أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي(16)

ملتقى الإيمان

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي(16)
المطلب الخامس: العلم بصفات الله وأسمائه
العلم بصفاته وأسمائه تعالى التي وردت في كتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتعبد له بها، من أعظم ما يؤثر في سلوك العبد، فإن أسماءه وصفاته إنما ذكرت ليتعرف الله بها إلى عباده، كما قال سبحانه وتعالى: )قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى( .
فالتربية بأسماء الله وصفاته والتعبد بها، هي أعظم ما يؤثر في العبد التأثير الحسن، لأن كل اسم من أسماء الله يحمل من المعاني ما لو فقهها المؤمن وغرست في نفسه، لازداد تقرباً إلى الله بطاعته وترك معصيته، ومن ذلك السعي في إيصال الخير والإحسان إلى الناس والبعد عن الإساءة إليهم، كما قال ابن القيم رحمه الله: "ولا يتصور نشر هذا المقام حق تصوره فضلاً عن أن يوفاه حقه، فأعرف خلقه به وأحبهم له صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا أحصي ثناءً عليك أننت كما أثنيت على نفسك)) ولو شهد بقلبه صفة واحدة من أوصاف كماله، لاستدعت منه المحبة التامة عليها، وهل مع المحبين محبة إلا من أثار صفات كماله، فإنهم لم يروه في هذه الدار، وإنما وصل إليهم العلم بآثار صفاته وآثار صنعه فاستدلوا بما علموه على ما غاب عنهم" .
وما ذلك إلا لتأثير تلك الأسماء في محصيها المتعبد بها لربه، لأنها ربّته بمعانيها على طاعة الله وشكره، والبعد عن معاصي ربه، ومن ذلك أن يحسن إلى خلق الله ويحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه.
ومعنى هذا أن يحفظها ويفهم معانيها التي أثرت فيه، وألفاظها وحدها لا تكفي من حفظها ليتأثر بها التأثر الذي يريده الله.
ولكن ينبغي أن يعلم أن العلم بأسماء الله وصفاته لا يناله من ألحد فيهما بتعطيل أو تشبيه أو تأويل اتباعاً للهوى وتحكيما للعقل، كما هو شأن من حاد عن طريقة السلف الصالح من الإيمان بهما من غير تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل على ضوء قوله تعالى: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير( وقوله تعالى: )ولا يحيطون به علماً( .
0
362

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️