اليوم : السبت
التاريخ : 27 - 9 - 1432 هـ
لنزداد قًـربًا
الخالق ، الخلاق :
يقول الحق سبحانه في آخر سورة الحشر { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }
ذكرت الآية ثلاثة أسماء قريبة المعنى و أحيانًا يختلط الأمر علينا فما نفرق بين معانيها ،،
و ربما يُعد تناول الثلاثة أسماء مع البعض ضرورة ، لتلازمهم الشديد ،،
الخالق : المُوجِد من العدم
البارئ : يخلق كل مخلوق بحيث يكون مهيأ للمهمة التي خلق من أجلها ،،
المصور : الشكل النهائي ، فلكل كائن صورة ، النملة ، الفيل ـ الإنسان ... كل مخلوق
{ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء }
فكل ما في الكون خلقه و هو ناطق معترف مقر بألوهيته و ربوبيته ، و كل ما تراه حولك و ما لا تراه فهو دليل على الله عز و جل :
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }
إن الإنسان قد يكبر في عين نفسه ، فيرى نفسه شيئًا كبيرًا و ضخمًا !
و قد ينظر في عطفيه ، و يشرئب و يرفع رأسه ،، لكنه لو نظر إلى هذه المخلوقات الهائلة العظيمة;
لأورثه ذلك تواضعًا و ذلاً و انكسارًا لربنا تبارك و تعالى ،،
إن الطبيعة كتاب مفتوح يُسبّح بحمد الله جلّ جلاله ، قال تعالى :
{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }
فالحياة مع الخالق تؤدي إلى حب ثم إلى حياة ثم إلى عبودية ثم إلى تواضع ثم إلى تأدية رسالة .
فتأمل ..! و سبّح و تعبد لمن خلقك و ذرأك و إليه المصير ،،
تــدبُــر
قال تعالى { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }النحل25
بعض الآباء يدع قنوات السوء بأيدي أهله و بنيه ، و كأن الأمر لا يعنيه ،،
و هو يعلم أنها تنوء بالسوء و ربما خادع نفسه أنه يثق بهم ،،
لقد لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الربا : الآكل و المُؤكِل و الكاتب
و في الرشوه : الراشي و المرتشي و الرائش ،،
و بئس في تلك القنوات جالبها و الناظر إليها ،،
إنجــاز
أسعد والداك و أحسن إليهم اليوم و احتسب
{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
مُنـاجــــــــــاه
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ،، و أصلح لي شأني كله ،،
لا آله إلا أنت ،، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي ،،
و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و اجعل الموت راحة لي من كل شر ،،
اللهم أهدني لأحسن الأخلاق و أحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت ،،
و قني سيئ الأحلاق و الأعمال لا يقي سيئها إلا أنت ..