أحمد23

أحمد23 @ahmd23

عضو جديد

أتمتن على الله!!!

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
أسلمت إحدى قبائل العرب وهي بنو سليم وتأخر إسلامهم فلم يسلموا إلا بعد فتح الطائف..
فلما جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنوا الإسلام..
قالوا يا رسول الله نحن أسلمنا وما قاتلناك كما قاتلك بقية الناس..
وكأنهم يتمننون على النبي صلى الله عليه وسلم بذلك..فأنزل الله:
((يمنون عليك أن أسلموا..قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم.......))
يعني المنة ليست لكم فالله غير محتاج لإسلامكم ولو ألقاكم كلكم في النار لما نقص من ملكه شيء
سبحانه وتعالى..ولكن له سبحانه المنة أن هداكم لهذا الدين فأنقذكم من النار..
وهكذا سبحان الله نرى اليوم كثير من الناس بعد أن صام وقام وأكثر من الطاعات في رمضان..
يفرح بطاعته ويراها شيئا عظيما..وكأنه يمتن على ربه تبارك وتعالى بتلك الطاعة..
وما علم المسكين أن الله تعالى هو الممتن عليه بمنن كثيرة..
فقد امتن عليه بأن جعله مسلما وغيره كافر..
وامتن عليه بأن أدرك رمضان وغيره لم يدرك..
وامتن عليه بأن بلغ نهايته وغيره لم يبلغ..
وامتن عليه بأن وفقه لطاعته والعمل الصالح وغيره لم يوفق..
وعصمه من الفتن وغيره أركس فيها..
وامتن عليه بالصحة وغيره مريض.......وهكذا إلى آخر هذه الأفضال..والنعم..
عندما يستشعر المسلم هذا تتصاغر في عينه الطاعات..ويعلم فعلا أن المنة والفضل لله تعالى..
ولنا في قصة الأنصار عبرة ..
ففي حنين غنم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم كثيرة جدا..
فأخذ يوزعها ..يعطي هذا واديا من الإبل والآخر واديان من الغنم والثالث الذهب والرابع كذا وكذا..
فأعطى الناس كلهم ولم يعط الأنصار شيئا..فوجد الأنصار في أنفسهم وقالوا لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم
قومه نسينا..فبلغت المقالة النبي صلى الله عليه وسلم..فاستعدى زعيمهم سعد رضي الله عنه فسأله
ما مقالة بلغتني عنكم..فقال سعد رضي الله عنه يا رسول الله إنما أنا رجل من قومي(ما يعرفون المجاملات رضي الله عنهم ويعترفون بالحق ولا يخفون شيئا)..فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع قومه..
فجمعهم ثم قام فيهم عليه الصلاة والسلام خطيبا وقال فيما معنها: يا معشر الأنصار ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي..ألم تكوني متفرقين فجمعكم الله بي ألم تكونوا عالة فأغناكم الله بي....الخ..
ثم قال يا معشر الأنصار لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصدقتم..جئتنا فقيرا فأغنيناك ..وضعيفا فنصرناك..وطريدا فآويناك......الخ
والأنصار في كل ذلك يقولون : لله ورسوله المن والفضل..لله ورسوله المن والفضل..
ما قالوا نعم يا رسول الله نعترف بأن هذا فضلنا عليك أو يا رسول الله نعم نذكرك بذلك..
لا والله بل علموا رضي الله تعالى عنهم أن المنة والفضل هي لله ورسوله صلى الله عليه وسلم..

أخيرا..أقترح أن يأتي كل منا بورقتين..يكتب في الأولى
نعم الله وأفضاله عليه في هذا الشهر فيكتب مثلا بلغت الشهر وأدركت نهايته..
أعطاني السمع
أعطاني البصر
أعطاني العقل
جعلني مسلم
أعطاني الأولاد
أعطاني الزوجة الصالحة.........الخ الأفضال والنعم..
أعلم أن الورقة لن تكفي بل لن تكفي في ذلك أوراق وأوراق ولكن لنكتفي بورقة واحدة..
ثم لنأت بأخرى ونكتب تقصيرنا في ذات الله..فمثلا
عصيت الله المعصية الفلانية
قصرت في صلاتي فلم أخشع..
قصرت في لساني فزللت بكلمات كثير..
قصرت في وصل رحمي
قصرت في بر والدي
قصرت في الصدقة
قصرت في الدعوة إلى الله
قصرت في إنكار المنكرات
حصل من الموقف الفلاني ............الخ
وهكذا نكتفي بورقة واحدة فقط..
ثم لننظر إلى الورقتين أمامنا ولنعرف حقيقة أنفسنا وتقصيرنا مع ربنا..
ولنسأله العافية والصلاح والقبول فإنما يتقبل الله من المتقين..
ولنتذكر قوله تعالى ((بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان...))..
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..
اللهم حرم وجه من قرأ هذا الموضوع على النار..
0
393

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️