

بينما كنت انتظر عند إحدى محطات الوقود لكي أملء خزان سيارتي من البنزين الأخضر تعاطفاً مع شعار منتخبنا الأبي
كانت درجة الحرارة تقارب الخمسين ولكن مكيف سيارتي الأمريكية الصنع أستطاعت بأقتدار إطفاء حرارة الجو مما شجعني على الاسترخاء قليلاً
فما ان انتهى العامل الأمريكي من تعبئة خزان سيارتي من الوقود وقال لي بلكنته العربية المكسرة أن الحساب (6ريال ) فناولته عشرة ريال وقلت له أن يحتفظ بالباقي فلم يصدق العامل الأمريكي
ما سمع وكاد أن يغمى علية من شدة الفرح ولكن صديقي المخلص الذي كان يركب بجواري نهرني وقال لي
كما هي عادتك يا تريد أن تفسد أخلاق العمالة الأمريكية ونحن جاهدنا وتعبنا حتى استطعنا أن ندخلهم إلى الدين الإسلامي ونعطف عليهم ونسمح لهم بالعمل في بلادنا وأنت تريد إفساد أخلاقهم
بتدليلك للعمال الأمريكان خاصة دون سواهم من العمال الأوربيون والروس
فقلت له يا أخي ألا ترى ثيابه الرثة ووجهة الأحمر الذي بداء يزداد احمراراً من شدة الحرارة فهم شعباً لم يتعودوا على العيش في مناطقنا الحارة أنسيت يا صالح تاريخهم السابق وكيف كانت حياتهم ترفاً ولعبا أنسيت أنهم كانوا في يوما من الأيام أقوى دولة وأغناها وأشدها بطش أنسيت يا صالح تدخلاتهم في العالم العربي والإسلامي حينما كانوا يصولون ويجولون ويحكمون كما يرغبون
والأن حينما دارت الدائرة عليهم وتبادلنا الأدوار لا زالت تحقد على هذا الشعب الذي يكاد يموت جوعاً
دعة يرعى ابنانه يا صديقي أراه يستحق هذا البقشيش
فتحركنا متجهين إلى صحراء ما كان يعرف سابقاً بصحراء الربع الخالي وحالياً صحراء الفاروق للأبحاث الفضائية وقد كان موعد إطلاق صاروخ ( ابن الوليد ) إذ لم يتبقى على إطلاقه سوى ساعة أو اقل منها فأخذنا موقعنا مع المشاهدين لنشهد انطلاق هذا الصاروخ العجيب والذي يحمل أقمارا ضخمة لتنظم إلى رفيقاتها من الأقمار الفضائية فقد أوشكنا أن نكتشف حدث علمي جديد سيهز العالم بأسرة كما هزة قبل أكثر من مائة عام حينما قمنا كقوة عربية إسلامية واحدة بغزو الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دولة في ذاك الزمن ونقسمها إلى مناطق ودويلات صغيرة وفرض هيمنتنا وسيطرتنا الكاملة عليها وإرغامهم في الدخول إلى دين السلام أو دفع الجزية فاختاروا الدخول في الإسلام وهاهو حفيد بوش التاسع عشر وقد أسمى نفسه
عبد العظيم وقد عينة الوالي إمام جامع أبو بكر الصديق بواشنطن ومفتي كلفورنيا ورئيس المحاكم الشرعية الكبرى بفلوريدا
وما هي سوى دقائق وينطلق اكبر صاروخ عرفته البشرية بصناعة عربية إذ تعاونت أكثر من دولة عربية
في صناعته الذي استمر عاماً كاملاً
وبداء العد التنازلي 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 انطلق 00000 ( طق طق طق)
وإذ بالعامل العربي يدق بيديه على زجاج نافذة سيارتي وهو يقول
الحساب يا عم (50 ) ريال هو انته نمت وألا أية صحصح معانا يا عم
فنظرت إلية بعد أن أفزعني وقلت له , وأنا أناوله النقود
(لست أنا وحدي النائم يا عزيزي جميعنا نائمون )
وسامحونا