قال شيخ الاسلام " ابن تيمية " رحمه الله في كتاب ( اقتضاء الصراط المستقيم ) : ( ومعنى قوله : من عمل الجاهلية : أي إنه مما انفرد به أهل الجاهلية ولم يشرع في الإسلام فيدخل في هذا كل ما اتخذ من عبادة مما كان أهل الجاهلية يتعبدون به ولم يشرع الله التعبد به في الاسلام وإن لم ينهى عنه بعينه ، كالمكاء والتصدية ، فإن الله تعالى قال عن الكافرين : ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ) والمكاء : الصفير ونحوه ، والتصدية : التصفيق . فاتخاذ هذا قربة وطاعة من عمل الجاهلية الذي لم يشرع في الإسلام ) . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم: ( ومن ذلك ما يوجد كما سمعنا عند بعض الصوفية أنهم عند الذكر والتسبيح يصفقون فهذا لا شك أنه محرم وذلك لأنه تعبد لله تعالى بما يتعبد به أهل الجاهلية .
والتصفيق له أحكام :
منها : أن يتخذ عبادة فهذا لا شك في تحريمه وأنه لا يجوز .
ومنها : أن يتخذ لهوا ولعبا ، فهذا لا شك أنه خلاف المروءة ، كما علمت من بعض الناس يبقى يصفق أو يندب على رجل واحدة أو ما أشبه ذلك ، فهذا خلاف المروءة .
ومنها : أن يكون فيما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو أمر به بالمخالفة كتنبيه الإمام فإنه لا شك أنه إذا نبه الإمام بالتصفيق وهو رجل فقد خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أن يقع للتنشيط والتجديد وإظهار الرضا ، فهذه تقع كما في المدارس ، فهذه كرهها بعض العلماء ، على أن أصلها مأخوذ من غير المسلمين ولا شك أنه لا ينبغي فعلها ، لكن الإنسان لا يستطيع أن يقول مكروهة أو حرام ، لأن الكراهة أو التحريم حكم شرعي يحتاج إلى دليل .
فهذه هي أحكام التصفيق كما رأيتم ، والشيخ رحمه الله كأنه يشير إلى هذا ، أنه إذا اتخذ هذا على وجه العبادة فإنه لا شك من عمل الجاهلية . و ( التصفير أخطر من التصفيق فأنا أكره التصفير المطلق حتى لو كان للتشجيع ) .

الظفيرية @althfyry
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

البسملة
•
بارك الله فيك على نقل هذه الفتوى وجزاك الله خيراً.:26:
الصفحة الأخيرة