يقول ابن القيم رحمه الله: فلولا ذكر الله لك بكل جميل أولاكه لم يكن لك إليه سبيل، فمن الذي ذكرك باليقظة حتى استيقظت وغيرك في رقدة الغفلة مع النوام؟
ومن الذي ذكرك سواه بالتوبة حتى وفقك لها، وأوقعها في قلبك، وبعث دواعيك، وأحيى عزماتك الصادقة، حتى ثبت إليه وأقبلت عليه، فذقت حلاوة التوبة وبردها ولذتها؟
ومن الذي ذكرك سواه بمحبته حتى هاجت من قلبك لواعجها وتوجهت نحوه سبحانه ركائبها، وعمّر قلبك بمحبته بعد طول الخراب، وآنسك بقربه بعد طول الوحشة والاغتراب؟
*ومن تقرب إليك أولًا حتى تقربت إليه، ثم أثابك على هذا التقرب تقربًا آخر؟!*
*فإذا وصل إليك أدنى نعمة منه فاعلم أنه ذكرك بها، فلتعظم عندك لذكره لك بها، فإنه ما حقرك من ذكرك بإحسانه وابتدأك بمعروفه وتحبب إليك بنعمته، هذا كله مع غناه عنك.*
فإذا شهد العبد ذكر ربه تعالى له ووصل شاهده إلى قلبه شغله ذلك عما سواه، وحصل لقلبه به غنىً عالٍ لا يشبه شيء.
قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منهم".
رواه البخاري.
ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً ً
*خدمة أكاليل:*
ساهم بالنشر قال النبي ﷺ: من دل على خير؛ فله مثل أجر فاعله.
أكاليل أمل @akalyl_aml
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️