كان هذا الرجل يتجول بين الطلاب في الاختبار وكان لطيفا جدا وحازما بنفس الوقت فهو يقف بين أبنائه
يتجول بينهم وقلبه يخفق خوفا عليهم ويتجول ودعواته لهم بالتوفيق والسداد لا تنقطع
إذا شاهد أحد أبنائه مرهق وقف عندهـ وامسك بيدهـ وابتسم بوجهه ومسح على رأسه ودعا له
وإذا شاهد آخر يصارع النوم وقف عنده واسقاهـ ماء وغيّر من جلسته ورفع رأسه وابتسم بوجهه وتحدث معه قليلا ودعا له
وإذا شاهد من أبنائه من يحاول الغش وقف عنده وذكرهـ بالله وعاتبه بلطف
وإذا شاهد من أبنائه من يرغب الخروج تأكد من ورقته وانه أجاب على جميع الأسئلة وألا رفض استلام الورقة وطلب منه المراجعة والتريث قليلا
ويمر على أبنائه في اللجنة واحد تلوا الآخر يسأله عن الاختبار مع ابتسامة مشرقة ويمسك بيدهـ ويدعوا له بالتوفيق
لا يتضجر من تأخر بعض أبنائه في اللجنة ويصبر ولاُ يشعر أبنه أنه متضايق منه بل يطلب منه عدم الاستعجال
وإذا سلم ابنه الورقة أخذها منه بلطف ودعاء له بالتوفيق وودعه بابتسامة مشرقة ودعوات من أعماق قلبه
هذا حال المعلم المخلص الذي يراقب الله ويطمع أن يضع بصمة في قلب كل طالب مر عليه لأن طلابه أبنائه ويحب لهم ما يحب لأبنائه من صلبه
هذا المعلم أحب الخير لطلابه ولذا أحب عمله وأصبحت المدرسة بستان أخضر يتنزه فيه ويستمتع بجماله
هذا المعلم أيضا أحبه من يعمل معه لأن إنسان مبتسم ومتفائل
هذا المعلم أحبه طلابه فقلبه الطيب جعله يسكن في قلوب الآخرين وجعل الآخرين يثنون عليه ويدعون له بكل مناسبة
هؤلاء سعداء في حياتهم وفي أعمالهم في وقت بكى الناس من الهم وتضجروا من الوظيفة والواجبات
مما جعلهم يختلقون لأنفسهم الأعذار ويقصرون ويكذبون ويحتالون
فهنيئا لمن وفقه الله للقيام بالواجب وسعد بخدمة الآخرين ونال الذكر الطيب في حياته والدعاء له بعد موته
فالميزان في الصلاح والإخلاص هو حكم الآخرين والناس شهداء الله في الأرض
مشكرة الله يعطيك الف عافية