أحتاج إليك أبي..!
أعرف يا أبي أن ما سأبوح به لك قد يكون قاسياً عليك بعض الشيء، بل أدرك أنه مؤلم بالنسبة لي أيضاً، ولكن صدقني، فأنا لم أقله إلا بعد أن أعيتني الحيل من أن تكون بجانبي، وبعد أن انتظرتُ طويلاً من أجل أن أرى منك ما يشعرني بأبوتك، وحقوقي عليك!
ترى، أي مبررات و أي مغريات تلك التي أنستكَ إياي وأنا ابنتك التي لطالما افتخرت بك أباً، و تجعلك تهجرني و تهجر إخوتي و تكون بعيداً عنا في اللحظة التي نكون فيها في أمس الحاجة إليك، و كأننا أبناء ناسٍ آخرين.؟
أي أبوّة تلك التي تجعلك تقطع أواصر المحبة والتواصل معنا فلا تسأل عنا و لا تطمئن علينا و تحمينا من تقلبات الظروف، و قسوة الأيام؟
وأنا في سن المراهقة.. و قد تعودتُ أن أناديك فتجيبني.. من لي حينما أشعر بك تغادرني فجأة و دون سبب واضح سوى أنك تريد أن تستمتع بحياتك بعيداً عنا، نحن فلذات كبدك.. و كأننا حمل ثقيل عليك تريد أن تتخلص منه، و أننا سبب نكدك!
تخيل يا أبي، أي شعور يراودني و أنا أشعر بأني كسرت من الداخل وفقدت ثقتي بنفسي وثقة أعزّ من أملك، تخيل مشاعر الإحباط لدي و أنا أشعر بالخوف من كل إنسان، و مع كل موقف..
آهٍ يا أبي، لو تعلم مشاعري و أنا أبوح لك بما يعتمل في خاطري تجاهك، صدقني لم أنم ليلتها..
انتابتني مشاعر غريبة لم أحس بها من قبل، مشاعر ممزوجة بالرضا كوني أخرجت ما في قلبي لك ومشاعر الشعور بالندم كوني ضايقتك بمصارحتي دون أن أقصد، و لكن ماذا أفعل و أنا أرى أبي الذي أفقت على الدنيا و أنا أراه، يضيع من بين يدي؟ ماذا أفعل و أنا أشعر بأني أكاد أن أفقد مصدر الحنان و العطف الذي تبحث عنه كل فتاة.؟
ترددتُ كثيراً فيما قلته لك، وفكرت في نفسي قائلةً: إنه لا يبخل علينا بالمال أبداً.. ولكن هل المال يا أبي كل شيء؟ هل يغني عن من تحب و عن من يملكون مكانة كبيرة و غالية في قلوبنا، و عن مصدر السعادة الحقيقة.. التي هي أنت يا أبي؟
نحن نريدك.. نريد الجلوس معك.. و أن نشعر بأنك بجانبنا.. تتحدث معنا و تسألنا عن أحوالنا، و تتلمس احتياجاتنا.. فذلك بالنسبة لي أجمل وأغلى شيء نحلم به، تخيل مقدار السعادة و الفخر الذين يصيباني وأنا أتحدث أمام صديقاتي عن حبك لنا و عطفك علينا و قربك منا.. شعور غاية في الروعة..!
وتأكد يا أبي.. أنك بغيابك.. و إهمالك لي، تجعلني أبحث عن العاطفة و الحنان في مكان آخر و مع ناس آخرين.. أناسٍ لا أضمن نواياهم و أهدافهم، فأنا في مرحلة عمرية حساسة، قد أضعف أمام أي كلمة حلوة أو لمسة حنان من أي شخص..
خاصة تلك الذئاب البشرية التي تترصد لنا نحن الفتيات.!
أرجوك.. يا أبي، لا تغضب مني.. كل ما أطلبه أن تكون قريباً مني.. تشعرني بحنانك، و حبك.. و سؤالك المتواصل عني.. و أن تشعرني بأنني أعني لك فعلاً الكثير الكثير.. و أغنيني مغبة اللجوء للآخرين.. و تأكد كل التأكد.. أن الأمان العاطفي هو ما أبحث عنه، و أتوق إليه، فهلاّ أشبعتني إيّاه..؟!
ابنتك ..

قمره خجوله @kmrh_khgolh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

فداكي
•
حبيبتي قمرة خجوله مشاء **** اسلوبك وحكيك اكبر من سنك هذا ايلى فهمته انك في سن المراهقة بكذا راح اتكلم بكل صراحة انا ام وفاهمه ايلي تقولينه صح انك في حاجه الوالد في هذا العمر لاكن مهو معنى انه تركم نهايه العالم بالعكس اعتمدي على نفسك وطوري من ذاتك ولاتخلين شى يوقف بطريقك وكوني قد التحدي و**** يبعد عنك عيال الحرام


الصفحة الأخيرة