"الحلقة السابعه عشر"
من تحب؟؟..أنا أو زوجتك الأولى..
كان هذا سؤال عروسي الذي كان بمثابة قنبلة جاءت بغتة أحد المرابطين للحراسة وقد غلبه النوم فهو يقاومه فلم ينتبه إلا ودوي القنبلة يصم أذنيه..
طبعاً لجأت إلى خطة للطوارئ استفدتها قديماً من بعض ثعالب الرجال حين كان يفاجأ بسؤال لم يكن له على الحسبان حيث يتظاهر بأنه لم يفهم السؤال ويطلب من السائل أن يعيده مرة ومرتين ليتمكن من إيجاد إجابة مناسبة في دهاليز دماغه الماكر..
ولقد أضفت على هذه الميزة ميزة أخرى حيث أظهرت حينما سمعت السؤال أنني سارح الذهن وكأنني في عالم آخر..
ثم لما قامت عروسي-الله يعطيها الصحة-بهز عضدي وهي تقول:أييييي...وين رحت يا حبيبي توك تكلمني وش فيك سرحت بهذي السرعة..
فأظهرت أنني قد انتبهت وأنا في باطني في قمة الانتباه والترقب والتحفز والاستعداد ولجأت إلى خطة صاحبنا وطلبت منها أن تعيد السؤال كأني لم أسمعه..
فقالت:حاضر ولا يهمك..السؤال يا حبيبي هو :من تحب أكثر أنا أو زوجتك الأولى..
فقلت بعد أن سكت قليلاً:وليش هذا السؤال بالذات؟؟..
فقالت وقد بدأت النرفزة الحريمية تشق طريقها السهل في جبينها الذي تدلت فوقه خصلة من شعرها الناعم كأنما تريدهذه الخصلة أن تعيق تقدم تلك الغضبة البغيضة:ليه يا حبيبي؟؟؟وش في هذا السؤال..سؤال بريء..
كل حرمة تبغى تعرف منزلتها عند زوجها..
فقلت:وأنتِ إلى الآن ما تعرفين منزلتك عندي يا عيوني..
فردت:وش فيك تقول كلمة عيوني من غير نفس..
فقلت:لا يا روحي بالعكس طالعة من قلبي وروحي..
وبدأت أسترسل في وصف حبي لها ومقدار تولعي بها وإقبالي عليها وأنها أحدثت نقلة هائلة في حياتي إلى آخر تلك الاسطوانة الممغنطة بأساليب الرجال ومكرهم..وظننت أنني قد أنجح في صرفها عن السؤال الحريمي الأول في حياة أي امرأة اقترن بها زوج متزوج قبلها أو بعدها..
وبعد أن أنهيت قصتي كاملة في وصف حبي لها قالت:هاه بعدك ما جاوبتني يا حبيبي على سؤالي..
فحاولت إدخال شيء من المرح والظرف على الموقف:
وقلت:أي سؤال..
أي ســـــــــــؤال..
جاوبني يا حبيبي وبلاش تتهرب من الإجابة!!!..
عندئذ استويت في جلستي وقلت في نفسي ما يقوله ظراف المصريين:الله الله على القَّد (الجِّد) والقَّد (الجِّد) الله الله عليه..
وقلت:ضروري الإجابة على هذا السؤال..ضروري مرة!!!..
فقالت:نعم ضروري وضروري وضروري..
وإلا شكلك ما تبغى تجاوب لأنك عارف نفسك زين...وما تبغى تزعلني...
لا ....جاوب بصراحة...أرجوك خلك صريح معي...وبلاش لف ودوران وتدخل وتخرج في الكلام!!!!...
مسكينات هؤلاء النساء فهل ستظن الواحدة منهن أن لو كان زوجها عاقلا و يحب غيرها أكثر منها هل سيخبرها بذلك ليجرح مشاعرها..وينال من كرامتها؟؟؟؟؟....
وحيث أن سعادتي أعمل في حقل التعليم وقد تعلمنا طرق التدريس وتوصيل المعلومة ونصف كل هذا من الفلسفة..فقد قررت أن أدخل بعروسي في جو من الفلسفة والمنطق وأخبرها أنني لو قلت لها أنها هي التي أحبها أكثر من الأولى فقد يتطرق الشك إليكِ وتقولين:وأكيد وأكيدين وثلاثماية أكيدوه إنه بيقول هذا الكلام لزوجته الأولى...
ففجأتني بقولها:بس أنت زوجتك الأولى ما تعرف إنك تزوجت عليها...فيكف يعقل أن تذهب إليها وتقول لها:إنك تحبها أكثر من غيرها...
فارتبكت قليلا ثم استعدت التوازن وذكرت لها شيئاً من تجربتي الأولى في التعدد وأن زوجتي عرفت بها وأنها ربما سألتني السؤال نفسه!!!...
وآخيراً قطب جبينها بعد أن رفعت خصلة شعرها المتدلية عليه ولوت فمها قائلة:على كيفك يا حبيبي...لست مجبوراً على الإجابة...أنت حر....
وبدأت قطعان الحزن تستولي على مساحات التقطيب في جبينها ووجهها وتختم كلامها بقولها:
أنا آسفة إذا كنت أحرجتك...أو زودتها حبتين معاك...ولكن أردت أعرف مقدار حبك لي...ولكن يا خسارة..اللي ما لها بخت ولا حظ الله يكون في عونها...
ول ول ول ول...طبعا كانت هذه الولولات في قلبي تطرق فوق سقف مشاعري التي بدأ الحزن يحاول الاستيلاء عليها..
فقررت تطييب خاطرها...فاقتربت منها ووضعت كفي على خدها...وطبعت قبلة صادقة على جبينها...
ألا يا سقى الله قبلة الجبين...
قبلة الجبين إرضاء الحبيب الحزين...ومفتاح جلاء الحزن الدفين!!!!
فأمالت بخدها على راحة يدي كأنها تريد أن تنام وتتخذ من كفي وسادة...
وطفقت أسترضيها وأذكر منزتها في قلبي وحبي لها...وأن الحب في القلب لا يعلم مقداره إلا خالقنا جل في علاه...
واستعنت بشيء من الوعظ فقلوب النساء أشد قبولاً وأكثر تأثراً...
فألقت بوجهها بين كفي وقد ترقرقت عيناها بدمعتين محبوستين سرعان ما أطلق سراحهما فانطلقتا تسعيان على محاجرها حتى اختفتا بين أناملي..
وبقينا صامتين لحظات ولم تتوقف كفَّاي عن مداعبة شعرها وتلمس وجنتيها..
أما هي فكانت تمسك بيدها على معصمي كأنها تريد أن يبقى يحرك كفي بين خصلات شعرها...
ثم جاء منادي الجوع ينادي...وطلبنا الإفطار في الغرفة...وأفطرنا فطوراً متوسطاً...ثم شربنا الشاي وأخذنا نتبادل الحديث الودي فيما بيننا...
ثم وجدتني أحتاج شيئاً من النوم...فاستأذنتها فأذنت وبقيت جواري تداعب شعري كأنها تبحث عن إجابة لسؤالها الذي لم تسمع إجابته....
وجاءت صلاة الظهر وصلينا ثم هاتفت استقبال الفندق وذكرت له أننا سنغادر بحفظ الله ورعايته الغرفة بعد تناول الغداء...
طبعا كان هذا اتفاقي مع عروسي على قضاء ليلة وردية نرجسية رومانسية عسلية في الفندق...
فالتفتت إليَّ عروسي وقالت:تكفى خلينا نقعد ليلة ثانية عشان خاطري يا حبيبي...
فقلت:غالي والطلب رخيص ولكن يا روحي أنت عارفة إن عندي موعد مهم جداً ولا أستطيع تأجيله كما ذكرت لك سابقاً..
وأبشري بالخير يا نور العين...والجايات بإذن الله تعالى أكثر وأحلى وأجمل من الرايحات...
والحمد لله فلم تناقشني في هذه المسئلة كثيراً ومرت الأمور بسلام...تمام على تمام...
وتناولنا الغداء في الغرفة أيضاً...
ثم حزمنا حقائبنا وطلبنا العامل فجاء سريعا وحملها إلى السيارة...
وفي الطريق أخذت وعروسي نقيم نزهتنا الصغيرة تلك...وكانت محل إجماعنا بحلاوتها وروعتها...
وكانت العروس طوال الطريق تمسك يدي اليمين كما صنعت حين الذهاب بيديها ...
ووصلنا منزل أهلها ونزلت ببطء ونزلت معها وأنزلت الحقائب..وجاءنا من تفضل بحملها إلى الداخل...
واستأذنت منها للانصراف فقد بدأ التوتر والقلق يغلبان علي بسبب ما قد يسفر عنه لقائي الأول بزوجتي الأولى...
فرجتني أن أدخل ولو لفترة قليلة...فلبيت الطلب مجاملة ومدارة...
ودخلت معها ووصلنا غرفة النوم...وأخذت بيدي وأجلستني على طرف السرير...ثم أطلقت نظرات حائرة نظرات والهة نظرات حزينة...
ثم أعقبتها بابتسامة خفيفة ضعيفة سرعان ما انهملت الدموع فوق تلك الابتسامة الحلوة...
فكأنها شمس الأصيل حين تمطر السحاب هتاناً خفيفاً جميلاً...
ثم ألقت برأسها في حجري وبدأ صوت بكائها في الارتفاع...
وأنا أحاول إسكاتها بكل رفق ولين...
وأعدها بأنني لن أتأخر عنها وسوف أضعها داخل بؤبؤ عيني وفي شغاف قلبي...
ثم أخذت بيدها ونهضت بها...فبادرت و اعتنقتني وهي لا تكف عن البكاء...
فاسترضيتها وقبلتها بين عينيها وبينما كنت أهم بالمغادرة إذا بالمشاكس الصغير يدخل صارخاً :أمي..أمي...ويتعلق بطرف ثوبها...
فكان مجيئه حفظه الله ورعاه في الوقت المناسب..
فانحنت عليه تقبله وتداعبه...فقلت على سبيل اللقافة:
طبعاً يا عم....من لقي أحبابه نسي أصحابه...
فالتفتت ضاحكة وهي تبعد ابنها برفق...وتقول:
تعال أنت يا عم...وهمت بمعانقتي ...وصاحبنا قد شخص ببصره يطالع فيَّ مرة وفي أمه مرة أخرى...
فأوقفتها وقلت:إحم إحم...قف لا تلتحم...هذا الصغير قد اقتحم!!!!!...
وخرجت من الباب مسرعاً :مع السلامة يا روحي..
خلي بالك على نفسك...
خلي بالك على نفسك..هذه الكلمة لها عند النساء معنيان:ظاهر وباطن...
فأما الظاهر فأظنه لا يخفى على أحد...
وأما الباطن فيعني:أن ينتبه لنفسه من الحريم خصوصا من الزوجة الأخرى وألا يأمن جانبها وألا يطيل المكث عندها وألا يطمئن إليها...
خرجت وركبت سيارتي ويممت صوب منزل أصهاري وقلبي يخفق...
وفي الطريق اتصلت على منزل أصهاري وكلمت شقيق زوجتي الصغير وطلبت منه أن يخبر أخته بأنني قادم لأخذها حتى تأخذ أهبة الاستعداد...
ووصلت وناديت من جهاز النداء...أنا فلان خلوا فلانة تنزل...
وقررت حماتي استخدام إحدى المواد الثانوية في دستورها الجبروتي وهي أن تلطعني على الباب قرابة النصف ساعة...
مع أن بين اتصالي ومجيئي أكثر من نصف ساعة...
وانتظرت وتصبرت وأنا عدو الانتظار في العالم...
وانتهى المشهد المتوتر بنزول زوجتي وأطفالي من المنزل وحين رأيتهم اهتز قلبي فرحاً ولكن القلق غدا كلجام يخطم فرحي المندفع في مضمار الأشواق الحبيب...
ونزلت مسرعاً وفتحت باب السيارة لزوجتي...واعتنقت أطفالي..ثم ركبنا السيارة...
وسلمت على زوجتي فردت عليَّ ببرود...وحاولت الإمساك بيدها وكانت تبعد يدها عني...
ولكني آخيراً تمكنت من الإمساك بيدها...ولكن الطفل الكبير جثا بركبتيه بيني وبين أمه ووضع إحدى ركبتيه فوق أصابعي وكاد يكسر لي بعضها فكدت أنهره فتمالكت وسكت..
والتفت إليه فإذا هو يضحك...وجاء الآخر يزاحمه على المكان...وكاد أحدهما أن يسقط بين أقدامنا...
فطلبت منهما أن يبقيا في المرتبة الخلفية...
وكنت أحاول تطييب خاطر زوجتي والسؤال عنها وعن أهلها خصوصاً والدها...
وكانت تجيب ببرود...وظهر لي أنها في حالة حزن وشرود...
ووصلنا المنزل...ونزلنا...
وتوضأت ومكثت قليلاً وهي تغير ملابسها وملابس أطفالها..
وخرجت لأصلي المغرب...وعدت...ووجدتها قد أعدت القهوة والتمر والمعمول وبعض البسكويت الذي أحبه...
وبدأت ألعب مع أطفالي فأنا في شوق إليهم كبير...
وكنت ألمح في وجه زوجتي بين الفينة والأخرى وأنا ألاعب أطفالي فكنت أرى علامات الحزن والوجوم...
وقررت أن أقوم بعملية سريعة لإبعاد الأطفال...فأخذتهما إلى الغرفة التي بها ألعابهما فلما رأيا ذلك فرحا وانطلقا نحوها...
وعدت سريعا إلى زوجتي وحبيبتي وسعادتي...
هاه يا قمر...لا تكون زعلان...وهي ساكتة لا ترد...
حبيبتي عمري حياتي قلبي روحي أملي وش فيك؟؟؟وش الي يرضيك...وفكرت في الكلمة الآخيرة هذه في نفسي وكأنني عملت عملة خطيرة...بلى قد عملت...
وأقبلت أسترضيها وأستعطفها وأستدر ودادها وحبها وكانت تتبسم قليلا وتوجم كثيراً...
وما زلت بها حتى بدأت ترضى وإذا بوجهها يتهلل ويشرق إشراقة الشمس في صباح مطير...
وقررت استخدام قبلة الجبين إرضاء وإكراماً...
وما إن بدأت ترضى حتى عاد إليها شيء من الحزن وانكبت بين ذراعي باكية ولهى...
فأخذت أحاول تهدئتها وتطييب خاطرها وأسمعها والحق يقال كلمات الحب والود والعطف والحنان حتى رفعت رأسها ونطقت باسمي ثم وضعت عينيها في عيني وقالت:
أتحبــــــــــــــــــــــــــني؟؟؟...
وإلى اللقاء بإذن الله في الحلقة القادمة

FLONAA
•
قصه استفزازيه درجه اولى
المشكله انو زوجي جنوبي غربي اش رايكم هاها هاااااااااااااااي عزالله رحت فيها هههههههههههههههه
المشكله انو زوجي جنوبي غربي اش رايكم هاها هاااااااااااااااي عزالله رحت فيها هههههههههههههههه


الصفحة الأخيرة
فقلت:أنعم الله عليك يا روحي..السلام عليكم..
فردت:وعليكم السلام..روحك!!!..باين روحك..
ولقد خرجت كلمة روحك وكلمتي باين روحك من فمها مخرجا حزيناً..
فقلت:نعم روحي ومائة روحي..
ورفعت بها صوتي..ثم تذكرت العروس في السيارة وأنها ربما تكون قد فتحت زجاج الباب المجاور لها فاسترقت شيئا من السمع..
فانتفض قلبي مرة أخرى..وجاء رسول الخوف وصاح بي قائلاً:
صحصح يا عم..وانتبه..فالحبايب المتنافسون من بين يديك ومن خلفك يتربصون..
لو كنت يا حبيبــــي روحك ما تركتني أنا وأولادي يومين ولا فكرت تسأل عنا لو باتصال ما يأخذ منك دقيقة وإلا دقيقتين!!!
طبعا قالت كلمة حبيبي على سبيل التهكم والاشمئزاز..
فأوردت قائمة من الأعذار والمعاذير والحجج لعلها تقتنع أو ترضى..
ولكنها كانت حزينة غاضبة وإن كان غضبها لا يخرجها عن حدود الأدب واللياقة..
وحلفت لها صادقا أنها كانت هي والأطفال على بالي ولم تفارقني صورتها ولا صورهم..
فلم تكن ترد عليَّ إلا بكلمة:باين..
فسألتها عن الأولاد..
فقالت:يهمك تعرف عنهم شيء..
فقلت: يهمــــني!!!!..كيف لا يهمني أن أعرف أخبار فلذات كبدي..يا سبحان الله..
فقالت:خلاص خلاص..ثم نادت الكبير..وقالت :تعال كلم بابا..
فقلت:اسمعيني يا روحي..أرجوك..
ولم أكملْ رجائي حتى أمسك ابني بالسماعة وصار يتكلم بصوت مرتفع:
آلو بابا..بابا..أنا أحبك يا بابا..فين رحت؟؟..
فأجبته وقد شعرت بأن قلبي قد بدأت أجزاؤه تتقطع وتتوزع..
وسألته عن شقيقه فقال:إنه نائم..
ثم طلبت منه أن يناول السماعة أمه..فقال:ماما راحت..
فطلبت منه أن يناديها..
فنادى:ماما..ماما..
ثم ترك السماعة ولم أعد أسمع إلا كلمة ماما تتردد من بعيد على سماعة الهاتف..
وتذكرت أنني قد زودتها في هذه المكالمة وتأخرت على العروس التي كانت في عناء الترقب والانتظار..
فقلت في نفسي:جاءت منك يا مسجد..
وهو مثل يروى لرجل كان يدع صلاة الجماعة ولم يكن حريصا عليها وأنه فكر يوما في الصلاة في المسجد فذهب وبينما كان يهم بالدخول ارتطم رأسه بباب المسجد فترك الدخول وانصرف راجعا غاضبا وقال تلك القولة التي صارت مثلا..
وأغلقت السماعة وعدت إلى عروسي..وما إن ركبت وانطلقت بالسيارة حتى قالت:خير يا حبيبي لماذا تأخرت..غريبـــــــة..وش سالفة هذه المكالمة الطويلة؟؟؟...
فقلت وقد بدأت أحاول التكيف مع وضعي السابق الذي كنت قبل نزولي من السيارة لإجراء المحادثة:
ما غريب إلا الشيطان يا روحي...
بس شوية مشاكل مع ناس الله يهديهم..
فقالت:مع ناس وإلا مع حريــــــــــم...
ومطت كلمة حريم مطة طويلة مخيفة..
فقلت:يا رب يا لطيف يا رحيم..عدْ هذه الليلة على خير..
وقبل أن أحاول البحث عن إجابة ذكية كقنابل أمريكا الذكية فاجأتني بالقول:
على فكرة!!ما اتصلت بحبيبة القلب؟؟؟..
فقلت متغافلاً:ومن حبيبة القلب؟؟..
وفي عندي حبيبة قلب غيرك يا روحي..
فقالت وقد رفعت وتيرة صوتها:أقصد زوجتك زوجتك يا حبيبي..
فقلت وقد أظهرت عدم الاكتراث واللامبالاة:
اتصلت على بيت أهلها لاطمأن على الأولاد ولكن رد علي الولد الكبير الله يهديه وما رضي يفك سماعة الهاتف!!..فقلت:خيرة..وخيرها في غيرها..
يعني ما كلمتها..
فقلت وقد رفعت صوتي قليلا..وقررت استخدام العين تحت الحمراء :
وأنتِ مع احترامي(وداخل قلبي مع غيظي وحنقي):
وش يهمك..كلمتها وإلا ما كلمتها..
يا بنت الحلال..خليك في نفسك..وبلاش لقــــــ.......
ولكن الله سلم حيث كبحت سريعا تلك الكلمة الشديدة..وأدركت أني قد زدت الموقف حرارة وتأجيجاً..
فقررت التخلي عن العين تحت الحمراء واستخدام العين الضعيفة الصفراء..
وقبل أن أنطق قالت:يا حليلك..وشفيك بديت تتعصب وتتنرفز؟؟..
وش قلت أنا..حتى ترفع صوتك ..بسم الله الرحمن الرحيم..
فقلت:ماني معصب يا روحي..وحقك عليَّ..وأنتِ فهمتيني غلط..
وتكفين وتفكين خلينا ننبسط ونتهنأ ونهيّص على قول إخوانا المصريين المهيصين..
فضحكت وقالت:نهيص..نهيص..يا الله بينا نهيص..
وضحكت وقلت:ماذا تريدين العشاء يا روحي؟؟..
آمري وتدللي شبيك لبيك أنا بين أيديك...
فقالت:أي شيء يا حبيبي نفسك فيه آكل معاك..
فقلت:مندي...مضبي....بخاري.....مشاوي......أسماك.......
شاورما......فطائر.....بروست........
فقالت مازحة:أبغاها كلها...
فقلت:من عيوني...أبشري بالخير والله..
غالي والطلب رخيص ومرخوص..
فقالت:لا لا تراني أمزح معاك...وأنت صدقت عـــــــاد!!!..من يقدر يأكل هذي كلها...
فقلت:ما رأيك في السمك المشوي؟؟؟..
فقالت:بصراحة أنا ما قد أكلت إلا السمك المقلي..وأما المشوي ما عمري أكلته..أمكن مرة واحدة جابوه إخواني لنا بالبيت..بس بصراحة ما عجبني..
أنتِ وافقي يا روحي وجربي المرة هذي عشاني وكلي وادعيلي..لا وبعد غنيلي..
فقالت ضاحكة مغنية:غني لي شوي شوي..
فقلت:يا سلام...أيش الصوت هذا..
ويممت صوب مطعم السمك..ووصلنا فاستأذنتها ونزلت لشراء العشاء..
وطلبت كيلوين من السمك المشوي على الفحم..
فقال لي النادل:يحتاج من الزمن إلى ثلاثة أرباع الساعة..
فقلت:وما له...أخذ لفة وإلا لفتين بالجماعة..
ثم تذكرت زوجتي الأولى وكيف انتهت المكالمة معها بشكل لا يرضيني فطلبت من مدير المطعم أن يتفضل لي ويسمح بأن أجري اتصالاً داخليا..فقال:تفضل..
وبعد أن تفضلت قمت بالاتصال فردت أخت زوجتي وحمدت الله أنها لم تكن حماتي التي تحاول التصعيد في الحرب الباردة معي..
وطلبت زوجتي فقالت:لحظة ثم ذهبت لحظات وعادت لتقول:
فلانة في الحمام!!!..
وقررت الانتظار وإعادة الاتصال والتكرار..كما قررت إلغاء فكرة اللفة بالسيارة أو اللفتين..
وأنزلت السماعة..وقلت للمدير متلقفا عفوا متلطفاً..ترى قالوا لي :اتصل بعد خمس أو عشر دقائق..
ثم اتصلت بعد مرور حوالي ربع ساعة فردت حماتي رئيسة ومهندسة الحرب الباردة..
فكدت أغلق السماعة..وتذكرت فظاظتها وفظاعتها وأنها تعمل من الحبة قبة كما يقال..فقررت الاستمرار والمواجهة وسلمت عليها وطلبت منها بسرعة أن أكلم زوجتي..
فقالت:اسمعني زين يا فلان ونادتني باسمي الصريح دون تكنية..
فقلت:تفضلي أنا سامعك زين!!!!..
ويا ليتنا عرفنا حينها الاتصالات وموبايلي وزين حتى لو نهشت أموالنا نهشا..لم أكن لاضطر إلى مكالمة حماتي التي قفشتني قفشا!!!!..
قالت:اسمع...ترى طريقتك هذي في التعامل مع زوجتك وتطنيشك وإهمالاك ما تعجبني ولا تعجب حتى أبوها...
فقلت:اسمحيلي يا حماتي...ما في داعي لتكبير الموضوع...وبلاش الكلمات الكبيرة هاذي تطنيش وإهمال..
وبعدين:هل اشتكت لك بنتك؟؟وطلبت منك التدخل؟؟؟..
فقالت:والله حالة...وضحكت ضحكة سخرية ملئت بها شدقيها..
بنتي ما تبغاني أتدخل في حياتها؟؟؟...ليه يا حبة عيني....يبغى لي استئذان من أحد...ومن ميــــــن؟؟؟..منك وإلا من أمك؟؟؟..
فقلت:الله يخليك لا تجبين سيرة أمي خليها بعيدة عن المشاكل...
فردت:والله ما أحد جاب المشاكل إلا أنت وأشكالك...
يا بنت الحلال..صلي على النبي وأعطيني زوجتي أكلمها...
فقالت:زوجتك نامت وأنت روح نام مع اللي مشغول معاهم....
طبعا كان مدير المطعم عربيا ويستمع بشيء من التطفل واللقافة وينظر إليَّ فإذا التفت إليه صرف بصره عني..
وكان ذلك مما زاد في غيظي..
فقلت لحماتي:يا الله تصبحين على خير وسلمي لي على فلانة..
وأغلقت السماعة وقررت أن أنفس شيئا من غيظي على حماتي في هذا الملقوف بعد أن أشكره على المكالمة..
فانتظرت عدة دقائق وقلت بصوت مرتفع..يا أخي تراكم زودتموها...أين العشاء؟؟..ما يصير هذا التأخر..هذا صار سحور...ما صار عشاء...
فقال:نحن قلنا إن طلبك يحتاج إلى ساعة إلا ربع...والآن مرت خمس وثلاثون دقيقة يعني لسا فاضل عشر دقائق...
فقلت:لا يا حبيبي لنا الآن حوالي ساعة إلا...وأرجوك قم وشف طلبي ترى الأهل معي في السيارة..ما يصير هذا التأخير..
فلم يلتفت لكلامي وعدت لساعتي ووجدت أن كلامه هو الصحيح...فانتظرت حتى جاء طلبي ونقدت الثمن وحملت العشاء إلى السيارة...
وما إن دخلت حتى قالت عروسي:أفـــــــــــــــف..
وش هذا التأخير؟؟؟..ساعة ملطوعة في السيارة!!!تراني طفشت وكرهت نفسي...
فقلت:معليش وقعنا في عمالة غثيثة بطيئة وكأنهم راحوا يصيدون السمك من البحر!!!..
وانطلقنا بالسيارة نحو الفندق ونزلنا نحمل عشاءنا وفاكهتنا...
وتناولنا العشاء...ونال السمك المشوي على الفحم إعجاب عروسي واستحسانها...
وأكلنا شيئا من الفاكهة ونحن نشاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ونتحدث...
وجاء وقت النوم...ورجوت العروس أن تقوم-بما أهواه وأتمناه دائما-بحملة تدليك ومساج فقد بلغ مني التعب مبلغاً خصوصا حين شُدت أعصابي بسبب موقف زوجتي وموقف حماتي سامحها الله...
وكانت عروسي والحق يقال بارعة محترفة في المساج والتدليك...
ألا فلتعلم النساء أن التدليك البارع والمساج الناجع من أفضل ما يحبه الأزواج ويجذبهم إلى نسائهم...
وبعد أن أخذت قسطا وافرا منهما أخلدنا إلى النوم العميق....
ولم أشعر إلا وعروسي جالسة بجواري وقد لبست ملاية الصلاة توقظني لصلاة الفجر وهي تقول:قم يا حبيبي ألحق الصلاة قبل ما تطلع الشمس..
وبعد أن أديت الصلاة..جاءت عروسي وقبلت جبيني وقالت:عساك ارتحت في النوم يا روحي.. ثم جلست بجنبي ووضعت رأسها في حجري وبدأت تنظر في عيني وتتبسم...
فقلت:
في عيونك كلام...
في عيونك غرام....
في عيونك هيام.....
فقالت وهي تضحك:يا سلام يا سلام...
ما شاء الله تعالى عليك إثرك شاعر وأنا ما ني عارفة...
ثم قالت:أبي أسالك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة بصراحة بصراحة...
فقلت:أجاوبك عليه بصراحة بصراحة بصراحة..تفضلي يا قلبي واسألي...
فقالت:توعدني إنك تجاوبني بصراحة..
أنا وعدتك يا روحي...يا الله اسألي...
فقالت:
قلي بصراحة...من تحب أكثر؟؟؟...أنا أو زوجتك الأولى...
فتفاجأت بالسؤال!!!!...
...