مرَّ عبد الله بن عمـر بن الخطـاب
- رضي الله عنهما -
على غلام يرعى أغنامًا لسيده فأراد ابن عمر أن يختبـر الغلام ..
فقال له : بع لي شاة ..
فقال الصبي : إنها ليست لي ، ولكنها ملك لسيدي ، وأنا عبد مملوك له .. فقال ابن عمر : إننــا بموضع لا يرانـا فيه سيدك ، فبعني واحدة منها ، وقل لسيدك : أكلها الذئب ..
فاستشعــر الصبي مراقبة الله .. وصـاح :
إذا كــان سيــدي لا يرانـا فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد الله بن عمـر ، ثم ذهب إلى سيده ، فاشتراه منه وأعتقه ..
الإحسـان مطلوب من المسلـم في كل عمل يقوم به ويؤديه ..
وفي ذلك يقــول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )
الإحسان مراقبـة الله في السـر والعلن ، وفي القول والعمـل ، وهو فعل الخيــرات على أكمل وجه وابتغاء مرضاة الله ..
وأعتقــد بأن كلمـة إحسـان من أقل الكلمات المفهومة بشكل كامل .. فعندما أقول " إحسان " أو "محسنين" ماذا يأتي على بـالك ؟ أعتقد أن الأغلبية ستقولون :
محسـن بمعنى متصــدق والإحسان معناه العطف على الآخر .. قد يكون المعنى أعلاه صحيــح ولكنه معنى ضيق جدا لهــذه الكلمة الرائعـة التي تعتبر أعلى درجة يمكن أن يصل إليها الإنسان فهي مقام أعلى من الإيمان
والرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المشهور عندمـا سـأله جبريل في صورة رجل :
( ما الإسلام؟... ما الإيمان ؟...
ما الإحسان :
فقال الإحسـان أن تعبـد الله كأنك تراه فإن لم تكن تـراه فإنه يـراك )
▓▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▓
لذلك فإن أبواب الإحسـان في حياتنا لا تعد ولا تحصى .. منهـا ..
◄ الإحسـان مع الله ..
وهو أن يستشعــر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة ، وفي كل حــال خاصة عند عبـادته لله - عز وجل - فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه .
◄ الإحســان إلى الوالدين ..
المسلم دائم الإحسان والبـر لــوالديه يطيعهما ، ويقوم بحقهما ويبتعـد عن الإساءة إليهما ..
قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
◄ الإحســان إلى الفقراء ..
المسلم يحسن إلى الفقراء ويتصدق عليهم ولا يبخـل بماله عليهـم وعلى الغني الذي يبخل بماله على الفقراء
ولابد للمؤمن أن يُنَـزِّه إحسـانه عن النفاق والمراءاة ..
كما يجب عليه ألا يمن بإحسـانه على أصحاب الحـاجة من الضعفاء والفقراء ؛ ليكــون عمله خالصًا لوجه الله .. قال تعالى : {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}
◄ الإحسان إلى اليتامى والمساكين
أمرنـا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإحسان إلى الأيتام وبشَّر من يكرم اليتيم .. ويحسن إليه بالجنة ..
فقال :
( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا . وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرج بينهما شيئا )
◄ الإحسـان في القول :
الإحسـان مطلوب من المسلم في القول ، فلا يخـرج منه إلا الكلام الطيب الحسن ، يقول تعالى :
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }
◄ الإحسـان في التحية :
والإحســان مطلوب من المسلم في التحية ، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام ، ويرد على إخوانه تحيتهـم .. قال الله تعالى :
{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }
◄ الإحسـان في العمل :
والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبلـه الله منه ، ويجزيه عليه ..
قال - صلى الله عليه وسلم - :
( إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
◄ ومن أجَلِّ أنواع الإحسان :
الإحسان إلى من أساء إليك بقول أو فعل .. قال تعالى :
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
▓▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▪▫▓
₪ جــزاء الإحسـان ₪
المحسنــون لهم أجر عظيم عند الله قال تعالى :
{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}
{ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}
{ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } أي : المحسنين في عبادة الله المحسنين إلى عبـاد الله ..
◄ فأقـول :
إن علينـا أن نحسن التعامل مع من معنا .. ومع تلاميذنا .. وأبنائنا وخدمنا وأجرائنا .. وعلينا أيضاً أن نحسن التعامل والوفاء مع من أحسن إلينا في القديم والحديث .. في الحـــاضر والغائب ..
نسأل الله أن يحسن إلى من أحسن إلينا وأن يينـا شرور النفس وسيئات العمل .. وصلى الله وسلـم على نبينا محمد وآله وصحبه والتـابعين لهـم بإحسان إلى يوم الدين
منقول
نور الدرعيه @nor_aldraayh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْوَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ،
اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَ مِن سَخَطِك، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كماأثنيتَ علىنفسِك .
سبحان الله وبحمده عدد خلقه،ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَعَرشِه ،ومِدادَكلماتِه .