مشاهد رمضانية ..
ها قد أقبل الشهر العظيم .. ضيفا عزيزا حبيبا للجميع .. يسعد به الصغار والكبار ..
الكل يستعد لاستقباله..
في مكة المكرمة ..
في مكة المكرمة .. حيث يختلف فيها رمضان عن بقية البلدان فهي .... مهوى الأفئدة ..حيث بيت الله الحرام ..
لرمضان في مكة مذاق مختلف ونكهة خاصة ومشاعر روحانية عبقة تخترق الأفئدة وتصل إلى القلوب مباشرة وتفجر
المعاني السامية في النفوس وترتقي بالأرواح وتسمو حتى تعانق عنان السماء ..فيه تصفد الشياطين و تستجاب الدعوات
وتفرج الهموم والكروب وترتفع الدرجات ويكون العتق من النار..
في هذا الشهر الكريم ترتوي قلوب المؤمنين بفيض الرحمات وبركة الطاعات فتشرق وتتبتهج وتقبل على الله في جو مفعم
بالروحانية في بيت الله الحرام ..
أي نعمة انت تملك إذا كنت من سكان مكة المكرمة .. هاهو بيت الله الحرام تشرق أنواره عليك ..يناديك صبح مساء أن أقبل
إلى خيري الدنيا والآخرة ..سعادة لا تعدلها سعادة عندما تنعم بقربه .. منظر مهيب جليل .. يملك القلوب ويأخذ بالألباب ..
تتجلى فيه الروعة وتتصافح فيه القلوب المؤمنة ..
وقبل أن ينطلق الآذان لإعلان نهاية يوم سعيد قضي بطاعة الله ..ترى الجميع يتسابقون ..
تمتد سفر الطعام لتفطير الصائمين .. ياللروعه ..هاهو الميزان قد تغير .. هنا الأغنياء يخدمون الفقراء وبسعادة
بالغة ..أنواع من الطعام والشراب يضعونها هنا أمام الفقير الذي قد لا يجدها في سائر أوقات العام والذي تعود أن يخدم لا
أن يخدم .. ما أرحمك رباه .. الآن الفقير سيشعر بالعزة .. سيعاد له شيء من انسانيته المهدرة طوال العام ,, الكل يستخف
به ويحتقره .. الآن هو يتربع كالسيد والأغنياء يقومون بخدمته وهم مسرورين ..كم قام هو بخدمتهم لكن بشعور ملازم بالذل
والتحقير من شأن النفس.. هاهم يأكلون ما تشتهيه الأنفس والأغنياء حولهم يقفون ..يسقونهم ويوزعون أنواع الأطعمة
عليهم ويشرفون على طلباتهم ..هذا يطلب ماء وآخر لبنا وغيره عصيرا
نقطة تحول .. تسعد الفقير والغني في وقت واحد .. ياللروعة والعظمة ..
التفت يمنة أو يسرة ..!! ماذا ترى ؟؟ !!
شخص ذا هيبة يحمل في يده صحن كبير ممتلئ بنوع من الطعام ..( سمبوسك ) يمر بجانبة الغني والفقير والصغير والكبير
والذكر والأنثى وكل منهم له نصيبه ..وكلما اقترب الطعام على النفاذ ازداد تهلل الوجه وإشراقته حتى يفرغ ما معه تماما ..
من هؤلاء !! مجموعة من ذوي الشأن ممن أكرمهم الله بالمنازل العالية في الدنيا ..يتلفعون بالبياض ويمشون في بيت الله
الحرام ويأخذون من هذا الذي يوزع الطعام لا لشيء إلا ليكسبوه الأجر بإطعامهم وليكسبوا هم أجر إسعاده بالأكل من
طعامه .. أجورمضاعفة ..
كأس من الماء والتمر أو اللبن أو الشاي يناوله أحدهم لك وأنت في غفلة قد أنهكك التعب بعد آداء العمرة أو وجبة صغيرة
متكاملة .. ما أسعدني ..فرحة على فرحة ..فرحة الصيام وفرحة القيام بآداء العمرة وفرحة الإفطار الذي ساقه الله إليك ...
لا تتعجب فأنت في بيت الله .. في المسجد الحرام
وقد قال صلى الله عليه وسلم (( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا كلما غدا أو راح ))
والنزل ..أي الضيافة ..
فكيف يكون أكرام الله لضيوفه .. عطاءه للقلوب يعجز أهل الأرض قاطبه أن يمنحوك أياه ..
شحص ما خلف يدعوك ويرجوك .. منديل تفضل منديل ..إلهي كم أنا في حاجته !!..نسيت أن أحضره معي هنا !!..ها قد ساقه
الله إلي ..
تتقدم قليلا نحو الكعبة المشرفة والقلب يخفق شوقا والوجهه يتهلل سرورا بما يرى فإذا بشخص يستقبلك .. ويرجوك أن
تمس من طيبه لتكسبه الأجر ولتقبل على الله بروح زكية ورائحتها زكية ..
تحتار .. ما سر هذه السعادة وهذه الوجوه المتهللة ..لكن لا تلبث أن ترد على نفسك بنفسك ..إنها روحانية رمضان

الورد 999 @alord_999
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

انتظر فجر
•
جزاك الله خير



الصفحة الأخيرة