أحذرو كمين وزاره الإسكان

الملتقى العام

على شارعين
احذروا كمين وزارة الإسكان!


خلف الحربي

السجن هو أقدم سكن مجاني في هذا العالم، ويبدو أن هذه الفكرة قد ألهمت وزارة الإسكان التي لم تستطع أن تخبئ عجزها الفاضح في حل المشكلة السكانية، حيث مرت أربع سنوات على مشاريعها المتعثرة والمتوقفة دون أن تنفذ ربعها؛ لذلك أوجدت فكرة تسجيل البيانات عبر الموقع الإلكتروني، والتي تهدف في الأساس إلى (تدويخ) المواطنين الباحثين عن السكن، حتى يصاب الواحد منهم بدوار البحر بعد انتهاء عملية التسجيل (التي لا يمكن أن ينتهي)، ويصل إلى لحظة الزهد العظيمة التي يتنازل فيها عن حقه السكني حفاظا على ما تبقى من عقله بعد فشله في هذه المهمة المستحيلة.
فالتسجيل في الموقع يحتاج إلى مهارات (هكر) متخصص في علوم الكمبيوتر كي يملأ الخانات والأيقونات المتتابعة، وهو يتطلب سرد معلومات كثيرة وصعبة عن تفاصيل التفاصيل في حياة أي مواطن تسول له نفسه البحث عن بيت عن طريق وزارة الإسكان، فحتى تحديد موقع سكنه الحالي عن طريق موقع جوجل ايرث أمر مطلوب، وكذلك رقم عداد كهرباء الوحدة السكنية التي يستأجرها، وكل ما يخصه وما لا يخصه أمر مطلوب كي تستمر عملية التسجيل، ولولا الملامة لأجبرته وزارة الإسكان على ذكر رواتب جيرانه والبرامج التلفزيونية المفضلة بالنسبة لعمدة الحي الذي يقطنه، وألوان وأرقام السيارات التي تمر في حارته.
والمشكلة لا تنتهي هنا، حيث يظن البعض أن فشلهم في عملية التسجيل قد تكون خطة مدروسة لحرمانهم من حق السكن، فتتواضع أحلامهم فيقنعون بأوضاعهم التي هم عليها، ولكن ما هو أصعب وأخطر أن الوزارة تعتبر أن عدم ذكر المعلومات الصحيحة في عملية التسجيل الطويلة والمعقدة يدخل في خانة جرائم التزوير، والذي تتفاوت عقوباته بين الغرامة والسجن لعدة سنوات، وهكذا يحضر قول الشاعر الشعبي: (يا ليتنا من حجنا سالمينا)!، حيث يدخل المواطن الموقع الإلكتروني وهو يأمل الحصول على بيت العمر الذي يؤويه هو وأولاده، ولا يخرج من هذا الموقع قبل أن يتورط بجريمة تزوير!.
لسنا ضد حق وزارة الإسكان في فحص طلبات المتقدمين للحصول على سكن وتحديد الأولويات بناء على حاجات الأسر، ولكن البيانات المطلوبة لا تخطر على بال أحد، كما أنها تحتاج إلى جيش من الموظفين لفرزها وكثرة البيانات وغرابتها سوف تقود مئات الآلاف من المواطنين لتسجيل معلومات قد لا تكون دقيقة كي تتواصل عملية التسجيل الإلكتروني، فيتورطون في قضايا التزوير التي تشير لها الوزارة، وهكذا يضيع وقت المواطنين في التسجيل، ويضيع وقت الموظفين في الفرز، ويضيع وقت المحققين في توجيه الأسئلة للمتهمين بالتزوير، دون أن يكون هناك بيوت من الأساس!.
الغريب في الأمر أن وزارة الإسكان في عملية التسجيل الأولى لم تطلب أكثر من تسجيل الرقم المدني في واحدة من أسهل عمليات التسجيل في التاريخ البشري، ثم انتظرت أربع سنوات دون أن تبني غرفة واحدة مع منافعها، لتعود مرة أخرى فتطالب بتسجيل البيانات مرة أخرى في واحدة من أصعب عمليات التسجيل في التاريخ البشري، وهكذا يمكن القول بأن عملية التسجيل الأولى لم تكن منطقية لفرط سهولتها، وعملية التسجيل الثانية لم تكن منطقية لفرط صعوبتها، وأن المسألة لا تعدو كونها شكلا من أشكال تضييع الوقت لتجنب الاعتراف بالفشل، ولكن الأمر الوحيد الذي يسجل لصالح الوزارة التي لم تحل مشكلة السكن أنها نجحت في تدريب مئات الآلاف من المواطنين كي يكونوا خبراء في الكمبيوتر والإنترنت!.
107
13K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام رند..
ام رند..
حسبي الله عليهم
والله اني من البدايه مافرحت فيه واني غاسله يدي اعرف واحد انتظر 22 سنه عشان يعطونه القرض العقاري الي مايخلص دور واحد الحين 
عاد اصلا كم تتوقعين ننتظر عشان نأخذ بيت جاهز والتعقيد ماله داعي بس الله حسيبهم
 الله يغنينا من فضله ولا يحوج مسلم لهم ......
اسيرة شجن
اسيرة شجن
فعلا كلام الكاتب شئ يرفع الضغط
شموووس دبي
شموووس دبي
استغفر الله
فرح الطفولة
فرح الطفولة
مثل ايش البينات اللي طالبين التفاصيل عنها واللي تكون مش دقيقه

ابي اعرف
لسى ماسجلنا
الحقيقه الساطعه
الحقيقه الساطعه
مشكورات على مروركم جميعا بارك الله فيكن ,أنا نقلت كلام الكاتب لأن كلامه صحيح فعلا حاولنا نسجل ومن صعوبه وكثره البيانات أغلقت الموقع ,خفنا صراحه ندخل شيء خطاء وندخل في دائره التزوير ,الصراحه ماله داعي التعقيد بالبيانات .