ما تمر عليك لحظات تحسين انك مو فاهمة نفسك وكأنك ما تعرفينك ولا تدرين وش تبين بالضبط وهل انت فعلا مقتنعه في ما تريدين لو عرفت فعلا ما تريدين
وهل السعادة فيه فعلا
وتشعرين بروتين قاتل وحياة تسير دون معنى وإلى متى ستظلين هكذا
تشعرين بتوهان ونوع من الضياع الروحي..
ربما نمر كثير بهذه المشاعر المزعجة ونريد بشدة التخلص منها
فأخواتي الغاليات...أن تعدد الوجهات وكثرة الطرق يشتت الانسان ويبدد طاقاته
ومتى ضاع الهدف ضاعت السعادة
ومتى كانت الدنيا أكبر همنا صارت التعاسة قرينة لنا
فالله جل جلاله إله واحد تبارك وتعالى خلقنا وحده ورزقنا وحده وربانا بنعمه وحده فكيف لانجعل الوجهه له وحده
فنبتغي رضاه وحده
ويكون تعلقنا به وحده (من تلق بشيء غير الله عذب به)
وحبنا الاعظم له وحده
وخوفنا منه وحده
ورجاءنا له وحده
وآملنا به وحده
فقلوبنا له ووجهتنا له وطريقنا إليه
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
عندها ستكون السعادة عريضة فالهم هم رضاه وحده وهو يتكفل بكل شيء عنا
فالحياة بدون هدف ضياع وشقاء وتعاسة
فنحن لم نخلق عبث
(يا أيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)
فنحن هنا كادحون متعبون (خلق الانسان في كبد) لكن هناك من تعبه بدني في سبيل هدف سامي وهناك من تعبه نفسي في سبيل اوهام وسراب فما اشقاه وانكد عيشه
أخواتي لا بد ان يكون لنا هدف
وهو الفوز برضى الله في كل حركاتنا وسكناتنا
ثم هدف فرعي يوصل للهدف الاسمى كحفظ كتابه او سنة نبيه او قراءه علم فيه او سماع لدروس تقرب منه اوووو
وكذلك قد يكون الهدف الفرعي تحقيق اي امر من الدنيا بنية ان يبلغ رضاه به وما اسماه من هدف ونية
فالطفش
والهم
والضيق
ليس الا من ضياع هويتنا الاسلامية
وهدفنا الاكبر (بلوغ رضاه) وسيرنا لذلك ولو كان قيل دائم
المهم ان يحقق الهدف من ايجاده هنا على وجه الارض
ختاما
قال بن القيم رحمه الله:إذا أصبح العبد و أمسى و ليس همه إلا الله وحده ، تحمل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، و حمل عنه كل ما أهمه ، و فرغ قلبه لمحبته ، و لسانه لذكره ،و جوارحه لطاعته، و إن أصبح و أمسى و الدنيا همه ، حمله الله همومها و غمومها و أنكادها ووكله الى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ،و لسانه عن ذكره بذكرهم و جوارحه عن طاعته بخدمتهم و أشغالهم ، فهو يكدح كدح الوحوش في
خدمة غيره .. فكل من أعرض عن عبودية الله و طاعته و محبته بلي بعبودية المخلوقو محبته و خدمته .