أتـى رمـضــــان / قصيدة منقوله

ملتقى الإيمان

أتـى رمـضــــان



شـعر: أحمد حسبــو

أهَبْتُ بكلِّ حروفِ الهجاءْ ******* من الهمزة بدءاً وختماً بياءْ!

وناشدتُ شعريَ خيرَ القوافي ******* وألححت حتى استجاب الرجاءْ

فجاءَ يُسائلُ: ماذا اعْتراكَ ******* وماذا استجدَّ بهذا المساء؟!

فقلتُ حبيبٌ بهِ نستهيمُ ******* ونرقبُ طلعته باحتفاءْ

أتى' بعد شوقٍ ففي الأفقِ نورٌ ******* وفي الكون ترنيمة وانتشاءْ

أقامَ على الأرضِ أعراسهُ ******* وألبسها حُلَّة من ضياءْ

فعُرسُ المساجدِ تلك الجموعُ ******* أهلَّت تواصل بعد الجفاءْ

وعُرسُ القيامِ بهيجٌ تجلى ******* بآي ترتَّـل ثم الدعاءْ

وعرسُ الفقيرِ ففيه يؤمِّلُ ******* ما ليس يعهده من عطاءْ

لدى الناسِ عيدٌ إذا ما انتهى ******* وعيد الفقير فمذ لابتداءْ

أتى "رمضانُ" فرقّت قلوبٌ ******* وجادت عيونٌ بدمع الرجاءْ

أتى "رمضانُ" فيا نفسُ توبي ******* فهذا زمان الرضى والصفاءْ

كفى ليلةُ القدرِ مَنْ قامها ******* سيكتبه الله في السعداءْ

ذَكرْتُ الطفولـــةَ في ظِلّهِ ******* سقى الله إصباحها والمساءْ

ذَكرْتُ الصّغارَ إذا أسرعوا ******* قبيل الغروب بساح النداءْ

وجاء مؤذِّنناً خاشعاً ******* ليرسل صوتاً يجوب الفضاءْ

هنالكَ تغمُرنا نشوةٌ ******* كأنَّا بحق لمسنا السماءْ

ويُهْرَعُ كلٌّ إلى بيتهِ ******* ويأكلُ إفطاره بالهناءْ

أتى "رمضانُ" فيا أمتي ******* سليه عن الأمسِ دون استياءْ

فرُبَّ مطلٍ على أمسهِ ******* يحثُّ خطاهُ إلى الارتقاءْ

ويستدرك القومُ ما ضيَّعوا ******* ذا أمعنوا نظرة للوراءْ

فأبصرتُ في وجهه مسحةً ******* من الحزن ممزوجة بالحياءْ

وقال: سلاماً على أمة ******* على أرضها درج الأنبياءْ

ومنها اصطفى الله خيرَ الورى ******* ونهر الضياء جرى بِحراءْ

تعودتُ منها احترامَ الكبير ******* وعطف القوي على الضعفاءْ

وعهدي إذا جاءها معتد ******* رأيتُ بنيها له الأكفياءْ

وعهدي بها جسداً واحداً ******* تعيشُ وتدرك معنى الإخاءْ

"ببدر" تسجِّلُ توقيعها ******* وترسُمُها لوحة من فداءْ

لها المجدُ يفتحُ أبوابه ******* ويرفعُ فوقَ رُباها اللواءْ

تُصلي الغداة بأم القرى ******* وتدرك بالقدس فرض العِشاءْ

فقالت كفى قد نأكت الجراحَ ******* وحدثت بالحق دون افتراءْ

فليتك لا تنقضي مسرعاً ******* وليتك تبقى بغير انقضاء

عسى الله إن عدت في قابل ******* وأشرقتَ فينا بهيَّ السناءْ

وجدتَ على الأمس إطلالةً ******* وأبصرتَ في حاضري ما تشاءْ
0
367

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️