أحمي إبنك\إبنتك من الإباحية

هناك سؤال يتكرر بصيغ مختلفة عن أطفال لم يتجاوزوا الرابعة عشر من العمر يتابعون مواقع إباحية أو يبحثون عنها على اليوتيوب..
من الممكن أن يكون الكلام صادم ولكنني أنقل لكم من معايشة بعض المشاكل في المدارس أن بعض التلاميذ في المرحلة الابتدائية كانوا يبيعون هذا النوع من المقاطع بخمسة جنيهات وأكثر من ذلك حسب محتوى المقطع وفي أكثر من مدرسة وأكثر من محافظة في مصر وما يليه هذا من استساغة التعامل مع المرأة أو حتى مدرسته كأداة مشابهة لما يراه في هذه المقاطع أو الفتاة في الشارع ومن هذا ما نوقش جدا حول ممارسة التحرش من قبل بعض الأطفال (غير البالغين جنسياً)..
سأنقل لكم إجابتي المتكررة على هذا النوع من الأسئلة..عسى يكون فيها الفائدة بإذن الله إن لم يكن لنفس المشكلة..فلوضع طريقة جيدة للتعامل مع هذا السن بشكل عام.
في البدء مازال الطفل/الشاب في هذا السن في بدايات مرحلة المراهقة وهذا مشجع لبدأ علاقة وتعاملات من نوع مختلف سيبنى عليه التعامل في ما يأتي من عمره بإذن الله
أغلب النصائح المكررة على هذه الأسئلة..من الممكن أن تفيد ولكنها ذات ضرر جانبي مثل أن تخبره مباشرة أنك تعرف من خلال مراقبتك له أو أنك تخبره قصة ما عن ابن صديق لك..النصيحة الأولى ستزيده حرصا على أن يختبئ منك وتقلل ثقته بك واحساسه الدائم بأنك تتجسس عليه..والثانية مفضوحة وفيها ما يشوب الأولى بالإضافة لتعليمه بشكل مبطن أن يخترع قصص ليناقش ما يريد مناقشته..
أما نصيحتي بشكل إجرائي أكثر منه تنظيري:
1- إبدأ النقاش معه بموضوعات متعلقه به عن حياته اليومية وما يفعله هذه الأيام.(بشكل خاص إذا كنت من نوع الآباء الذين لا يستمعون لأطفالهم ولا يجلسون معهم حول طاولات النقاش)
2- انتقل لنقاش موضوعات أكثر ارتباطاً بمرحلته العمرية بأن تخبره بأنه أصبح كبيراً وهنالك موضوعات جديدة من الممكن مناقشتها ودع الموضوعات الجنسية في آخر القائمة، ابدأ بالكلام حول مشاعره والمجتمع من حوله بشكل عام.
3- انتقل لمناقشة الموضوعات الجنسية بشكل واضح (هنالك من يعترض على هذه النقطة أخبره بأن أطفال أصغر من هذا السن كما أشرت يتحدثون عن موضوعات في مدارسهم أكثر من هذا بمراحل فالأكثر أمانا وصحة أن نناقش نحن أولادنا بدل أن نترك عقولهم لمروجي الأفكار المغلوطة والغير صحية، ولا ننسى العم جوجل هذا المجيب عن أي سؤال تتخيله) وهنا يمكنك التدرج بالشرح بالتغيرات الجسدية وهكذا ويمكنك الإشارة بأن هذه التغيرات والمشاعر هي جميلة جدا ولا يجب أن يخاف منها أو يستحي منها فهي دليل على نضجه ورجولته، ولكنه يجب أن يكون حذر بكيفية التعامل معها واضرب له مثلا بشعور الجوع إذا جاع كيف يأكل؟ ودع له فرصة للإجابة ثم قل له كل ما خلق الله فينا من مشاعر وضع لنا طريقين لنختار أحدهما حلال والآخر حرام ونحن نختار بينهما فكما يمكن اشباع الجوع بالطعام الحلال يمكن اشباعه بالسرقة والمال الحرام..والاحتياج الجنسي هو أيضا له طرق اشباع من الحلال (من الممكن فيما بعد بناءً على هذه النقطة مناقشة موضوع الزواج وارتباطاته بحياته عامة(دينيا،اجتماعيا،نفسيا،ماديا،وجنسيا)
4- أخبره بأن نضوجه هذا ليس فقط جنسي بل أيضا عقلي وأخلاقي وبأن مسؤوليته مع هذا النضج أصبحت أكبر وقدرته على التحكم برغباته وتوجيهها، ومسؤوليته تجاه أهله أيضا أصبحت أكبر وبأنك أنت أيضا تعاملاتك معه ستكون من باب الصداقة أكثر من السلطة بسبب هذه التغيرات دعه يحب ما عليه ويتأكد من حبك لتغيراته هذه.
5- قل له لنتحدث قليلا عن بعض مشاكل المجتمع التي من الممكن أن تراها حولك وحدثه هنا عن الإباحية وانتشارها وأضرارها وبأنها أحد الطرق الحرام لاشباع احتياجه رغباته ومشاعره، ومن الممكن طبعاً أن تناقشه عن دوره تجاه هذه المشاكل وهل له دور فعال أو عنده أفكار يمكن الاستفادة منها بتغير هذا الواقع؟
ومن نافلة القول هنا أنه إذا أشار لوقوعه في ما تناقشونه أن لا تخبره بما عرفت عنه دعه يحافظ على صورته عن نفسه أمامك ولا تظهر أمامه بدور المنتصر الذي غلبه ودفعه للاعتراف بذنبه..
6- هنا نمي عنده المراقبة ليست مراقبتك أنت بل مراقبة الله له قل له بأنه بإمكانك أن تراقبه وتراقب كل تصرفاته على الانترنت أو في المجتمع ولكنك لن تفعل ذلك فالوحيد الذي يستحق أن نشعر مراقبته في كل حين ليس الناس وما يقولونه أو أنا أبوك رغم أني أحق باحترامك لي من بقية الناس ولكن الوحيد الذي يستحق هذا هو الله.
7- يمكن الاستفادة في هذا السن من الطاقة الجسدية في الرياضة في تنمية مواهبه وصقلها، وأيضا وضعه في بيئة آمنة غير مخلتلطة بحيث يتعلم من زملائه ما ينمي عنده الحس الأخلاقي والوازع الديني بدل أن يكون في مجتمع ينمي عنده خلاف هذا..
8- من المؤكد أن هنالك أحوال مختلفة بين كل طفل وآخر ولكن الكلام بشكل عام يؤسس لطريقة تعامل مع هذا السن وكيفية طرح الموضوعات المختلفة وبناء بيئة آمنة ومحملة بالثقة داخل المنزل وخارجه فيما بعد..
9- هذا الطرح يمكن استخدامه طبعا مع الفتيات ولكن صيغة الإجابة بحسب الأسئلة المتكررة حول الذكور في الموضوع نفسه..ولكن خلاف ذلك من أجمل طرق التعامل مع الأبناء هي مد جسور الحوار والنقاش وبناء بيئة آمنه مليئة بالثقة لكي يعودوا لكم عند الحاجة بدل البحث عمن يجيب بدافع الفهم لا بشعور الحب ومن ثم الخوف..
وأسأل الله الهداية للآباء والأمهات والعون فيما يلاقوه من أبنائهم..وأعتذر عن الإطالة..
والله أعلم