
تسير الدُّنيا كعقارب السَّاعة
المُشبعة بشهيق الزمن،
والغارقة في ترادفِ أيامها العابثة..!
الدُّنيا كطاحونة تدور في مهب الريح
والعمر في سجالٍ
مابين إدبار وإقبال،
ونحن في غفلة الأيام..
نسبح في خيالات عالمنّا الزائل
فتتفاقم معضلة الوقت الضائع
مع زمنِ العصيان..!
أختي المؤمنة:
للوقتِ ثمنٍ وقيمة
وموعد إفلاس..
ووقتنا وعبادتنا في رمضان طاعة
وعتاد آخرة لجنةٍ عرضها السموات والأرض..
فلنحرص أن تكون خواتيم أعمالنا فيما يُرضي الخالق،
وأن نُوقظ في أعماقنا بوادر التوبة والاستقامة قبل انقضاء الأنفاس.
قال تعالى: ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ )
فالله - سبحانه وتعالى - لم يخلقنا عبثاً،
ولم تكن الجنة والنار إلا للثواب والعقاب،
ونهاية طريقا النور والظلام..!
فليكن وقتنا محفوفاً بعبادته وطاعته
واستغلاله فيما يُضيء عتمة قبورنا،
ويبدد صديد قلوبنا البعيدة عن ذكره وشكره ..!
فالساعات.. مُخاض الزمن المُتبقي من أعمارنا
والدقائق.. نداء لاستدراك أخطائنا المنصرمة،
أما الثواني.. فهي نذير بأن ( الوقت كالسيف أن لم نقطعه سيقطعنا )
عزيزتي:
شهر رمضان..
سكون يملأ أنفاس الوجود روحانية
وموسم عبادة يزرع بيادر الروح الظامئة بالإيمان والتقوى..!
شهر رمضان..
قناديل هدى، ونهر حسنات..
فاغتنمي هديّة الرحمن
وضاعفي الأجور بالاجتهاد،
وحافظي قدر وسعكِ على قلبكِ من حبائل الشيطان،
وصوني سمعكِ، وبصركِ، وفؤادكِ
عما لاينبغي في شهر الصيام..
فرحلةِ الصيام تجنيد للمؤمن
وفرصة عظيمة للتغيير وتهذيب النفس
وتطهيرها من الأردان والآثام..
واعلمي أن صيام الجوارح لا ينقضي بغروب الشمس أخر ليلة من رمضان.
فشرع الله دائم على مرِّ الأعوام.
وكما حافظتِ على الصلاة بركوعها، وسجودها، وخضوعها
وذرفتِ الدمع بين يدي الله.
فأبقِ على هذا الكرم الإلهي بقية عمركِ وفي سائر عباداتكِ.
فمن ذاقَ لذة القرب إلى الله
وطمعَ بعبق نفح الجنان
وأرتشفَ طمأنينة الوجدان
وتسابقَ لمعارج الرحمة
والمغفرة والعتق من النار
فلن يرضى بالخسران ،
ولن يقطع طريق النور للأمنيات الخالدة..!
أختي الحبيبة:
نبضات السَّاعة في تسارع
وشهر الغفران انتصف هلاله،
وضاقت أنفاس حكاياته..
فهل ملأتِ صندوق حسناتكِ بالأعمال الصالحة،
وآنستِ وحشة فؤادكِ بأنوار القرآن والصدقات؟
فالوقت الذي يذهب لن يعود
وحسرة الندم ستحفر ندباتها الغائرة في عمر تقصيرنا..!
فــــ فناء الوقت بلا فائدة أمراً محاسبون عليه يوم القيامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ،
وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ )
فلنترك لنّا صدقة جارية قبل رحيلنّا
وعملاً صالحاً يطرق أبواب الجنة،
ويشهد لنّا لا علينّا يوم لا ينفع مال ولا بنون..
ولنحمد الله ونشكره على نعمة الوقت، وهبة العمر،
ولنستغلها في الطاعات، واستثمار الصالحات الباقيات،
ولنتزود بالتقوى فهي خير زاد،
وطوق نجاة من المعاصي..!
ابتهال:
إلهي.. وقف السائلون ببابكَ، ولاذ الفقراء بجنابكَ،
ووقفت سفينة المساكين على ساحل جودكَ وكرمكَ
يرجون العبور إلى ساحة رحمتكَ ونعمتكَ،
ورفعوا أكف ضراعةً وتذللاً ، وذرفوا دمع ندماً وتوسلاً.
إلهي لاتحرمهم لذة قربكَ،
والنهل من نهر رحمتكَ، وفيض عطفكَ.
إلهي اجعلهم ممن يدلفون من باب الريان،
ويشربون من نهرِ الكوثر يارحمن!!
التي تشل فتيل الهمة حينما تفتر النفس .. ولم يتبقى من أيام شهرنا الا القليل وفيها يكون الحصاد والثمرة
فلنحمد الله على تبليغه لنا هذه الأيام بحسن الاجتهاد وجميل العمل
"وكما حافظتِ على الصلاة بركوعها، وسجودها، وخضوعها
وذرفتِ الدمع بين يدي الله.
فأبقي على هذا الكرم الإلهي بقية عمركِ وفي سائر عباداتكِ."
كم نحن في غفلة عن أن نغتنم عمرنا كله بالطاعة فتكون السنة كلها رمضان .. ولكن قلوبنا مع الأسف تتيقظ لحظات وتغفل أيام
مع أننا نحن الرابحون من طاعتنا
شكرا لك مشرفتنا الفاضلة .,,, راائع ماخطيتيه .. جعله المولى في ميزان حسناتك