، انظر للحساب أنظر النفس، عالجت الصمت عشرين سنة فلم أقدر منه على ما أريد ، وكان لا يدع يعاتب في مجلسه أحد ويقول: إن ذكرتم الله أعناكم وإن ذكرتم الناس تركناكم والأثر ذكره أبو نعيم في الحلية وكان ـ رضي الله تعالى عنه ـ يعتذر من طول السكوت ويقول: إني جربت لساني فوجدته لئيما *** هؤلاء هم رضي الله تعالى عنهم ـ فماذا نقول نحن