حال السعداء في الدنيا...
قال تعالى(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)قال ابن كثير رحمه الله ـ هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا بأن يحييه حياه طيبه في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الأخره, وقال عليه الصلاة والسلام (إن الله لا يظلم المؤمن حسنه يعطي بها في الدنيا ويثاب عليها في الأخره, وأما الكافـر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الأخره لم تكن له حسنه يعطى بها خيرا)..
حال السعداء عند الموت...
قال تعالى(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كـنتم توعدون)قال ابن كثيرـ رحمه الله ـ في تفسيره(قال زيد بن أسلم:يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث)وفي حديث البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الأخره نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه,كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول :أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان,قال:فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء))
رحلة الروح إلى السماء...
حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وفتحت له أبواب السماء, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج من قبلهم, حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيقول الله ـ عز وجل ـ : اكتبوا كتاب عبدي في عليين (وما أدراك ما عليون *كتاب مرقوم *يشهده المقربون)فيكتب كتابه في عليين ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى..
حال السعداء في القبر...
ذكر الرسول الكريم في حديث البراء ( أن الملائكة تسأل العبد المؤمن في قبره فيحسن الإجابة وعند ذاك ينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة ,وألبسوه من الجنة,وافتحوا له بابا إلى الجنة, ويقال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد البصر, قال ويمثل له رجل حسن الوجه ,وحسن الثياب , طيب الريح, فيقول : أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعد.. فيقول له وأنت فبشرك الله بخير من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول : أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا في طاعة الله ,بطيئا عن معصيه الله, فجزاك الله خيرا, ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار , فيقال هذا منزلك لو عصيت الله أبدلك الله به هذا ,فإذا رأى ما في الجنة, قال رب عجل قيام الساعة , كيما أرجع إلى أهلي ومالي فيقال له اسكن )
حال السعداء يوم القيامة...
هؤلاء عباد الله الأتقياء لا يفزعون عندما يفزع الناس, ولا يحزنون عندما يحزن الناس لأنهم أولياء الرحمن الذين أمنوا بالله وعملوا لطاعة الله استعدادا لذلك اليوم فيؤمنهم الله في ذلك اليوم وعندما يبعثون من قبورهم تستقبلهم ملائكة الرحمن تهدئ من روعهم وتطمئن قلوبهم , قال تعالى ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)والسر في هذا الأمن الذي يشمل الله به عباده الأتقياء أن قلوبهم كانت في الدنيا عامره بمخافة الله عز وجل , فأقاموا ليلهم , وأظمئوا نهارهم, واستعدوا ليوم الوقف بين يدي الله , فقد حكى عنهم ربهم أنهم كانوا يقولون ( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذالك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)وفي الحديث الذي يرويه أبو نعيم في الحلية عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( قال الله عز وجل : وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين , إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي, وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي )وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه عن النعمان بن سعيد : قال : كنا جلوسا عند علي ـ رضي الله عنه ـ فقرأ هذه الأيه (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) قال : لا والله ما على أرجلهم يحشرون ولا يحشر الوفد على أرجلهم , ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها عليها رحائل من ذهب فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة ...
أسأل الله العلى العظيم أن يجعلني ووالدي وكل من قرأ هذه السطور من ساكني الجنه
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
ولا حرمكِ أجرها واجر من قرأهااا انه تعالى القادر على ذلك..