ما أجمل تلك اللحظات التي يفر فيها العبد لربه ويعلم أنه وحده هو مفرج الكرب ، وما أعظم الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة ،
وقُرب الفرج وبُعده
معلقٌ بدعاء العبد وعمله قبل الشدة
ومن منا له أياد مرفوعة في الرخاء والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لابن عباس كما عند أحمد ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) وقال كما عند الترمذي عن أبي هريرة ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)
وعند ابن أبي حاتم والطبري وغيرهما عن أنس رضي الله عنه ( أن يونس عليه السلام لما دعا في بطن الحوت ، قالت الملائكة يا رب هذا صوت معروف من بلاد غريبة ، فقال الله عز وجل : أما تعرفون ذلك ؟ قالوا ومن هو ؟ قال عبدي يونس ، قالوا عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مستجابة ؟ قال نعم ، قالوا يا رب أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ قال بلى ، قال : فأمر الله الحوت فطرحه بالعراء ) فبعمل يونس عليه السلام قبل الكربة شفعت له الملائكة فأنجاه الله
أما فرعون إمام الكفر والعناد فبسبب سوء عمله وتجبره وتكبره لم يقبل الله منه يوم أن قال (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) فقال الله له ( ءالآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) فلم يقبل الله منه توبته
وكما شفعت الملائكة ليونس عند الله فإن الملائكة كرهت توبة فرعون كما جاء عند الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لما أغرق الله فرعون قال ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) فقال جبريل يا محمد فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة ) فالملائكة لم تشفع لفرعون بل ملئت فمه طيناً حتى لا ينطق بما يكون سبباً لرحمة الله له
فمن عرف الله في الرخاء عرفه الله في الشدة
وهذه وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام ابن عباس رضي الله عنهما ، وكثير منا لا يعرف الله ولا يدعوه إلا إذا أصيب بمصيبة وهذا أمر لا ننكر فضله ولكن ينبغي على العبد أن يكون له ارتباط بربه ويتعرف عليه في الرخاء ليعرفه في الشدة وينجيه ، أما أن يكثر العبد الغفلة ثم إذا مسه الضر دعا ربه منيباً إليه فهذه خصلة من خصال المشركين والله يقول عنهم ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )
فمن عرف الله في الرخاء ملئ الله قلبه يقيناً بالفرج وأن مع العسر يسرا ، والثقة بقول الله تعالى ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) لا تأتي إلا بعد معرفة لله في الرخاء وحسن صلة معه نسأل الله ألا يحرمنا قربه ومعرفته .
منقول
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
نعــــم ما أجمـــل اللحظات وانتي بيـــن يــــدي مــــولاكِ وخــالقــكِ
تبتهـــلين له بـــالدعاء وتتضــرعين وتخشعين وتتذللين وتـــرهبين
قال الله عز وجل : ( ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين )
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لكل ذنبٍ قوي عليه بدني بعافيتك، ونالته قـُدرتي بفضل نعمتك
وانبسطت إليه يدي بسعة رزقك، واحتـَجبْتُ فيه عن الناس بسَترِك، واتــَّكلتُ فيه عند خوفي
منك على أمانِك، ووَثقتُ من سَطوَتِك عليَّ فيه بحلمِك وعوَّلتُ فيه على كرم وجهك وعفوك..
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لكل ذنبٍ يدعو إلى غضبك، أو يُدني إلى سخطك، أو يميلُ بي إلى ما
نهيتني عنهُ. أو يُباعِدُني عما دَعَوتني إليه.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لكل ذنبٍ استـَملتُ إليه أحداً من خلقك بِغوايتي، أو خدعتـُهُ بحيلتي
فعلَّمتـُهُ منه ما جَهِلَ وزيـَّنتُ له منه ما قد عَمِلَ ولقيتـُك غداً بأوزاري وأوزارٍ مع أوزاري.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ يدعو إلى الغـَيِّ ويُضِلُّ عن الرُّشدِ ويُقِلُّ الوَفَرَ ويمحَـقُ التـَّالدَ
ويُخمِل الذكر ويُقِلُّ المَدد.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ أتعَبتُ فيه جوارحي في ليلي ونهاري وقد استـَترتُ حياءً من
عِبادِك بِسترِك فلا سَترَ إلاَّ ما سترتني به.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ رَصَدني فيه أعدائي لِهتكي، فصَرفتَ كيدهم عني ولم تـُعِنهُم على
فضيحتي حتى كأني لك مُطيعٌ، ونصرتني عليهم حتى كأني لك وليٌّ، فإلى متى يا ربِّ أعصِي
فَتـُمهلُني، وطالما عَصيتـُك فلم تـُؤاخِذني، وسألتـُك على سوءِ فعلي فأعطيتني، فأيُّ شكرٍ عندي
يقومُ عندك بنعمةٍ مِن نِعَمِك عليَّ.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ قدَّمتُ إليك توبتي منه وواجهتـُك بِقسَمي وآليتُ بك وأشهدتُ
على نفسي بذلك أولياءَك مِن عبادِك أني غيرُ عائدٍ إلى معصيتِك، فلما قصَدني إليه بكيدِهِ
الشيطانُ، ومالَ بي إليهِ الخِذلانُ، ودَعتني نفسي إلى العصيانِ، استترتُ حياءً من عبادِك
جُرأةً منـِّي عليك، وأنا أعلمُ أنه لا يكنـُفُني منك سِترٌ ولا بابٌ، ولا يحجُبُ نظرَك حجابٌ
فخالفتـُك إلى ما نهيتني عنه، ثمَّ ما كشفتَ السِّترَ عني ، وساويتني بأوليائك حتى كأني
لا أزالُ لك مُطيعاً وإلى أمرك مُسرعاً ومِن وَعيدِك فارغاً، فلَبـَّستُ على عبادِك
ولا يعلمُ سريرتي غيرُك فلم تـَسِمني بغيرِ سَمتهم، بل أسبغتَ عليَّ مثل نعمتهم
ثم فضَّلتني بذلك عليهم حتى كأني عِندك في درجتهم، وما ذاك إلا لِحلمِك وفضلِ نعمتك عليَّ
فلك الحمدُ يا مولاي فأسألك يا الله كما سترتَهُ في الدُّنيا أن لا تفضحني به يوم القيامة
يا أرحم الراحمين.
فصلِّ يا ربِّ وسلـّم وبارك على سيِّدنا محمد ابن عبد الله
وعلى آله وصحبة اجمعين واغفِــر لنــا يا رب العالمين
جــــــــزاك الله خيـــــــــراً أخـــــــي الفـــاضـــــــل * نصــــــــــر *
وبــــــارك فيـــك وجعل اعمالنا واعمالكم خالصة لوجهة تعالى ؛؛