السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كنت قد عانيت من الابتلاء بالمرض، وبحثت عن الدواء الشافي فمازادني البحث إلا شتاتا وأوهاما ما أنزل الله بها من سلطان، وعدت لكتاب الله وسنة رسوله فعلمت أن الأمر أقل مما يصوره لنا الخلق، وأسهل على الخالق من سحق نملة..
مشكلتنا عقدية ابتداء، فقد هولنا من الجن والشياطين حتى تضخمت واستحكمت بالوساوس، وأول أمر يجب أن نصححه في قلوبنا يخبرنا به الله :
(إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
(وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
ثم مشكلتنا الأخرى البعد عن كتاب الله قبل الابتلاء، وأخذ بعضه وترك بعضه بعد الابتلاء بحثا عن الشفاء، وهذا مصيبة فلا أقل من ختمتين بالشهر نرى أثرها على حياتنا كلها وليس صحتنا فحسب ، فكلام الله كله خير وعافية، والتعلق بالرقاة وتقسيماتهم للأيات (حرق، عذاب، خروج) هو مما يصرفك عن كل القرآن ويعلقك بالاستشفاء لا العبادة ، وبعض برامجهم فوق طاقة الإنسان مما يجعلك لا تستمرين عليها فتصرفك عن الرقية، وقليل دائم خير من كثير منقطع..
من هنا أقول؛ تعلقي بالله لا بالرقاة، واستشفي بكل كتاب الله لا ببعضه بالإضافة للرقى الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام فحسب ، وأتحدى أن يقربك شيطان ..
أغلقي أذانك سوى عن : قال الله ، وقال رسوله، فما يقوله أغلب الرقاة اجتهادات وخوض في الغيبيات، واختلافهم دلالة على ذلك، فأحدهم يقول ظهور البقع دلالة حرق الشيطان، والآخر يقول دلالة دخول شيطان آخر، وهكذا يدخلونك في دوامة لا نهاية لها..
ومن هنا أختصر لك العافية في نقاط:
- الصبر والاحتساب فما أصابك رفعة درجات واختبار دنيوي ليقينك..
- اليقين أن عافيتك بيد الله وحده لا شريك له، وأن الشيطان ضعيف هين لا يملك مضرتك..
- البعد عن المعاصي ايمانا واحتسابا وسيعوضك الله بخير منها، فالغيبة والغناء مثلا مما يفسد التحصين فيعرضك للشر.
- التقرب إلى الله بالطاعات فكل طاعة حصن حصين من الشيطان وقربى إلى الله وحفظه، والابتلاء الذي يقربك من الله نعمة فرددي: الحمد لله على نعمة كسرتنا لتقربنا إليه..
- ختم القرآن كل نصف شهر، والأفضل كل 7 أيام عبادة واستشفاء مع تدبره ، فهو كله شفاء وهو الذي يحيي قلبك وإن حيا قلبك صلح دينك ودنياك، وودت لو صرخت في كل الكرة الأرضية: القرآن القران القرآن، اجعليه كالأكسجين لقلبك وجسدك قبل وبعد الشفاء، وقد رأيت من بركته ما يذهل..
- كثرة ذكر الله فالذكر درع واق من كل شيطان، قال الله: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين"
- الحرص على أذكار الصباح والمساء كسلاح أن تركتيه كنت مستباحة يسيرة لكل شر مع تدبرها وليس هذها ..خاصة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 100 مرة فهي درع في وجه الشيطان.
- الرقية بالفاتحة وآية الكرسي والمعوذات والأدعية الواردة عن الرسول بعد كل صلاة ما استطعت، فهي التي وردت عن الرسول والصحابة، وفيها زال سحر الرسول على قوته..ثم ما ذكر عن الرسول من ماديات كالعسل والزيت وماء زمزم..
- ترك البحث في المنتديات فهي مما يحبط ويبعث الوساوس والأوهام ..
- الدعاء هو حديثك الوحيد وشكواك لمن بيده عافيتك فاحرصي عليه في كل صلاة .
- يقول أحد السلف: ليس بعاقل من له حاجة عند الله ولم يقم الليل .. فقومي واستقبلي ربك واشكي له همك فوالله أن قيام الليل نعمة واصطفاء وصلاح لدينك ودنياك..وهو في البداية صعب ثم تتلذذين به..
- من بعد هذا .. عيشي حياتك ولا تجعلي المرض هاجسا يشغل تفكيرك ويوقف حياتك ..واحمدي الله في السراء والضراء، فهو يدبرك على الخير من حيث لا تدركين ..
كلمات عفوية كتبتها حبا للخير ، ورغية في تصحيح ما فرط..والله أسأله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين ..
