ورده الجوري @ordh_algory
فريق الإدارة والمحتوى
~ أختــي فـي الله أوصيـــــكِ ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي في الله أوصيكِ
الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته، فمنهم من أطاعه ومنهم من تكبر على طاعته، وقد أعدّ للعصاة ناراً وأعدّ للمتقين جنته، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وجميع صحابته.. أما بعد..
أختي في الله لقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » .
فمن هذا المنطلق كان لزاماً أن أحب لكِ ما أحب لنفسي، وذلك بأن أقدم إليكِ هذه الوصايا التي أوصي بها نفسي أولاً، ثم أوصيكِ لأنك أختي في الله ثانياً، ثم أوصي بها كل من قرأها من المسلمين ثالثاً، وأسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها وسامعها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أختي في الله أوصيكِ أولاً بتقوى الله، ومن تقواه أن تخلص كل أعمالكِ له سبحانه وتعالى، فبالإخلاص يكون الخلاص من الشرك وشوائبه التي قد تحبط العمل، قال الله تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } ، وقال سبحانه وتعالى: { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } ، فالإخلاص شرط أساس لقبول العمل الصالح، ويتبعه شرط آخر وهو تجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، فاحرصي رعاكِ الله أن تجرد الإخلاص لله وحده، وأن تجرد المتابعة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
أختي في الله أوصيكِ ثانياً ببر الوالدين والإحسان إليهما إن كانا على قيد الحياة، أو الدعاء لهم والترحم عليها إن كانا ميتين، فقد أمرنا الله بأعظم أمر وهو ألا نعبد إلا إياه، وقرن مع هذا الأمر الإحسان إلى الوالدين.. قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } ، ونهانا أيضاً سبحانه وتعالى أن نقول لهما: أُفٍّ وذلك لما قاما من خدمة ورعاية لنا في وقت كنا في أمس الحاجة إلى الرعاية. فهذا النهي على هذا القول المكون من حرفين قد نزل في القرآن، قال سبحانه وتعالى: { فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَ } فكيف بغيرها من الأقوال والأفعال..
ألا يدل ذلك على عظم شأنهما. فاحرصي حفظني الله وإياكِ على ألا تسمعهم إلا قولاً معروفاً، ولا تريهم إلا عملاً مرضياً حتى تنال أجر برّهما، ففي برّهما الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
أختي في الله أوصيكِ ثالثاً بالمحافظة على الصلوات وعدم تأخيرها عن وقتها. فيا ويل من قلل من شأنها ولم يعطها أي اهتمام، ألم تقرأ قول الحق سبحانه: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } ، فهذا وعيد من فاطر السماوات والأرض لمن سها عنها فكيف بمن تركها والعياذ بالله؟!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر » فيا سوء حال من كفر لأنه مخلد في سقر.
فاحرصي أختي ولا تركني إلى الكسل ففي أداء الصلاة نشاط للأبدان وراحة للوجدان، وردّ لكيد الشيطان، وذلك لمن أداها حق الأداء. فهي صلة بين العبد وربه، ففيها يناجيه ويتذلل بين يديه، وبذلك من العذاب ينجيه، وبالجنان يجزيه أليس هذا مناكِ؟!.. نعم هذا مناي ومناكِ، فهلا حرصنا على عدم تأخيرها وفقني الله وإياكِ.
أختي في الله أوصيكِ رابعاً بفعل الأوامر واجتناب النواهي وذلك فيما يحبه ويرضاه، فهذه هي العبودية الخاصة، فبقدر تحقيقك للعبودية يكون قربك من الله. وأكمل الخلق تحقيقاً للعبودية هو نبيّنا وقدوتنا وخير هاد لنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. فكوني أختي من أتباعه الصادقين الذي بيّن الله لنا بعض أوصافهم في كتابه الكريم، يقول المولى عز وجل: { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } .
ويقول سبحانه وتعالى: { الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } ، ويقول عز من قائل: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } ، ويقول جل وعلا: { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } ، نسأل الله أن يجعلنا منهم، وأن يحشرنا في زمرتهم.. وانتبهي أختي إن كنتِ راجياً خائفاً ألا تكون ممن اتخذ إلهه هواه، ولكن كن ممن قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به » .
أختي في الله أوصيكِ خامساً بحفظ الفروج واللسان؛ فهما مفتاحان لكل الشرور، فمن ضمنهما ضمن له الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة كما في الحديث: « من يضمن لي ما بين فكيه وفخذيه أضمن له الجنة » فاحرصي رعاكِ الله على أن تكون من الوارثين الذين من أوصافهم { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } ، وإياكِ والاستهانة باللسان، يقول قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً » فاحرصي ألا تسخط الله وأنتِ لا تدري.. وتجنبِ الكذب وإياكِ إن كنتِ مازحه، والغيبة والنميمة والسخرية وغيرها مما يسخط الله، وعوّدي لسانكِ على الكلام الحسن من ذكر الله { أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ، وإن لم يكن ذلك « قل خيراً أو اصمت » فهذا العلاج الأمثل أعانني الله وإياك عليه.
أختي في الله أوصيكِ سادساً بالإكثار من الأعمال الصالحات فبها يثقل الميزان، فسوف يأتي عليكِ يوم تكون في حاجة إلى أن يثقل ميزانك، فاحرصي أرشدك الله على ألا تضيع أوقاتك في المباحات فضلاً عن المحرمات، ولا تنظر إلى الدنيا بعين عجب فإن ما فيها سوف يزول، واجعلي تفكيركِ فيما أعدّ للمتقين من جنات وعيون، فالوقت يمضي وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت.
أختي في الله أوصيكِ سابعاً بالتفقه في الدين وذلك بطلب العلم الشرعي فالعلم كثير والجهل كثير والوقت يسير؛ فبالعلم تعبد الله على بصيرة، وتسلم من البدع الصغيرة والكبيرة، وأول ما يجب عليكِ تعلمه وتفقهه هو كلام الله، فلم ينزل من السماء عبثاً وإنما كي نعلمه ونعمل به، ففيه دليل العبد إلى ما يحبه المعبود ويرضاه، وعليك بأهل العلم الراسخين الموثوق من علمهم وأمانتهم الموقعين عن رب العالمين، فاحرصي لنيله تجدي سبيلاً. أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً، ونسأله أن يجعله حجة لنا لا حجة علينا.
أختي في الله أوصيكِ ثامناً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فكوني راحمه بالمذنبين مشفقاً على الغافلين؛ لأنهم اتبعوا خطوات الشيطان ولم يذوقوا حلاوة الإيمان، فأنتِ بهذا تدعيهم إلى سبيل المتقين، فهي وظيفة المرسلين وأفضلهم الذي أرسل رحمة ًللعالمين فكوني مثله رحيمه... واعلم أن من الحكمة إنكار المنكر كبيراً كان أم صغيراً.
وليس من الحكمة التساهل في المحرمات ولكن بالموعظة الحسنة وبالدعوة الصادقة، واعلم أنكِ لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء لذلك { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ( 21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } وعليكِ في كل أمور الدعوة بالصبر كما أوصى لقمان ابنه { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } ، نسأل الله أن يجعلنا من الداعين إلى سبيله إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
أختي في الله أوصيكِ تاسعاً بمصاحبة الأخيار الذين بمجالستهم يكثر زادكِ، ويقوى إيمانكِ، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر: الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، هؤلاء لا تعد عيناكِ عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، وإياكِ إياكِ من مجالسة أهل الشر وإن كان منهم أخوكِ فلن تكسب منهم إلا الخسارة، وامتثل قول الحق سبحانه: { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } .
ولا تصحب أخا الفسق وإياك وإياه
فكم من فاسق أردى مطيعاً حين آخاه
فاحرصي على مصاحبة الأخيار ولا يزين لكِ الشيطان الأعذار، فهم كرائحة المسك ومن الذي يأنف من رائحة المسك، وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
أختي في الله أوصيكِ عاشراً بالاستعداد للموت وسكرته، والقبر وضمّته. والموقف وشدته، والصراط وزلته. فكوني أختي على استعداد تام في أي وقت كان فأمامك تلك الأهوال.. موت وسكرة كنت منها تحيد، وقبر وضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ، وموقف وشدة فيه { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } ، في ذلك الموقف الذي تجاهلنا { وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } ، في ذلك الموقف { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } ، في ذلك الموقف { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى } .
أختي في الله تذكر أنكِ ستقف بين يدي الله، وستسأل عن كل عمل عملته صغيراً كان أم كبيراً، قال الله تعالى: { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } ، سترى تلك الأعمال التي عملتها ولم تبال بنظر الله إليك إما إلى الجنة وما فيها من النعيم، وإما إلى النار وما فيها من العذاب المقيم، فعندها يندم المفرطون ويفرح المحسنون..
يا له من يوم عظيم يجب علينا أن نستعد له أيما استعداد وذلك بالتوبة النصوح والإكثار من الأعمال الصالحات.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يجعل الجنة هي دارنا، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،، فالخذلان كما قال ابن القيّم أن يكلك الله إلى نفسك، نعوذ بالله من الخذلان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
.قطفته للفائده.
محبتكم في الله
ورده الجوري
:26:
18
887
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
غاليتي وحبيبة قلبي ...
وردة الجوري ...
كعادتك دائماً ...
تنشرين ورودك أينما حللتِ ...
وروداً تماثلكِ روعة ...
بعبيرها وشذاها الفواح ...
لا عدمناكِ ...
وردة الجوري ...
كعادتك دائماً ...
تنشرين ورودك أينما حللتِ ...
وروداً تماثلكِ روعة ...
بعبيرها وشذاها الفواح ...
لا عدمناكِ ...
احبتي في الله
ميران - بائعة الورد -ام طوري - الغنادير
جزاكم الله كل خير على ردودكم ودعواتكم الطيبه
محبتكم في الله
ورده الجوري
:26:
عزيزتي الغالية
ورده الجوري
بارك الله فيك
فعلا والله انها وصاااايا ودرر قيمة جدا
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة
مررت هنا...
وابت نفسي ان امر دون تعليق..............
جزاك الله اخيتي وردة الجوري خير الجزاء على هذه الوصايا........
وهنيئآ لمن ستعمل بها فقد فازت برضوان الله تعالى.........
أثابك الله وجعله في موازيين حسناتك..........