
تعلمت في غربتي أن أكون
حزينا ، وأتقن دور السعيد
وألبس أحرف صوتي السعادة
حين تعانق صوت البعيد
تعلمت في الجرح أن أتداوى
مع النفس بالصبر دون طبيب
أضم ملامح طيف الأحبة
للقلب إن عز حضن الحبيب
وأشطب يوماً بيوم لعلّــي
أقرب ما أبعدته سنينـــي
وحينا أمزق تقويم عمري
كفاني انتظارا يهيج حنيني
وحين يحين اللقاء ، وأودع
بين الحقائب حرّ اشتياقي
وأملأ صدري هواء بلادي
وأنسامها فيذوب احتراقي
أراني ببيتي وبين الأحبة
ضيفا عزيزا سيأتى ويمضي
هنالك في غربتي كنت ضيفا
سيرحل يوما ، .. وكنت بأرضي
أسير وحيدا بأرضك
أشعر أني أسير بأرض غريبة
تغضن وجه الشوارع حتى
تلاشت بها كل ذكرى حبيبة
أراقب كل الوجوه
وأقرأ فيها هموما تفوق الجبال
فأقبل قيد الرجوع ... وأمضي ..
بقلبي سؤال يجيب السؤال
وينسل من بين كفي عمري
ولم ألق نفسي هنا أوهناك
وما الذنب ذنبك إذ أبعدتك
بلادك رغما وآوت سواك
بلادي ! تراك نبذت حبيباً
فهل خلتني قد قسوت عليك ؟!
تقولين كيف ابتعدت ؟!
وانت هنا تدفعيني
بكلتا يديك ..!
ولا زلت تقسين في البعد حتى ..
تضاعف حملي بما لا أطيق
غريقا تشبثت بالحلم لكن
من قد رماني إليه غريق
أما آن للابن أن يستريح
على صدر أمه من دون خوف
ويزرع أحلام عمر جديد ..
بدار مقيم وليس بضيف
متى تفتحين إليه ذراعيك
يأت يهرول بالمستحيل
فعودي وضميه حبا إليك
وداوي جراحا بقلب عليل
كأنك قد جرحت من حبيب فكان الألم أكبر من جرح الغريب .،
إنه عتب المحبين ..
ومن أحب من الوطن ؟
ومن أحن على أبناءه منه ؟!
سيتلاشى العتب ...
ويتلاشى الألم ...
ولايبقى إلا الحب ..!
رائعة حنين بكل أحاسيس الروعة
التي ترجمتها أبياتك المفعمة جمالاً ...
دمت شاعرة النيل محبة لأرض النيل ...
بوركت