بسم الله الرحمن الرحيم
أختاه ....
وقفه مع النفس
جمع وترتيب
محمود المصري
( أبو عمار )
حجاب المرأة المسلمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم , أما بعد :
أختاه : أيتها الطاهرة النقية التى نبتت فى حقل الإسلام وسقيت بماء الوحي فكانت زهرة غالية يجب أن نحفظها , بل و نحافظ عليها فى كل وقت وحين .
إننى أخاطب ضميرك الحي وفطرتك النقية فاقرئى تلك الكلمات بعيني قلبك وتحررى من قيود النفس والهوى واجعلى تلك اللحظات بمثابة وقفة مع النفس لعلك تكونين بعدها فى الفردوس الأعلى .
تالله يا أختاه إنى لأرجو الله أن تكوني من أهل الجنة واعلمي أن طريق الجنة سهل ميسور , ولكن مهرها غال وثمنها بيديك (ألا وهو طاعتك لله جل وعلا) .
• اعلمى أيتها الأخت الغالية أن الإسلام يهدف فى المقام الأول إلى إقامة مجتمع طاهر نظيف لا تثار فيه الشهوات ولا تستثار فيه دوافع الرغبة فى كل حين .
ولذا حرم الإسلام التبرج وفرض الحجاب على كل مسلمة تؤمن بالله جل وعلا , والإسلام ما فرض هذه الضوابط على المرأة المسلمة فى ملبسها وزينتها إلا لصيانتها وحمايتها من عبث العابثين ومجون المجانين , وإلا لتكون المرأة المسلمة كالدرة المصونة , وكاللؤلؤة المكنونة التى لا تصل إليها الأيدى الآثــمة .
لقد فرض الإسلام عليك الحجاب . . لا لأنك شيء مستقذر يستر , ولكن لأنك جوهرة يجب أن تصان عن الأعين , فإنه كلما ازدادت القيمة ازدادت الحاجة لسترها وحفظها , فكلما استترت المسلمة ازدادت غلوا وقيمة .
ولذلك وصف الله الحور العين فى الجنة بقوله : { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } (الرحمن : 72 )
وقال صلى الله عليه وسلم عن نساء الجنة : " ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " (رواه الترمزي بسند صحيح )
فوصف خمار الحور العين . . . وياله من شرف عظيم .
أختاه : ويحضرني الآن سؤال أهمس به إليك . . .
هل تحبين الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ ! ! !
إذن فلماذا تخالفين أمر الله وتخافين من الحجاب والعفة ؟ ! إن جمالك مستور فى الدنيا لزوجك المؤمن .
وفى الآخرة يعطيك الله أضعاف أضعاف جمالك فى الدنيا فى تلك الجنة التى فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
أختاه : يا من تريدين التوبة والعودة إلى الله تأملي قول الله عز وجل : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (الزمر : 53 ) .
إنني في البداية أسوق إليك تلك القصة لتكون حاديا لك إلى التوبة والعودة إلى الله :
خرجت الأخت ( هدى ) من بيتها وليس لها هم سوى أن يجعلها الله سببا لهداية من حولها وفجأة وجدت فتاة تلبس ( الإسترتش ) فأشفقت عليها من النار , فتقدمت وقالت لها بكل عطف ورحمة , إنني أستأذنك أن تأتي معي إلى الجنة !!
فتعجبت الفتاة وقالت : وأين هي الجنة ؟ !
قالت : فى بيت من بيوت الله , فاستجابت لها الفتاة ودخلت معها المسجد , فوجدت أن الكل ينظر إليها نظرة عجيبة , فأشفقت عليها ( هدى ) وأسرعت إلى خارج المسجد واشترت لها حجابا وقالت لها إلبسي هذا الحجاب حتى لا ينظر إليك أحد , وبعد المحاضرة إنزعيه إن شئت ...
فقامت الفتاة وارتدت الحجاب لأول مرة , بل وأزالت المساحيق من على وجهها وتوضأت لأول مرة , وصلت المغرب واستمعت إلى الدرس ( وكان عن وصف الجنة والنار ) ثم صلت العشاء . . . . . . .
ولما حان وقت الإنصراف قالت لها ( هدى ) :
الآن تستطيعين أن تنزعي الحجاب إن شئت . . . فقالت لها الفتاة : والله لقد ذقت حلاوة الإيمان فلن أخلع الحجاب أبدا ولن أترك الصلاة . . . . بل سأكون داعية إلى الله وسأجعل حياتي وقفا لله عز وجل . . . .
وما هي إلا لحظات حتى خرجت من المسجد فصدمتها سيارة فماتت . . .
وسالت الدماء الشريفة التى تحركت لدين الله واحترقت شوقا للقاء الله فرزقها الله حسن الخاتمة بعد أن كانت منذ ساعة واحدة ممن قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما- وذكر منهما- ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها "
( رواه مسلم ) .
نعم أيتها الأخت المسلمة . . . إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك . . بل أنت كالمسافر إلى الله ولابد للمسافر من يوم يصل فيه . . إنه اليوم الذى تقفين فيه بين يد الحق جل جلاله فيسألك عن كل صغيرة وكبيرة . . وياله من موقف يجعل الولدان شيبا .
أختاه ألست مسلمة ؟ ألست تريدين الجنة ؟
إذن فاستمعى إلى قول الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } ( الأنفال : 24 ) .
إنها دعوة لحياة القلب والعرض والدين والحياء . . فمن استجابت لتلك الدعوة فسوف تنضم لتلك القافلة المباركة التى شرفها الله بهذا الخطاب فقال :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } (الأحزاب : 59 ) ويا له من شرف عظيم أن تنضمي يا أختاه لتلك القافلة المباركة التى على رأسها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته .
أختاه : لقد اختار الله لك تلك القافلة لتدخلن الجنة سويا فهل رضيت باختيار الرحيم الرحمن الذي يخاطبك بقوله { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } ( الأحزاب : 36 ) .
وبقوله { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } ( النساء : 65 ) .
أم أنك ترفضين أمر الخالق جل جلاله ؟ ! ! !
إنه سؤال يحتاج منك إلى وقفة مع النفس . . وإنني والله لا أظن أبدا أن هناك مسلمة ترفض الجنة والرحمة والرضوان وتسير طوعا وراء خطوات الشيطان .
أختاه : تالله إن شرع الله يجعلك كريمة مصونة محفوظة وأنت ابنة , وكذلك وأنت زوجة , ثم يجعل الجنة تحت قدميك وأنت أم ثم يجعلك أما لتلك الأمة المسلمة . . فأنت صانعة الرجال ومربيـة الأبطال .
أختاه : أيتها الطاهرة . . يا بنت خديجة وعائشة وأسماء وصفية . . يا بنت الإسلام . . ألا تعلمين أن أعداء الإسلام لا يحاربون الإسلام إلا من خلالك . .
أترضين أن تكوني معولا يهدم به الإسلام بدلا من أن تكوني لبنة طيبة مباركة فى جدار الإسلام ؟ !
يا من كنت بالأمس تحملين هم الإسلام , إنهضي واحملي راية الإسلام خفاقة عالية وانفضي غبار الغفلة وتجملي بحجابك وحيائك واعلمي قدر الإسلام فى قلبك , بل واعلمي قدر نفسك فى ظل الإسلام .
أختاه : لقد قال أحدهم موضحا عدائه للإسلام : " كأس وغانية تفعلان فى تحطيم الأمة المحمدية ما لا تفعله المدافع والصواريخ " فحذار يا أختاه أن تكوني ممن يحاربون الله ورسوله", و حذار يا أختاه أن تكوني ممن يسعون لهدم الحياء والدين فى تلك الأمة المباركة .
وأخيرا فإني أهمس وأقول لك
أختاه اما تاقت نفسك إلى جنة الرحمن ؟ !
ها أنا أدعوك إلى الجنة فتأملى معى قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم " ( رواه الطبراني وصححه الألباني ) .
فيا له من أجر عظيم لمن تمسكت بدينها وحيائها وحجابها .
أختاه : كانت تلك الكلمات مقدمة لموضوع تلك الرسالة القصيرة التي أهديها إليك أختي المسلمة الغالية , واعلمي يا أختاه أنه لا راحة للقلب إلا فى رضا الله وفى طاعة الله , ولذلك فإنني أهدي إليك قوله تعالى :
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } ( الذاريات : 50 ) , فهيا نرضي ربنا ونفر إليه وهيا بنا نؤمن ساعة لعلها تكون آخر ساعة وبعدها نلقى النبي صلى الله عليه وسلم على الحوض ونعيش معه فى جنة الرحمن , وننظر إلى وجه الرحيم الرحمن .
إنها الجنة يا اختاه
إننا اليوم نسير فى طريقنا إلى الجنة . . ومع أول خطوة نخطوها نجد لافتة كبيرة مكتوب عليها " الحجاب قائد إلى جنة الرحمن " ولذلك فلابد أن نعرف فضائل ومزايا الحجاب .
الحجاب يجلب التقوى
قال تعالى { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } ( الأعراف : 26 ) , أي أنزلنا عليكم لباسين : لباسا يستر عوراتكم ولباسا يزينكم وتتجملون به { وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } , أي ولباس الورع والخشية من الله تعالى خير ما يتزين به المرء , فإن طهارة الباطن أهم من جمال الظاهر .
وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
الحجاب طهارة للقلب
قال تعالى : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } ( الأحزاب: 53 )
فعن عائشة أن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله إن نسائك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن , فنزلت آية الحجاب : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } ( الأحزاب: 53 ) .
فأثبتت تلك الآية أن الحجاب حائل بين المسلمين وبين شهوات النفوس وفتنة القلوب المريضة : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } ( الأحزاب : 32 ) .
الحجاب يجلب الحياء
قال صلى الله عليه وسلم : " الحياء من الإيمان والإيمان فى الجنة " ( رواه الترمذي وصححه الألباني ) .
إنه لا شك فى أن الحجاب يجعل المسلمة تشعر بقيمة نفسها فى ظل هذا الدين العظيم , بل إنه يجعلها تحذر دائما أن يصدر منها شيء يتنافى مع مظهرها الإسلامي الرائع , ولذلك فهو يقودها شيئا فشيئا إلى الحياء . . . والحياء يفرض عليها الحجاب وهكذا فإن الطاعة تؤدى إلى طاعة أخرى .
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها : " كنت أدخل البيت الذى دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى رضي الله عنه واضعة ثوبي وأقول : إنما هو زوجى وأبي , فلما دفن عمر رضي الله عنه والله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه " ( رواه أحمد وصححه الحاكم على شرط الشيخين ) .
الحجاب دعوة إلى الستر
قال صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة وضعت ثيابها فى غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل " ( رواه أحمد وصححه الألباني ) .
فمن حافظت على حجابها فقد فازت بستر الله عليها فى الدنيا والآخرة وكانت من أهل الجنة التى هى دار الستر .
الحجاب هو الفطرة
فالحجاب والستر هو فطرة المرأة فهي بطبعها لا تحب أن يراها أحد حتى إن المسلمة صاحبة الحياء تستحي والله من زوجها الذي أحلها الله له , فالفطرة تدعو إلى الستر وفطرة الحيوان تدعو إلى العري .
الحجاب عبودية لله
إنه مشهد من مشاهد العبودية لله , لأن الذى أمرها بذلك هو الله : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } ( النور : 31 ) .
والمسلمة التى تذعن لأمر الله هي التى امتلأ قلبها حبا لله , فقضية الحجاب ليست منفصلة عن شرع الله ومنهجه للحياة . . . إنها قضية ترتبط بالعقيدة والشريعة فى آن واحد .
الحجاب يقودك إلى حسن الخاتمة
يقول أحد السلف الصالح : إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيم أقامك , فإن أقام الأخت المسلمة فى الطاعة والحجاب فتلك منزلتها عند ربها , بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أراد الله بعبد خيرا إستعمله " قيل كيف يستعمله ؟ قال : " يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه " ( رواه الترمذي وصححه الألباني ) .
فإن وفقك الله للحجاب لآخر لحظة فى عمرك فقد استعملك فاسجدي لله شكرا أيتها الأخت الطاهرة .
الحجاب وقاية من العذاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما - وذكر منهما - ونساء كاسيات عاريات . . . " ( رواه مسلم ) فمن لبست حجابها فقد أبعدت نفسها عن عذاب الله عز وجل .
الحجاب عنوان للمرأة الحرة
فعن السدي " أن الفساق كانوا يؤذون النساء إذا خرجن بالليل فإذا رأوا عليها قناع ( حجاب ) تركوها وقالوا : هذه حرة , وإذا رأوها بغير قناع قالوا : إنها أمة فآذوها " فأنزل الله { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا }
( الأحزاب : 59 ) .
الحجاب عفة
لقد خاطب الله - عز وجل- العجائز من النساء اللاتى لا يرغب فيهن الرجال بهذا الخطاب فقال : { وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ } ( النور : 60 ) , أي لا حرج ولا إثم في أن يضعن بعض ثيابهن كالرداء والجلباب ويظهرن أمام الرجال بملابسهن المعتادة التى لا تلفت إنتباها ولا تثير شهوة { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } ( النور : 60 ) أي : غير متظاهرات بالزينة لينظر إليهن { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ } ( النور : 60 ) أي وأن يسترن بارتداء الجلباب ولبس الثياب كما تلبسه الشابات من النساء مبالغة فى الستر والتعفف خير لهن وأكرم وأزكى عند الله وأطهر .
الحجاب خطاب لكل مؤمنة
إن الله عز و جل لم يخاطب بالحجاب إلا كل مؤمنة تؤمن بالله واليوم الآخر . . قال تعالى : { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ } وقال تعالى { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } , وهكذا فإن الإستجابة لأمر الله لاتكون إلا من المؤمنة الصادقة التى لامس الإيمان شغاف قلبها
التبرج ومغبته
إن التبرج سبب لفساد المرأة المسلمة , ومن ثم لفساد الشباب المسلم والأمة تبعا لذلك .
ولذلك فلابد أن تعلمي يا أختاه أن :
التبرج دعوة إبليس
قال تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } ( الأعراف : 27 ) .
فإبليس هو أول من دعا إلى التبرج فوظيفته هتك الأستار وكشف السوءات وإشاعة الفواحش بين المؤمنين والمؤمنات .
التبرج ثقب كبير فى جدار العبودية
فإن المتبرجة عاصية لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاءها الأمر بالحجاب فأبت أن تذعن لأمر الملك جل جلاله واتبعت هواها واتخذته إلها من دون الله .
التبرج حرمان من دخول الجنة
قال صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " فقالوا : يارسول الله من يأبى ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " ( رواه البخاري ) .
التبرج من عمل الجاهلية الأولى
قال تعالى:{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}( الأحزاب : 33 ) فليس التبرج فى لبس القصير أو الشفاف فحسب , بل إن خروج المرأة لغير ضرورة وبدون محرم واختلاطها بالرجال فى الأسواق تبرج ومن أفعال الجاهلية التى نها عنها الشارع .
التبرج علامة على فساد الفطرة
إن فطرة الإنسان تميل دوما وأبدا إلى الستر . . أما التعري والتكشف فهو فطرة حيوانية لا يميل إليها أصحاب الفطرة السليمة , ولذلك فإنه كلما ازداد منسوب الإيمان فى قلب المرأة ازدادت حاجتها إلى ستر بدنها , لأن قلبها قد ازداد تعلقا بربها عز وجل الذى أمرها بالستر والعفاف .
التبرج يجلب الطرد من رحمة الله
قال صلى الله عليه وسلم : " سيكون من آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤسهم كأسنمة البخت العجاف إلعنوهن فإنهن ملعونات . . ." ( رواه أحمد وصححه أحمد شاكر ) .
التبرج مقترن بأكبر الكبائر
لقد روي أن أميمة بنت رقيقة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم : " أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى" ( رواه أحمد بسند حسن ).
التبرج يقود المرأة إلى النار
لقوله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار وذكر منهما نساء كاسيات عاريات . . " ( رواه مسلم ) .
التبرج عواقبه وخيمة
فمن بين تلك العواقب الوخيمة :
• شيوع الفواحش والرذيلة فى المجتمع .
• تدمير الرجال والنساء وصرفهم عن الأخلاق الحميدة .
• جعل المرأة سلعة رخيصة .
• انهيار الإقتصاد الإسلامي .
• التفكك الأسري وانعدام الثقة بين أفرادها .
• انتشار الأسقام والأمراض لشيوع الفواحش فى المجتمع .
• إهمال الواجبات الدينية وترك الجهاد .
• نزول العقوبات على الأمة فى الدنيا إضافة إلى عذابها فى الأخرة .
التبرج من علامات النفاق
قال صلى الله عليه وسلم : " . . . وشر نسائكم المتبرجات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم " ( رواه البيهقي وصححه الألباني ) .
التبرج من صنع اليهود
إن بيوت الأزياء اليهودية هي التى تنشر التبرج بين نساء المسلمين من خلال ما يسمونه بالموضة , وبكل أسف فإن أكثر المسلمات يستمعن لنداء اليهود ولا يستمعن لنداء رب السماوات والأرض ( فإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
التبرج دعوة لإشاعة الفواحش
فإن المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان فيراها الشاب المسلم فتكون سببا لفتنته , بل وصرفه عن دينه . . .
ولذا قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } ( النور : 19 ) , وكم سمعنا عن فواحش قد ارتكبت ومحارم قد انتهكت بسبب تبرج النساء , فنسأل الله أن يرد نساء المسلمين إليه ردا جميلا .
أختاه . . . تدبري وتأملي
هذه بعض شبهات المتبرجات والرد عليها فى أبسط عبارة : -
- تقول المتبرجة : إننى أحب الله وهذا يكفي .
- نقول لها: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } ( آل عمران : 31 ) .
- تقول : إن الدين يسر .
- نقول لها : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ } ( البقرة : 185 ) , ولقد أمر الله بالحجاب للتيسير .
- تقول : إن التبرج أمر هين .
- نقول : { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ } ( النور : 15 ) .
- تقول :إنني صغيرة وسوف أتحجب عندما أكبر .
- نقول : الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا .
- تقول : سوف أتحجب بعد الزواج .
- نقول : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " , فقد يحرمك الله من الزواج .
- تقول : إن زوجي لا يرضى بالحجاب .
- نقول :" لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق " ( رواه أحمد وصححه الألباني ) .
- تقول : أتحجب عندما أقتنع بالحجاب .
- نقول : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } ( الأحزاب : 36 ) .
- تقول : أن الحجاب يعوق عن العمل والتعليم .
- نقول : عفة المرأة أعظم من كل شيء ورضا الله وجنته أغلى من كل شيء .
- تقول : أخشى من سخرية الناس .
- نقول : لك الفخر والمثوبة , فلقد استهزءوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو طريق الأنبياء والصالحين .
- تقول : لا أطيق الحجاب فى الصيف و الحر .
- نقول : { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا } ( التوبة : 81 ) .
- تقول : المجتمع كله هكذا .
- نقول : تلك والله أسوأ مقالة لأهل النار فقد قالوا : { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } ( الزخرف : 23 ) .
وقال تعالى : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } ( الأنعام : 116 ) .
- تقول : إن طهارة القلب تغنى عن الحجاب .
- نقول : لو طهر القلب لاستقامت الجوارح فقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألآ وهي القلب " ( متفق عليه ) .
أختاه :كانت هذه بعض شبهات المتبرجات والرد عليها فى إيجاز خشية الإطالة .
وهاهي الشروط التي يجب أن تتوافر فى حجاب الأخت المسلمة :-
1) استيعاب جميع البدن .
2) أن لا يكون زينة فى نفسه .
3) أن لا يكون مبخرا أو مطيبا .
4) أن لا يكون ضيقا يصف شيئا من جسدها .
5) أن يكون صفيقا لا يشف ( أي يكون سميكا لا يكشف جسدها ) .
6) أن لا يشبه لباس الرجال .
7) أن لا يكون لباس شهرة , وثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس .
8) أن لا يشبه ملابس الكافرات , فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " ( رواه أبوداود وصححه الألباني ) .
فهذه هي شروط الحجاب فى إيجاز شديد .
أختاه : إعلمي أن الحجاب امتثال لأمر الله جل وعلا , ولذلك فلا بد أن تتوافر فيه الشروط التى أسلفناها وذلك لأننا نرى فى تلك الأيام حربا على الحجاب باسم الحجاب فنجد أن بعض بيوت الأزياء تعرض لنسائنا حجابا ( بينه وبين الحجاب حجاب ) فهو دعوة لتبرج الحجاب وللحجاب المتبرج . . فابحثي يا أختاه عن الحجاب الذي يرضي عنك الله عز وجل , فهيا أيتها المؤمنة الصابرة فى زمن الغربة الثاني . . افتحي صفحة جديدة مع الله وتذكري قوله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } ( الحديد : 16 ) .
. . . . تالله لقد آن الأوان يا أختاه لتتوبي وترجعي ولسان حالك ومقالك : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } ( طه : 84 ) .
وإياك أن تقنطي من رحمة الله فإن رحمته وسعت كل شيء فتذكري قوله : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ( الزمر: 53 ) .
وأخيرا يا أختاه كانت هذه الرسالة من أخ مشفق عليك من نار جهنم . . رسالة من أخ يدعو الله ليلا ونهارا أن يرحم كل أخت مسلمة وأن يجمعهما بنساء النبي صلى الله عليه وسلم في جنته ومستقر رحمته .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك , وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
المشفق عليك
محمود المصري
( أبو عمار )
تمت بحمد الله عز وجل
لاتنسوا من قام بكتابتها على الحاسب بالدعاء له
ولا تنسونى بالدعاء بأن يتمم الله وضعى على خير لأنى باقى لى أيام

tota_mody_95 @tota_mody_95
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




وحده شئ
•
راجيه منابر النور :
جزاكي الله كل خير وجزى الله من قام بكتابتها خيرآ واتم الله وضعك على خير ورزقك السلامه اللهم امينجزاكي الله كل خير وجزى الله من قام بكتابتها خيرآ واتم الله وضعك على خير ورزقك السلامه اللهم...
الصفحة الأخيرة
وجزى الله من قام بكتابتها خيرآ
واتم الله وضعك على خير ورزقك السلامه اللهم امين