أختاه ... لتكوني جميلة كمايريدك الله ادخلي

الأزياء والموضة

أختاه ... لتكوني جميلة كمايريدك الله ادخلي

--------------------------------------------------------------------------------

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإنه مع طغيان موجة الموضة والأزياء، وانتشار عدواها في سائر الأرجاء، أصبح النساء مولعات بأضوائها، ملازمات لإنتاجها، متابعات لقواعدها.. حتى ولو كانت مخالفة للنصوص الشرعية.
ومن المخالفات التي يقع فيها بعض النساء في هذا الخصوص: النمص.



أختي المسلمة: ونحن في هذه السطور نبين لك خطورة هذه المخالفة على دينك ودنياك، وما لها تأثير سلبي على إيمانك وشخصيتك وصحتك. فما هو النمص؟ وما حكمه في الشرع؟ وهل له تأثير على الصحة؟
فالنمص: هو نتف شعر الوجه، وهو وإن كان يطلق في الغالب على نتف شعر الوجه عامة إلا أنه يغلب على القصد منه نتف شعر الحاجب لغلبة فعله. لذلك إذا قيل: النمص، فالغالب أن يقصد به القص من شعر الحواجب أو نتفها أو التخفيف منها أو الحلق منها.
حكمه الشرعي : لقد وردت نصوص كثيرة تدل على تحريمه تحريماً بيّناً، فمن ذلك:
قول الله جلَّ وعلا: (إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإن يَدعُونَ إِلا شَيطَاناً مَّرِيداً (117) لَّعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لأُتَّخِذَنَّ مِن عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفرُوضاً (118) وَلأُضِلَّنَّهُم وَلأُمَنِّيَنَّهُم ولآمُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللهِ فَقَد خَسِر خُسرَاناً مُّبِيناً (119) يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيَطانُ إِلا غُرُوراً (120) أُوْلَئِكَ مَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنهَا مَحِيصاً ). ووجه الدلالة من الآية أن الشيطان عدو لله قد أخذ على نفسه عهداً بإضلال الناس عن الهدي ومن بين أعماله في ذلك أن يأمرهم بتغيير خلق الله، (لآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرنَّ خَلقَ اللهِ )، والنمص فيه تغيير للخلقة الأصلية لأن الوجه ومنه الحواجب قد خلقه الله جلَّ وعلا في أحسن تقويم، كما قال تعالى: ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسَان فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ )، والنامصة حينما تقوم بحف حواجبها أو قصها أو نتفها أو نتف شعر وجهها فهي بذلك تقع في مصايد الشيطان، ومكايده وتكون من المغيرات خلق الله.
وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: { لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله }، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت: ( إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ) فقال: { ومالي لا ألعن ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله؟ ) فقالت: ( لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول! ) فقال: ( لو كنت قرأتيه لوجدتيه، أما قرأت: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُواْ ) )، قالت: ( بلى )، قال: ( فإنه قد نهى عنه )، قالت: ( فإني أرى أهلك يفعلونه! ) قال: ( فاذهبي فانظري ) فذهبت فنظرت فلم تر في حاجبها شيئاً، قال: ( لو كانت كذلك ما جامعتها) .
ففي هذا الحديث وعيد شديد لكل متنمصة أو نامصة، ألا وهو اللعنة التي هي الطرد من رحمة الله.
أختي المسلمة: فانظري أي جناية تجنيها على نفسها من تقدم على هذه المخالفة.. إذ يكلفها نزع شعيرات من هنا أو هناك في وجهها.. يكلفها ذلك حرماناً من رحمة الله سبحانه.. ومن حرم الرحمة أدركه - ولابد الشقاء - وتحريم النمص هو الذي عليه العلماء.
قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ( لا يجوز أخذ شعر الحاجبين، ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن النامصة والمتنمصة، وقد بيَّن أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص ). .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ( التجميل ينقسم إلى قسمين: أحدهما ثابت دائم، مثل: الوشر والوشم، النمص.. فهو محرم بل من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله. الثاني: ما كان على وجه لا يدوم، فإنه لا بأس به مثل التجميل بالكحل والورس لكن بشرط أن لا يؤدي هذا إلى محظور شرعاً مثل أن يكون فيه تشبه بالنساء الكافرات، أو أن يكون ذلك من باب التبرج.. فإن هذا يكون محرماً لغيره لا لذاته ) .
وقال العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين: ( لا يجوز القص من شعر الحواجب ولا حلقه ولا التخفيف منه، ولا نتفه، ولو رضي الزوج، فليس فيه جمال، بل تغيير لخلق الله وهو أحسن الخالقين، وقد ورد وعيد في ذلك، ولعن من فعله، وذلك يقتضي التحريم ) .
خطورة النمص على الصحة:
يقول الدكتور وهبة أحمد حسن: ( إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من " مكياجات " الجلد؛ لها ثأثيرها الضار، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة.. إلى أن قال: إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الإزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه ) .
أختي المسلمة : إن هذه المخاطر التي تتمخض عن نمص شعر الوجه، ونتف الحواجب لتوقف كل مؤمنة عاقلة على ضرورة مراجعة نفسها كما تنذر كل مقبلة على النمص وتدق لها ناقوس الخطر..
إن مخاطر النمص تشمل دين المسلمة ودنياها.. إنه يهدد إيمانها لأنه من إيحاءات الشيطان ووساوسه وحبائله (لآمُرنَّهُم فَلَيُغَيرُنَّ خَلق اللهِ )، كما يهدد صحتها وجمالها لأنه مضر كما تبين للأطباء ولأن جماله مخالف للطبيعة الخلقية التي فُطر على استحسانها الناس.
وإليك أخية أسباب وقوع النساء في هذا المحظور:
الافتتان بالموضة : فالموضة لا تقتصر في غزوها على اللباس بل أصبحت تغزو النساء في كل ما يتعلق بحياتهن حتى أجسادهن.
فالنمص مثلاً يُعد من متطلبات الموضة الحديثة.. تتغير أشكاله.. بل ألوانه من وقت لآخر.. وهنا حين تُفتن الأخت المسلمة بهذه البدعة المحدثة.. وتضعف شخصيتها أمام دعايات الأزياء والموضة تصبح عبدة لتلك الدعايات.. مولعة بمسايرة ركبها.. فعلى سبيل المثال: سادت في أوائل هذا القرن موضة الحواجب الثقيلة، حيث كانت المرأة تستخدم قلماً خاصاً يعطي لوناً أسود، فتخطط به حول حاجبيها لتبدو أكبر وأكثف مما هي عليه.. وبعد ذلك بزمن سادت موضة التنمص: وهي إزالة الشعيرات النافرة عن خط الحاجب، فانتهت بظهور موضة الحواجب الكثيفة.. ثم ظهرت بعدها الحواجب الرفيعة المقوسة.. التي تجعل المرأة تبدو كالمندهشة.. فضلاً عن أنها تبدو أكبر من سنها الحقيقي..
تروي إحدى الأخوات مشهدا رأته بعينها يدل على افتتان النساء بالموضة، تقول: ( لقد رأيت ذات مرة فتاتين تقلبان في مجلة ألمانية للأزياء فرأيت إحداهن قد توقفت عن التقليب وهي تقول لزميلتها: ألم يلفت نظرك شكل حواجب عارضات الأزياء.. إنها متروكة كما هي.. تأملي معي هذه الصورة.. لابد أن الموضة الآن هي الحواجب الطبيعية! !
فأخذت الأخرى تحدق في الصورة بشدة ثم قالت: صحيح.. ما أجملها! ) .
أختي المسلمة : إن قضية الموضة والأزياء تعتبر من الفتن التي تهدد عفة النساء، فاحذري من الانجراف وراءها فهي لا تعترف بالقيود الشرعية، ولا بالأصول العرفية وأغلبها تأتي من دول الغرب الكافرة، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اتباع سنن اليهود والنصارى، وإن من سننهم: النمص والوشم والوشر كما هو حال نسائهن وعارضات الأزياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه }. قالوا: ( اليهود والنصارى ). قال: { فمن }.
الرغبة في الجمال : وهناك من الأخوات من تقدم على النمص طلباً للجمال والحسن، وهذا لا يسوّغ لهن ذلك لأن الجمال على درجات ولو أطاعت الفتاة هواها في طلب الجمال لوقعت في مخالفات كثيرة لا حصر لها.
يقول العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: ( التجميل نوعان: تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قُطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفاً من ذهب.
والنوع الثاني: هو التجميل الزائد، وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم ولا يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة.. كما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب.. ) .
طاعة الزوج : وهناك من الأخوات من تقع في النمص بطلب أو أمر من زوجها لكونه يحب ظهورها بمظهر أجمل، وهذا مخالف للشرع فإنه كما قال صلى الله عليه وسلم: { لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق }.
فطاعة الزوج واجبة على الزوجة في المعروف، وليس من المعروف أن تقع في النمص الذي يوجب لها اللعنة والطرد من رحمة الله.
أختي المسلمة: اعلمي أن الله جلَّ وعلا لم يُحرم عليك الزينة مطلقاً، وإنما جعلها مقيدة بما يحفظ عليك مصالح الدنيا والآخرة، فما حرّمه الله من الأمور في الزينة إنما حرمه لما فيه من الضرر الأكيد سواء أدركته عقولنا القاصرة أم لا.
ولقد تبين لك في هذا الكتاب ضرر النمص على المسلمة في الدنيا والآخرة.. فصوني نفسك عن هذه المخالفات المحدثة.. فإن جمالك يزداد بطاعة الله.. ونورك يسطع بعبادة الله..
ولك في ما أحلَّه الله من الزينة غنية وكفاية.. تذكري أن الوجه سيبلى.. والخدود سيأكلها الدود.. والجسد كله سيفنى.. ولا يبقى لك في القبر إلا ما قدّمت من عمل صالح.. وفقك الله لما يحب ويرضى..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

لاتنسونا من دعوة صالحة ....
التوقيع:
(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
لاتنسونا من دعوة صالحة <<<<<<<<<منقول
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زوجة باسم
زوجة باسم
جزاكي الله خيرا والله يعطيكي الف عافيه
وجعله في ميزان حسناتك
انا اعلم ان النتف محرم اي النمص ومن تفعل فهي والعياذ بالله ملعونه
لكن اول مرة ادري انه القص من شعر الحاجب حرام
بس هو سؤال حتى لو بس اطراف الشعر يعني مو من الجذور لانها تشوه شكل وجهي وزوجي بيتضايق منها والله العظيم
انا لست كغيري ممن يتحجج بالزينة للزوج ولكن هذه الحقيقة هو يتضايق من الشعر الطويل بحواجبي فأضطر لقصها بمساوتها ببعض فقط وليس تحديدها
الؤلؤة البراقة
جزاكي الله خيرا والله يعطيكي الف عافيه وجعله في ميزان حسناتك انا اعلم ان النتف محرم اي النمص ومن تفعل فهي والعياذ بالله ملعونه لكن اول مرة ادري انه القص من شعر الحاجب حرام بس هو سؤال حتى لو بس اطراف الشعر يعني مو من الجذور لانها تشوه شكل وجهي وزوجي بيتضايق منها والله العظيم انا لست كغيري ممن يتحجج بالزينة للزوج ولكن هذه الحقيقة هو يتضايق من الشعر الطويل بحواجبي فأضطر لقصها بمساوتها ببعض فقط وليس تحديدها
جزاكي الله خيرا والله يعطيكي الف عافيه وجعله في ميزان حسناتك انا اعلم ان النتف محرم اي النمص...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وعلى آله وصحبه أجمعين

الفتاوي الجامعة للمرأة - كتاب اللباس والزينة - باب الزينة المحرمة باتفاق
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :

ما هو النمص وهل يجوز للمرأة أن تزيل شعر اللحية والشارب وشعر الساقين واليدين ، وإذا كان الشعر ملاحظاً عن المرأة ويسبب نفرة الزوج فما حكمه ؟
النمص : الأخذ من شعر الحاجبين وهو لا يجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة ويجوز للمرأة أن تزيل ما قد ينبت لها من لحية أو شارب أو شعر في ساقيها أو يديها .

فتاوى اللجنة الدائمة 5/195 جمع المسند


وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن :

شابة في بداية عمرها لها حواجب كثيفة جداً تكاد تكون سيئة المنظر فاضطرت هذه الفتاة في حلق بعض الأماكن التي تفصل بين الحاجبين وتخفيف الباقي حتى يكون المنظر معقولاً لزوجها ، فأرادا أن يحتكما إلى من عنده دراية بمثل هذه الأمور الشرعية التي تشكل على كثير من الناس فهل تستمر هذه الفتاة على ما هي عليه أم لا ؟

لا يجوز حلق الحواجب ولا تخفيفها ، لأن ذلك هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته أو طلبت فعله ، فالواجب عليك التوبة والاستغفار مما مضى وأن تحذري ذلك في المستقبل

فتاوى اللجنة الدائمة 5/195

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :

ما حكم تخفيف شعر الحاجب ؟

إذا كان بطريقة النتف فهو حرام بل كبيرة من الكبائر لأنه من النمص الذي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم من فعله وإذا كان بطريق القص والحلق فهذا كرهه بعض أهل العلم ومنعه بعضهم وجعله من النمص وقال : إن النمص ليس خاصاً بالنتف بل هو عام لكل تغيير لشعر لم يأذن الله به إذا كان في الوجه ولكن الذي نرى إنه ينبغي للمرأة أن لا تفعل ذلك إلا إذا كان الشعر كثيراً على الحواجب بحيث ينزل إلى العين فيؤثر على النظر ولا بأس بإزالة ما يؤذي فيه * * *

مجموع فتاوى ورسائل ، للشيخ ابن عثيمين 4/133 .الطهارة


وقال فضيلة الشيخ عبد الله الفوزان :

عن حكم تهذيب شعر الحواجب أو تحديده بقص جوانبه أو حلقه أو نتفه ؟

تهذيب شعر الحواجب هو من النمص المحرم ملعون فاعله فتخصيص المرأة لأنها هي التي تفعله غالباً للتجمل .

زينة المرأة، لفضيلة الشيخ عبد الله الفوزان ص 87

يتبع
الؤلؤة البراقة
الحكمة من تحريم النمص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فالإنسان المسلم من مقتضى إيمانه بأن الله هو الخالق يعتقد أن الله عز وجل أعلم بخلقه ، وأن له الحكمة البالغة ، وأن لايصنع شيئاً ولايأمر بشيء عبثاً ، فإذا ضعف يقين المرء عن هذا فيحتاج أن يعالج إيمانه ويتعاهده ، والغريب أن الإنسان يقبل قول الشركة المصنعة للسيارات –ولله المثل الأعلى – في طريقة استعمال السيارة ويتبع كتيب التعليمات ، أفليس الخالق العظيم الذي نؤمن به أولى بأن نسلم بأمره وان نعلم أنه أعلم بأنفسنا منا وأنه لايفعل شيئاً إلا لحكمة ، حتى ولو تدرك عقولنا الصغيرة الحكمة !! مع أن الحقيقة أن فيها هذا حكمة ظاهرة في القديم و الحديث ، فرموش العينين لايقول عاقل أنها تزال لما في إزالتها من الضرر ، كما أن العانة لايقول عاقل باستحباب تربيتها والعناية بها لما فيها من الضرر ، فبعض الشعر ندرك بعقولنا القاصرة استحسان إزالته كالعانة ، كما ندرك استحسان إبقاء بعضه كالرموش ، مع أن العقل لايشرع ، وإزالة شعر الحاجبين فيها من القبح ما لايخفى على العاقل ، ولذا يضطرون للتعويض بعد إزالتها بالرسم على الحاجب لتعويض ما ذهب من جمالها ، ولو أن امرأة خلقت بدون شعر حاجبين لقيل إنه عيب خلقي وليس طبيعياً ، على أن الطب الحديث كشف من حكم التشريع وإعجازه ما يزيد من يقيننا بهذا الدين وأنه من عند الله فمن ذلك :

1. أن في ذلك ضرراً على منطقة ما حول العين. فقد وصف أخصائيو عيون حالتين لالتهاب النسيج الخلوي حول العين بسبب نتف الحواجب، وذكروا له حالات منها : 1- امرأة عمرها اثنان وعشرون سنة، لديها احمرار وتورم. وذلك بعد يومين من نتف الحواجب! 2- امرأة كان لديها احمرار وألم حول حاجبها بعد يوم من نتف الحواجب وصبغها من قبل أخصائي تجميل.. وبعد أربعة أيام التهبت منطقة ما حول العين. وأدخلت المريضة المستشفى. وأعطيت المضادات الحيوية وريدياً ، ورغم هذا تشكلت فقاعات وقد خلفت الحالة بعد شفائها عيباً وتشوهاً شديداً بحجم 6سم.

2. إن إزالة شعر الحاجب لها تأثيرها الضار على الجسم : يقول الدكتور وهبة أحمد حسن(كلية الطب- جامعة الاسكندرية): إن إزالة شعر الحاجب والوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من ماكياجات الجلد لها تأثيرها الضار ، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة، مثل: الرصاص والزئبق. تذاب في مركبات دهنية مثل زيت الكاكاو، كما أن كل المواد الملونة تدخل فيها بعض المشتقات البترولية، وكلها أكسيدات مختلفة تضر بالجلد، وإن امتصاص المسام الجلدية لهذه المواد يحدث إلتهابات وحساسية، وأما لو استمر إستخدام هذه المكياجات، فإن له تأثيراً ضاراً على الأنسجة المكونة للدم والكبد والكلى فهذه المواد الداخلة في تركيب المكياجات لها خاصية الترسب المتكامل، فلا يتخلص منها الجسم بسرعة، ثم إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الإزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه .

3. أثبت الطب الحديث : أن شعيرات الحاجبين متصلة بخلايا في الدماغ , وأنه كلما نزعت شعرة من هذة الشعيرات ماتت الخلية المتصلة بهذة الشعرة وهذا الأمر خطر على الانسان لأن الدماغ مليء بالخلايا , وكلما نزعت شعرة ماتت خلية.

والمؤمن بغض النظر عن هذا مادام يعتقد أن الله هو الخالق فلا شك أن الخالق أعلم بخلقه ، وهو أدرى بما يصلحهم ، ومازال العلم الحديث يكشف لنا من الآيات والمعجزات ما كان سبباً في إسلام كثير من علماء الغرب ومفكريهم ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
_________________

.
الؤلؤة البراقة
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : (17/133) :

( لا تجوز إزالة شعر الحاجب لأن هذا هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله ، وهو من تغيير خلق الله الذي هو من عمل الشيطان ، ولو أمرها به زوجها فإنها لا تطيعه ؛ لأنه معصية ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما الطاعة في المعروف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ) اهـ .

ثانياً :

يجوز إزالة جميع شعر الجسم ما عدا شعر الحاجب .

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (17/130) :

( دليل أخذ المرأة لشعر بدنها العمل بالأصل ، وأنه مطلوب منها أن تتزين لزوجها ، وليس هناك دليل يمنع من ذلك غير ما ورد في النهي عن النمص ، وهو أخذ شعر الحاجبين) اهـ .

وجا فيها أيضاً (5/197) :

( ما حكم الإسلام في نتف الشعر الذي بين الحاجبين ؟ فأجابت اللجنة : يجوز نتفه؛ لأنه ليس من الحاجبين ) اهـ .

والله أعلم .
الؤلؤة البراقة
إزالة شعر الحاجبين
وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان :
حكم إزالة شعر الحاجبين أو إزالة بعضه بأي وسيلة من الحلق أو القص أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه ؟

يحرم على المرأة المسلمة إزالة شعر الحاجبين أو إزالة بعضه بأي وسيلة من الحلق أو القص أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه لأن هذا هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة والنامصة هي التي تزيل شعر حاجبيها أو بعضه للزينة لزعمها والمتنمصة التي يفعل بها ذلك ، وهذا من تغيير خلق الله الذي تعهد الشيطان أن يأمر به ابن آدم حيث قال كما حكاه الله عنه :
-( ولآمرنهم فليُغيرنَ خَلق الله )-
وفي الصحيح عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه أنه قال :
" لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والتنمصات والمتفلجات للمحسن المغيرات خلق الله عز وجل "
ثم قال : ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله عز وجل ؟ يعني قوله :
-( وَمَا أتاكم الرّسول فَخُذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)-
التنبيهات للشيخ صالح الفوزان ص 10