إذا كانت إجابتك بنعم، فلست وحدك؛ لأن هناك ملايين يعانون هذا الاضطراب، أما إذا كانت إجابتك بلا، فتعرفي طبيعة هذا الاضطراب، وخاصة بعد أن تحول لظاهرة سريعة الانتشار.
الأكل في السر، عادة تصيب عددا كبيرا من الأشخاص، وأكثرهم من السيدات. وربما لا يدرك الغالبية أن هذه العادة منتشرة لحد الظاهرة، وتشبه أمراض اضطرابات التغذية، ولكنه اضطراب نفسي أكثر من كونه اضطرابا مرضيا. فجامعة بنسلفانيا الأمريكية أصدرت دراسة في مايو الماضي عن داء الأكل سرا ومتلازمة الوجبات الليلية.
وأثبتت الدراسة التي أجريت على 200 شخص أن أكثر من 10% من السيدات يقمن بعادة الأكل سرا. وتوافق ذلك مع دراسة أخرى نشرتها مجلة أبحاث السمنة، تثبت أن 60% من المراهقين يأكلون في وقت متأخر من الليل متعمدين إخفاء ذلك.
والحقيقة أن التعريفات تبدو فضفاضة بالنسبة لسلوك الأكل السري والوجبات الليلية، فأبحاث جامعة بنسلفانيا أثبتت أن الأمر يعتبر اضطرابا سلوكيا في الأساس، يختلف من فرد إلى آخر، بحسب أمزجتهم، في حين ذكرت أبحاث أخرى أن الأمر مرتبط بتغيرات هرمونية في الجسم، تطال علاقة الدماغ بالغدد الصماء في الجسم، ما يعني تأثر أنظمة الجسم كلها.
التوتر والقلق أهم الأسباب
المجلة الأمريكية للطب النفسي أجرت دراسة مقارنة لكل من الدكتور جون أوريردون والدكتور ألبرت ستنكارد، حول تناول المصابين بحالات الأكل السري لعقار زولوفت المضاد للاكتئاب، وعقار آخر مزيف للاكتئاب، وخلصت النتائج أن العقار الحقيقي "زولوفت" كان أقوى في التأثير، وقلل نوبات الأكل في السر لدى 71% من المشمولين بالدراسة. وأسهمت تلك النتائج في الوصول إلى بعض أسباب تلك الحالة.
أغلب السيدات اللاتي يقمن بالأكل سرا بعيدا عن الأعين يكتسبون أغلب سعراتهم الحرارية من خلال هذه الوجبات المسروقة بعيدا عن الأعين، وغالبا ما تكون في أوقات متأخرة من الليل، تلك الحالة التي تؤدي إلى قلة الأكل خلال النهار، غير أن عددا من الأطباء النفسيين أقروا أن الشعور بالوحدة والإحباط وعدم الرضا عن النفس، من أهم العوامل التي تدفع السيدات للأكل سرا، مقبلين على كم أكبر من الدهون والسكريات.
إحذر من تناول الوجبات الليلية
الدكتورة ليزا أوربود أستاذة العلوم النفسية بجامعة لندن، كتبت دراسة عن تلك الحالة، جاء فيها "الأكل في السر انعكاس لحقيقة علاقتنا بالطعام، وهي علاقة معقدة، فنحن ندرك أن الطعام وسيلة لتوفير المواد الغذائية التي نحتاجها، ولكننا لا ننسى أنها وسيلة ممتعة ولذيذة، فنأكل بهدف التخلص من الضغوط والمشاعر غير السارة وفي نفس الوقت تناول الوجبات السرية في الليل غالبا تجنبا لملاحظة أحد وهو ما يراكم الدهون ويزيد من الوزن وبالتالي يؤدي إلى إحباطات جديدة)
وتضيف ليزا "اندفاع كثير من السيدات للأكل سرا أمر لا يخلو من المظاهر الاجتماعية أيضا، فكثيرات يفضلن التظاهر باتباعهن حمية غذائية قاسية، خاصة في المناسبات أو أثناء جلوسهن مع فتيات أكثر رشاقة منهن، فتصبح النتيجة عدم التواؤم مع المحيطين وتفضيل الطعام سرا".
الدكتور دينيس توماس اختصاصي النظم الغذائية بجامعة لندن اشترك مع الدكتورة ليزا أوربود في تقديم حلول عملية لمن يعانون من عادة الأكل سرا، يقول "حوالي 90 بالمائة من الأشخاص الذين يأتون لاستشارتي يظنون أن لديهم معلومات جيدة عن النظام الصحي للطعام، ولكنهم في الحقيقة لا يعرفون بالضبط ماذا يريدون من وراء هذه المعلومات؟ فأغلبهم يفكر في أن الحرمان من الطعام هو الوسيلة التي يظهرون عبرها بصورة قوية ومتحكمة أمام الناس وأمام أنفسهم، بينما يغلبهم الشعور الطبيعي بالاحتياج للغذاء، فيقومون بتناوله سرا، وكثير منهم يصابون بعدم رضا على النفس بعد إقبالهم على تلك العادة"
مخاطر خفية
وحول طريقة العلاج أو التخلص من هذه الحالة، أضاف الدكتور دينيس قائلا "تواءم مع من حولك ولا تتناول غذاءك بناء على رغبة المحيطين؛ لأن هذا الطعام السري، وتناول الوجبات الدسمة منتصف الليل، يؤديان إلى الإصابة بأمراض الاضطرابات الغذائية، ما يؤدي إلى دائرة مرعبة من الآثار الجانبية"
اكتشفي نفسك قبل العلاج
الأسئلة التالية تعد اختبارا نفسيا للتعرف على طبيعتك، إذا ما كنت تنتمين إلى قائمة الأكولين سرا أم لا، جاوبي بصراحة وحاولي الخروج من دائرة الاضطرابات الغذائية؟
1- هل تخبرين صديقاتك بالعمل أنك تجربين أحدث أسلوب في الريجيم، حتى إذا كنت في الواقع لا تفعلين؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
2-عندما تأكلين في الخارج مع الزميلات، هل تطلبين طعاما مشابها لما يطلبنه، حتى وإن لم يطلبن حلوى أو مشروبات غازية؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
3- هل من الصعب أن تأكلي ما تحبينه في وجود الآخرين؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
4-هل تحتفظين بمخزون من الأطعمة التي تحبينها مثل البسكويت والشكولاتة في أماكن خاصة بك في المكتب أو العمل؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
5-عندما تدعين ضيوفا إلى المنزل، هل تأكلين كمية بسيطة من الطعام أمامهم، ثم تأكلين ما تبقى عندما يغادرون؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
6-هل تراقبين محتويات الطعام الذي تأكلينه من السعرات الحرارية والدهون؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
7- هل تهتمين فجأة بتناول الأطعمة النباتية والقهوة الخالية من الكافيين عندما تكونين بصحبة أشخاص مهتمين بتلك الأطعمة؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
8-هل تشربين أمام الآخرين في العمل شاي الأعشاب فقط، وفي المنزل تتناولين كوبا كبيرا من الشكولاتة بالكريم؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
9-عندما تدعين إلى منزلك بعض الصديقات الرشيقات، هل تطبخين لهم بعض الأطباق الصحية، التي لا تحتوي إلا على القليل من السعرات الحرارية؟
"دائما- أحيانا – أبدا"
نتائج الاختبار
إذا كانت الغالبية دائما.
أنت بالتأكيد أكولة في السر، تحاولين إرضاء الآخرين والتواؤم معهم، وتحتاجين أكثر إلى الثقة بنفسك والاعتماد عليها، وأن تتقبلي حالك كما هو، وليس كما يريد الآخرون. حاولي كتابة ما تأكلينه وما تشعرين به لكي تتعرفي أسلوب تناولك الطعام، وادرسي ما إذا كنت تأكليه صحيا ومناسبا أم لا، بدلا من أن يمثل لك الطعام فقط حالة من الراحة النفسية، ومن الأفضل استشارة متخصص بالأمور الغذائية لتوجيهك للأفضل.
إذا كانت الغالبية أحيانا.
في بعض الأحيان أنت تقعين في مصيدة الأكل سرا؛ لإرضاء الآخرين ولإظهار نفسك، وهذا لا يعتبر جزءا من طبعك عموما. حاولي التعرف على نظم غذائية صحية وأكثر توازنا. ولا تجعلي الموضة الغذائية تضر بصحتك.
إذا كانت الغالبية أبدا
تعرفين ما تريده وسعيدة بحياتك وشخصيتك ولا يتحكم الآخرين في طريقة غذائك، ولكن لا بد أن تكوني أكثر اهتماما بتناول كل ما يحتاجه جسمك من غذاء صحي
منقوووول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
روائع الاسحار
•
شكرا عزيزتي موضوع رائع وجميل
الصفحة الأخيرة