جعل الله في قادم أيامكم كل خير و بشركم بكل مسر
في هذه الوقفة سوف أتكلم عن الأكل في صحن واحدة و هي
من هديه صلى الله عليه و سلم
علمنا و ربانا و وصانا و قد كان السلف لا يفوتون الأكل في صحن واحد و جمع واحد
و حتى مع أهالينا نبتنا على هذا الفعل الجميل
و الذي يجمع القلوب و يطرح البركة بالأكل و قدأخرج أبو داود وابن ماجة
عن وحشي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لعلكم تأكلون متفرقين"، فقال هذا الرجل: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه؛ فإنه يبارك فيه"،
فالسنة أن نسكب بمقدار الحاجة وأن نجتمع على الطعام،
فنتحصل على ثمرتين وبركتين وطاعتين حث عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و كان بالزمن الماضي من أهالينا من يتخذها عادة متوارثة و تقاليد
يجب أن تتبع و يرون فيها الحفاظ على كيان الأسرة و يرون أيضا أنها
تجلب لهم الوحدة و جمع الشمل دوما و تقوي محبتهم لبعضهم
و لكن مع الجيل الذي بعده بدأت هذه السنة المباركة تندثر و تتلاشى
و عوضتها طاولات و كراسي و ملاعق و شوك و صحون .....
و فعلا غادرت البركة ربوع موائدنا و عم فيها التفرق و اصبح
كل يأكل وحده و بوقت مغاير على العائلة إلا بشهر رمضان المبارك
و لا حرج في هذا لكن ليس بشكل مستديم حتى نحافظ على السنة الشريفة
فإذا كيف هو جمعكم مع أسرتكم ؟
هل هو صحن واحد أم صحون شتى ؟
