أيام الحج أيام فاضلات هي بالنسبة لكل عبد مسلم من الأيام التي بها تتنزل البركات والرحمات
لايستقبل بملذات أو ملهيات بل بتنافس في الخيرات ففيه اليوم الأكبر الأعظم الذي فيه تكثر الطاعات والعبادات
هي روح تعلقت برب البريات ونفس تاقت إلى أعالي الجنات
يتقوى العبد في هذه الأيام ويزداد من زاد التقوى والعباده
نهارها أفضل من نهار رمضان لفضل يوم عرفة الذي على صعيده تجتمع كل الجنسيات ولافرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى وصلاح النيات
استغلال المسلم لأيام فاضله والتنافس في الخيرات والاستباق إليها لهو خير يعود عليه بالنفع في الدارين
قال الله تعالى
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } ( سورة الحج : الآيتان 27 -28 ) . حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله : " عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من عملٍ أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى . قيل : ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ . قال : " ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء . قال وكان سعيد بن جُبيرٍ إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يُقدرُ عليه " ( رواه الدارمي ، ج 2 ، الحديث رقم 1774 ، ص 41 ).
ليس منا من لايريد الأجر ولايريد المزيد ولكن التكاسل يصيب فيعجز الإنسان عن أداء ماخلق لأجله
أيام الحج وفضلها عظيم وحق كبير لو قرأنا في الحديث والكتب الدينية عن فضلها لما فوتنا فيها من دقائق وأيام معدوده
وها نحن غدا نستقبله بإذن الله أول أيام هذا الشهر العظيم وأيامه الفضيلة
فالطاعات فيه كثيره والعبادات متنوعه لايقتصر على الحجاج بل حتى الذين لن يأتوا بالحج فليستغلوا هذه الأيام ويثابروا
من صوم وصدقة وقرآءة قرآن وذكر ودعاء و....
في هذه الأيام يوم عظيم يتباهى الله بخلقه في صعيد عرفات قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .
في هذا اليوم الحجاج تراهم في منظر رهيب وأيضا رائع
تجتمع الأمة المسلمة لاتفرقة لاعنصرية بل الإسلام يجمعهم وكلمة الله توحدهم لافرق ولااختلاف إلا بالصلاح
يوم عرفة يوم بركة وخير فيه ترتاح الأنفس ووتطمئن وتسعد فصومه يكفر السنة التي قبله والتي بعده فهنيئا لمن صامه واحتسب الأجر
وفيه تستجاب بإذن الله الدعوات
عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره
وفي هذا اليوم الفضيل تعتق الرقاب قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.
ففضل أيام عشر ذي الحجه ومافيها من قربات وأعمال صالحه ماهو إلا سبيل وطريق إلى التنافس في الخير وإحياء العبادات والسنن في النفس والتقرب إلى الله وهو خير من الجهاد في سبيل الله
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء " ( أبو داود ، الحديث رقم 2438 ، ص 370 ) .
فالتوبة والإنابة وترك المحرمات وكسب الأجور فهو خير مايصبو إليه المسلم
في هذه الأيام البعض وللأسف منشغلون وفي الأسواق يتسكعون ولأجل ماذا لشراء ملابس العيد لاهون
فلو استغلوا الأيام التي قبلها بشراء مايريدون والتفرغ في هذه الأيام بالنفع والخيرات لكان خيرا لهم
فالتقرب إلى الله في هذه الأيام من أجل العبادات
وأيضا يوم النحر يوم عظيم فيه يذبح لله وهو من أجل القربات
جعلنا الله من المتقين المتقربين إليه سبحانه...
غفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
