أحب أن أرى أمي وأبي متحابين، وأكره أن أراهما في شجار وصوتهما عالٍ يسمعه الجيران

الأسرة والمجتمع


بسم الله الرحمن الرحيم
"أحب أن أرى أمي وأبي متحابين، وأكره أن أراهما في شجار وصوتهما عالٍ يسمعه الجيران، أحب أن يحب أبي أمي جدًا، وتحبه أمي ولا يتشاجران مطلقاً أمامي حتى أستطيع النوم بهدوء دون خوف من المجهول"
، هذه الأقوال البريئة يصيب لطفل أصاب (كبد الحقيقة)، فالطفل الذي ينشأ في جو شبيه بجو حرب ونزاعات بين الزوج والزوجة، قد تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي، يتعرض لضغط نفسي كبير يسبب له الكثير من المشاكل، فهو قد يميل إلى طبيعة مشاكسة مع رفاقه، ويثير غضب والديه، يعتاد الكذب، يفقد الشهية للطعام، يقلق في نومه، يتجه إلى العزلة.


***
وقد يكون تأثير النزاعات الزوجية اليومية أكثر عمقاً مما نتصور فهي قد تنعكس على مجرد حياة الطفل بأكملها (دراسته، سلوكه، حالته العامة)، يقول د.نبيل أحمد -الطبيب النفسي الذي يعمل بولاية (فلوريدا)-: إن الخلافات الكثيرة والطويلة أمام الأطفال غالبًا ما تثير فيهم شعورًا بعدم الراحة، وبالقلق، خاصة في الأطفال الأصغر سناً"، ويوضح د.نبيل قــائلاً: "في حــال وجـود أطفــال صغــار -حتى سن سبعة أو ثمانية أعوام- غالبًا ما يكون من الأفضل عدم اختلاف الأبوين أمامهم لأن الأطفال في هذه السن يتسمون بالجمود، ولا يستطيعون فهم أن الشخص يمكن أن يتجادل مع شخص آخر دون أن يكرهه ويقترح د.نبيل على الزوجين اللذين يختلفان كثيرًا: أن يكون ذلك بعيدًا عن الأطفال، وإذا حدث ولاحظ الأطفال هذه الخلافات يجب إخبارهم أنها مجرد خلافات ومجادلات وأن الأبوين مازالا يحترمان ويحبّان بعضهما، هذا سيجعل الأطفال يشعرون بالراحة والأمان باطمئنانهم إلى أن أبويهما لن ينفصلا. . ويجب أن يُدرك الأبوين أنه كلما تطور الخلاف بينهما وطـال كثـيـرًا كثرت السلبيات.

وزادت الأمور تعقيدًا، فالكثير من الأسر تكون فيها الخلافات يومية ومستمرة، بحيث يعجز الوالدان عن الحد منها، أو إيجاد الحلول الناجعة لها، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة فيشعر الطفل (بالضياع وعدم الثقة بالنفس)، ولم يبق أمامه من حل سوى الهروب من البيئة المحيطة به إلى محيط آخر ظناً منه أن ذلك سيجلب له الراحة والطمأنينة المفقودة ليدخل في متاهات الضياع ويتعرف على رفاق السوء علّهُ يجد لديهم نوعاً من المحبة لاسيما إذا كانت هناك فترات متقطعة من الانفصال بين الزوجين، من هنا يؤكد أكثر الباحثين الاجتماعيين والاختصاصيين النفسيين بضرورة التعامل بالحساسية المفرطة تجاه تربية الأطفال وعدم إقحامهم في الخلافات العائلية واليومية حفاظاً عليهم وعلى مستقبلهم. . وعلى الرغم من أن معظم الآباء لايستطيعون تجنب الخلاف بعض الأحيان، إلا أنهم يستطيعون اتخاذ خمس خطوات للتخفيف من أثرها على الطفل: 1- لاتورِّطوا أطفالكم في نزاعاتكم، يقول اختصاصي العيادة الاجتماعية (سلفادور مينينشن) بأنه في الغالب ماتوجد النزاعات بين أفراد الأسرة سلسلة من التحالفات مع أحد الأطراف، ولسوء الحظ فكثيرًا ما يشجع الآباء أولادهم على التورط في نزاعاتهم بالضغط عليهم للوقوف إلى جانب أحدهم ضد الآخر في نزاع يكون الطفل فيه الجانب الخاسر دائمًا. 2- لا تجعلوا ولدكم يشعر بالذنب، لأنه مسبب النزاع: يقول باحثو الأسرة؛ بأن أكثر ما يقلق الأطفال هو الشعور بأنهم هم الذين تسببوا في النزاع بين أبويهما، فعلى الأبوين في مثل هذه الحالة إفهام الطفل بأن الخلاف بينهما لا علاقة له به من قريب أو بعيد. 3- لا تحاولوا إخفاء نزاعاتكم نهائياً.


***
يستطيع الأطفال نتيجة لحساسيتهم الزائدة تجاه المشاعر العائلية أن يقولوا عن طريق شعورهم بأن هنالك أمرًا غير طبيعي بين الوالدين، فالأعصاب المتوترة والوجوه العابسة هي مفاتيح المعرفة للأطفال، ولعل أكثر ما يضر الأطفال ويزعجهم هو التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، كما يقول الطبيب (لايمان سي.وين) الذي يضيف بأن مثل هذه التصرفات تميز العلاقات العائلية التي لديها أطفال مرضى ذهنيًا، وهكذا فإنه عندما ينشأ الأطفال في جو مشاعر زائفة، فإنه يصعب عليهم تصديق أحاسيسهم ذاتها، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات وحالة قلق مُزمنة لدى الطفل، لذا فإنه يجب الصدق في هذه الأمور لتجنب مضاعفات أخرى. 4- اعملوا على تلطيف الأجواء بعد انتهاء النزاع، يعتقد الأطفال بأن أي خلاف بين الوالدين، يُنذر بأزمة مأساوية مهما كان بسيطاً وبأنه لا يمكن حل الخلافات بين الوالدين بشكل سلمي أبدًا، لذا يجب على الأبوين إفهام الأطفال عكس ذلك وتلطيف الأجواء بعد النزاع وإظهار الحب بينهما وأنه لا خلاف بينهما. 5- لا تسمحوا لنزاعاتكم بالتأثير على نوعية العلاقة مع أطفالكم، لا تصبوا جام غضبكم على الأطفال ذلك أن توريطهم في نزاعاتكم يزيد من مشاعر الخوف والذنب عندهم، وليس من الحكمة أيضًا أن تقلقوا بشدة على أطفالكم عندما ينشب نزاعٌ بينكم، وتحاولوا التكفير عن ذنب تشعرون بأنكم قد ارتكبتموه بحقهم إن التصرف بشكل طبيعي تجاه الطفل هو أفضل الأمور لكي لا يشعر بشيء غير طبيعي ولكي تمر عاصفة الخلاف بشكل عابر ولا تؤثر فيه.


منقول
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بمبة المفترسة
مشكوره حبيبتي على الموضوع اذكر يوم كنت صغيره اصحى الصبح كل يوم على صياح ابوي وامي يتهاوشون :) واحس هذا الشي مأثر فيني مع ان هوشاتهم ماكانت كبيره بس دائما مااحس بامان مع اني متزوجه الحين الله يرزقني ربي باطفال واعوض فيهم الشي اللي انحرمت منه
R@W@N
R@W@N
مشكوره حبيبتي كلامك رائع ومفيد
بس وين اللي يتعض ....
أميرة الأيام
أميرة الأيام
شكرا على الموضع القيم .
مافيه بيت مايخلو من المشاكل لكن الحرمه الذكيه اللى تخلى مشاكلها بعيد عن عيالها .يعنى اذا عصب زوجها من اى مشكله تسكت وتنتظر لما يكونون بفردهم وتناقشه على كيفها .او تطلع معه لاى مكان بعيد عن البيت ويحلون مشاكلهم .لكن امام الاولاد .لالالالالالالالالالالالالالاحتى لوكانت المشكله تافهه وبسيطه لازم تترك اثر فى نفسياتهم لانهم صغار ولايقدرون حجم المشكله وانها تافهه.مالهم الا لظاهر اللى هو الصراخ والسب والشتم واحيانا التطاول بالايدى.والله يوفق الجميع
ماريا الطيبة
ماريا الطيبة
عشان كذا انا صرت ضعيفة الشخصية وبحب العزلة والوحدة
واتعرفت على ناس خربوا حياتي كلها
والي الان احاول اصلح الي كسروه لي
ابوي وامي واصدقاء السوء
وربي معاي ومعا اي وحدة تبغي تجاهد وتصلح من نفسها
المهم النية
دمتي
شامه
شامه
آه قلبتي المواجع البارح اختي تكلمني وتقول اختي الكبيرة صارت مشكلة بينها وبين زوجها وجلست تقطع شعرها وتضرب راسها في الكنب ولما شافها بذي الحاله اخذها على صدره وجلس يقرأ عليها وهي مافيها شي بس كل شوية يطلع لها خطا فيها وفي اهلي ولما ولدها الكبير 3سنوات شافها قال لابوه سيبها ياحيوان سيبها تقول جلست اضحك في نفسي من هذا الكلام لانه دايم يسمع ابوه يقول ياحيوان