أتـنـــاســـى . ولا أنـــســـى !!!

أعجبتني عبارة قراتها في مقال مفادها .... ان الانسان بامكانه ان ينسى الاشياء المادية التى تحيط به
وتتعلق بحياته اليومية .... ولكنه لا ينسى الاشياء التى لها علاقة بتكوينه النفسي .. فلا يمكن للانسان
ان ينسى اشخاصا تركوا اثرا في نفسه ...............
ومن هنا ابدا في الرد على من يملكون القدرة على النسيان , فمن ينسى الاساءة والجرح شخص بليد ,
وهناك فرق بين التسامح والنسيان .. لانه يمكنني ان اسامح , واتعامل بمنتهى الطيبة وصفاء النية مع من
اساوء الي ولكن ان انسى فهذا امر محال .......
دخلت في تجارب عديدة .. وخرجت منها محطمة النفس مجروحة الكبرياء , ومع ذلك كنت اسلم في النهاية
واعود لسجيتي , ولكن لا انسى ولا استطيع ذلك ... فم اين لي بامرئ ينسى كرامته ويوصد قلبه باقفال ..
انهم كاذبون اولئك الذين يدعون نسيان المآسي او يتصرفون على انهم نسوا كل شئ .. ومع ذلك احسدهم
اذا كانت لديهم القدرة على مسايرة الامور على علاتها , لاني لا انسى واتذكر دائما وهذا مايؤلمني ويشعرني
بالضعف .. لاني قد اتالم لامور تافهة واتذكرها دوما , مع اني بعد التجربة ارى ان حجم الالم الذي عانيته
لا يستحقه هذا الامر او سواه , قد لا اندم في النهاية على ما اصابني لكن لومي لنفسي هو مايؤذيني كلما
تذكرت .. لذا احاول دائما ان اتناسى هذه الاساءة او تلك , واضحك واتحدث وكان شيئل لم يكن . بينما يسري
في خاطري الم الذكرى وكانه قيد يكبل مشاعري كلما هممت بالانطلاق والبدء من جديد , اجدد الرغبة دائما
في العودة واشعر بالراحة حين اقرر النسيان , لكن الذكرى تستفزني وتثنيني عن قراري , تخنق الفرحة و
تسكن جوارحي عن الحركة , ويشت بصري وترنو عيناي بالنظر وتهفو الذكريات امام ناظري , ويبقى المؤلم
منها ويستقر, واراها ذكريات تنزف صورا لا احب رؤيتها واسمع كلمات كنت قد قررت الصمم عنها , وتبقى
استجابتي الوحيدة مجرد تنهيدة , هي مايدفعني الى قراري بعدم النسيان ................. اتناسى ولا انسى
الالم ... كيف للمظلوم ينسى من ظلم ........ وارى النسيان سهلا عندهم ....... من يعش بالسهل قد ينسى
القمم ..... قمة نفسي وان لم يعلموا ...... ظلمة الذكرى ولا جور الالم .............. ؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أختكم.. سجوف الغيم..:(