أختاه لا ,, لا ,, لا تحزني ..

ملتقى الإيمان

أختـــاه





يا من تملّك الحزن قلبها وكتم الهمّم قلبها فتكدرت بها الأحوال..
وأظلمت أمامها الآمال,ضاقت عليها الحياه






لا تحزني






ما الحزن للأكدار علاج ,, لاتيأسي فاليأس يعكر المزاج .. الأمل قد لاح من كل فج بل فجاج !


لا تحزني .. فالبلوى تمحيص .. والمصيبة بإذن الله اختبار .. وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ..


وإليك كلمات نيرة تدفعين بها الهموم .





أولاً
كوني إبنة يومك


اجعلي شعارك في الحياة :
ما مضى فات والمؤمل غيبُ ** ولك الساعة التي أنت فيها


وأحسن منه وأجمل قول ابن عمر رضي الله عنه:
" إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك "




إنسي الماضي مهما كان أمره فتذكره لا يفيد في علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد على يومك، ويزيدك هموماً على همومك .
تصوري دائمك أنك وسط بين زمنين :


الأول


ماض وهو وقت فات بكل مفرداته وحلوه ومره، وفواته يعني بالتحديد عدمه فلم يعد له وجود في الواقع وإنما وجوده منحصر في ذهنك ..
في ذهنك فقط ! وما دام ليس له وجود .. فهو لا يستحق أن يكون في قاموس الهموم .. لأنه انتهى وانقضى .. وتولى ومضى !


الثاني


مستقبل وهو غيب مجهول لا تحكمه قوانين الفكر ولا تخمينات العقل .. وإنما هو غيب موغل في الغموض والسرية بحيث لا يدرك كنهه أحد ..


"قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ"



" وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ "



إذاً فالماضي عدم.. والمستقبل غيب !


فلا تحطمي فؤادك بأحزان ولّت.. ولا تتشاءمي بأفكار ما أحلت !


تجاهلي الماضي.. وارمِ ما وقع فيه في سراب النسيان..
ثم تجاهلي ما يخبئه الغد.. وتفائلي فيه بالأفراح..


تأملي كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وقهر الدين وغلبة الرجال "



فالحزن يكون على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها والهم يكون بسبب الخوف من المستقبل والتشاؤم فيه.


أختي يومك يومك
استثمري فيه لحظاتك في الصلاة.. في ذكر الله.. في قراءة القرآن..التشاغل بالخير.. في معروف تجدينه يوم العرض على الله..
" يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً "



ثانياً
تعبدي الله بالرضى


لا تحزني .. اجعلي شعارك عند وقوع البلاء: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها
اهتفي بهذه الكلمات عند أول صدمة .. تنقلب في حقك البلية .. مزية .. والمحنة منحة ..


تأملي في أدب البلاء في هذه الآية:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ۞ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"




ثالثاً
افقهي سر البلاء
لا تحزني..فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة لايخلو منه غني ولا فقير,لا ملك ولا مملوك
فالناس مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..


"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ "



هكذا الحياة خلقت مجالاً للبلاء..
"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً "



"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ"

إذن فسر البلاء هو التمحيص ليعلم المجاهد فيأجر.. والصابر فيثاب !


لا تحزني .. واستشعري في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !
تثبتي وتأملي وتمالكي وهدئي الأعصاب ..
أنت الآن في إمتحان جديد ,, فاحذري الفشل .


تأملي قوله صلى الله عليه وسلم
" من يرد الله به خيراً يفقه في الدين "



ثم قوله
" من يرد الله به خيراً يصب منه "



البلاء شرف يريده الله لمن يحب من عباده ! يغفر به ذنباً.. ويفرج به كرباً.. ويمحي به عيباً.. ويحدث بعده أمراً لم يكن في الحسبان.


"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً"



وفي الحديث


" إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط "




رابعاً
لا تقلقي
المحزون سيفرح.. والكرب سيرفع.. والضائقة ستزول..
وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد
"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ۞ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"




لا تحزني.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية.. ليطمئن قلبك.. وينشرح صدرك..
وقال صلى الله عليه وسلم
" لن يغلب عُسر يُسرين "
العسِير يعقبة اليُسر.. كما الليل يعقبة الفجر..


ولرب ضائقة يضيق بها الفتى ** وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج



خامساً
اجعلي همك في الله
أُخيه.. إذا اشتدت عليك هموم الأرض.. فاجعلي همك في السماء
" من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك "




لا تحزني.. فرزقك مقسوم.. وقدرك محسوم.. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم
لأنها كلها إلى زوال..
"وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"

إذا آوى إليك الهم.. فأوي به إلى الله.. والهجي بذكره:
( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )، ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )، (رب إني مغلوب فانتصر )







اطلبي السكينة في كثرة الإستغفار.. استغفري بصدق مرة ومرتين ومائة وألف.. دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار.. ونشوة التوبة والإنابة
"إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"



اطلبي الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح، والتهليل، والصلاة على النبي الأمين ، وتلاوة القرآن،
"أَلاً بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"

"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"



لا تحزني.. وافزعي إلى الله بالدعاء
" أعجز الناس من عجز عن الدعاء "
تضرعي إلى الله في ظلم الليالي.. وأدبار الصلوات
اختلي بنفسك شاكيةً إليه.. باكيةً لديه.. سائلةً فَرَجُه ونَصره وفتحه.. وألحِّي عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين في الدعاء
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "

لا تحزني ولا تيأسي
"إِنَّهُ لاً يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"



ستنجلي الظلمة.. وتولِّ الغمة.. وتعود البسمة..
فافرشي لها فراش الصبر.. وهاتفيها بالدعاء والذكر.. وظني بالله خيراً.. يكن عند حسن ظنك..
منقول للفائده
وجزاكم الله خير الجزاء

6
594

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مارنا
مارنا
الله يجزاك خير
ربي يفرج همك ويفرح قلبك ويرزقك ون واسع فضله
نسكافه بالحليب
كلمااااااااااااااااااااااااااات من صميم القلب
سلم الله الانامل التي نقلتها

اللهم فرج هم كل مهموم
الامــيــرة01
الامــيــرة01
جزاك الله خير ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك

وريف الغلا
وريف الغلا
جزاكم الله خير الجزاء
وبارك فيكم وسدد خطاكم
وبلغكم رمضان
وانتم بصحه وعافيه
شيهانه®
شيهانه®
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم