السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصدق كلمة نعرفها واعتدنا سماعها ولكننا لم نعطيها أهميتها أخواتي تعالوا لنتفكر في هذه الكلمة ونقف على معانيها عسى أن يكون الصدق بعدها غرسٌ في قلوبنا نزرعه ونسقيه ليكبر ويظلل نفوسنا وكل من حولنا أهديكم هذه القصة التي ربما سمعتموها ولكن اقرؤوها ثانية لنقف على معانيها
(يحكى أن رجلاً كان يعصي الله -سبحانه- وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا.
وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق)
الصدق
الصدق
الصدق
الصدق
الصدق
فالصدق منهج الأمة جمعاء
وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) سورة التوبة
فالأمر الإلهي جاء للمؤمن أن يكون صادقاً ورسول هذه الأمة كان لقبه الصادق فكيف بنا نحن ونحن أكثر ما نحتاج إلى الصدق لنتخلص من الأمراض التي حلت بنا فلو أنك كنت مريضة بمرض خطير والعياذ بالله وأعطوك دواء وقالوا لك هذا الدواء الشافي ماذا تفعلين هل تلقين به أم أنك تدفعين أغلى الأثمان لشرائه وتناوله فكيف إذا كان المجتمع كله سقيم ومريض إلا من رحم ربي والدواء بين يدينا وهو الصدق فهيا بنا نرتشف من هذا البلسم الشافي للقلوب والعقول وعلينا أن نَصْدُقَ أولاً مع أنفسنا ونقف على أخطائنا لنجد لها حلاً ولا نلقي اللوم على من حولنا في كل شيء وأن نمتلك الشجاعة بأن نعترف إذا أخطأنا وإن كان الخطأ كبيراً والاعتراف به يسبب المشاكل لأن الكذب يسبب ما هو أكبر
وقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه:عليك بالصدق وإن قتلك
وقال أيضاً: ( لئن يضعني الصدق وقل ما يفعل أحب إلي من أن يرفعني الكذب وقل ما يفعل)
هذا كان نهج سلفنا الصالح فكان مجتمعهم صافياً نقياً وفتح الله على أيديهم البلاد والقلوب للإسلام بصدقهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم الله وعده فلو صدقنا بتصرفاتنا وربينا أولادنا لله وأطعنا أزواجنا وآباءنا لله وعشنا حياتنا كلها لله بصدق وصدقنا مع الناس فكان الطبيب والتاجر والعامل والمهندس والسائق والزوج والزوجة و.....و.....كيف تكون الحياة ؟ قولوا لي بربكم ! عندها فقط يذهب الرياء والحسد والكذب والغش وغيرها من غير ما رجعة فتخيلوا المؤمن يكذب والعياذ بالله فماذا ترك للكافر وقد قال عليه السلام (آية المنافق ثلاث :إذا حدث كذب )
وأجاب عندما سئل عليه السلام أيكون المؤمن كذابا ؟قال :لا
وأنت أختي الكريمة اصدقي وعلمي أولادك وكل من حولك الصدق فأنت مدرسة وحتى في أبسط المواقف وإياك أن تلقني أولادك الكذب
مثلاً إن سأل أحد عنك ولا تريدين تكليمه أن تقولي لهم قولوا كذا وكذا وهو ليس صحيحا فهذه تكتب كذبة وليس هناك كذب أبيض أو أحمر الكذب واحد
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة ،وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً،وإن الكذب يهدي إلى الفجور ،وإن الفجور يهدي إلى النار،وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) متفق عليه
أختي هل تريدين أن يذكرك الله مع الصادقين مع من انظري مع أشرف الخلق
﴿واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً﴾ سورة مريم
وقال عن ادريس عليه السلام (واذكر في الكتاب ادريس إنه كان صديقاً نبياً) سورة مريم
وعن اسماعيل قال : (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً ) سورة مريم
وقال عن يوسف﴿ يوسف أيها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان...﴾ سورة يوسف
فالصدق مرتبة الأنبياء هي أدنى من مرتبة النبوة وأعلى من مرتبة الشهداء
قال تعالى (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) سورة النساء
اللهم اجعلنا منهم واجعلنا معهم برحمتك
والآن جاء دورك لتسطري حياتك بصفحات صدق ونور ولتحصدي ثمار الصدق وتذوقي حلاوته في الدنيا قبل الآخرة وقال الأوزاعي رحمه الله بعد أن ذاق طعم الصدق والله لو نادى مناد من السماء أن الكذب حلا ل ما كذبت
كتبت لكم هذه الكلمات وأرجو من الله أن يساعدني ويساعدكم لنكون من الصادقات والآن جاء دوركم لتكتبوا لنا مواقف لكم مع الصدق أو ماذا يخطر في بالك بعد قراءة الموضوع وهل أنت صادقة دائماً وهل نتعاهد معاً على الصدق دوماً لتعم الفائدة
:26: وجزاكم الله خيرا :26: