أجبني .. لماذا هجروك ؟!! ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مناسبة الخاطرة : عند ذهابي إلى مدرستي التي أعمل فيها .. يستوقفني دائماً مشهد منزل طين مهجور .. وبجواره مُصلى صغير .. ومزرعه بسيطه ومتواضعه خاوية على عروشها ..

وبالرغم من رؤيتي له مرتين في اليوم .. في الذهاب والإياب .. إلا ان هذا المشهد دائم التجدد في نظري .. فجالت بي الافكار وصالت .. حتى أسفر المخاض عن ولادة هذه الخاطره المتواضعه ..

---------------------------------

أجبني .. لماذا هجروك ؟!! .. وعلى قارعة الطريق تركوك ؟!! ..

أهو التمدن والتحضر .. أم هو الموت استـّـلهم من بين يديك رغماً عنك ..

لماذا تركوك عرضة لدخول الذئاب والسباع والكلاب ؟!!!! ..

أنسوا عشرتك!!.. وأمنهم فيك .. واحتضانك لهم في حال رقادهم !! ..

أنسوا أو تناسوا ذلك الظل الوارف البهيج !! ..

أيها القصر المنيف .. كم يخيفني أزيز أبوابك عندما تلعب فيها الريح ..

كم يتقطع قلبي ألماً وحزناً عندما أرى ذلك المحراب الصغير ..

أين المُـصلِـي والمُـصلـَـى ؟!! .. والقيام والركع السجود !! ..

هل ياترى هم من اهل هذه الدنيا فنسعد بهم .. أم هم من أهل الآخرة فندعوا لهم بالرحمات ..



وذلك المجلس الفسيح .. أين أهله وخاصته ؟!! ..

أين تلك الضحكات البريئة وتلك المداعبة الودية التي تتناغم مع رائحة القهوة العربية ..

وأين الاطفال .. بهجة الحياة .. وتلك اللـُـعب الجميلة ..

أين ضجيجهم وصراخهم الذي كان يسري بين جنباتك ..

ليوحي بذلك الايحاء الجميل .. أنهم حقاً زينة الحياة الدنيا ..


وأنت ِ أيتها النخيل والزروع .. أين الاخضرار ؟ .. ورونق العود ؟؟ ..

بل أين يد الراعي الحنون؟!! ..

أين من كان يستيقظ في البكور لسقياكِ .. ويغدو في الرواح لحصادكِ ..

لماذا كل هذا الشحوب !!!! ..

أهو الحزن على فراق الأحبة .. والبكاء على الاطلال ؟!! ..

أم هو العجز والهرم بدأ في نخر العود ..



أيــــها القصر الحزين ..

أجبني .. لماذا هجروك؟؟ ..



--------------------------
في انتظار آرائكم ..