القــــرآن في قلبي

القــــرآن في قلبي @alkran_fy_klby

عضوة شرف في عالم حواء

أخطاؤنا تحت المجهر

ملتقى الإيمان





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله مسائكم بكل خير وسرور



أخطاؤنا تحت المجهر محاضره رائعه لدكتور عائض القرني









الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء

والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.أما بعد..

ففي هذه الأوراق سأجعل أخطاء يقع فيها أمثالي من
المقصرين تحت مجهر النقد لكي نكتشف عبر ذلك
موضع الخطأ فنعالجه بحكمة قبل أن يستفحل
ويضرب أطنابه في أرض الدعوة الإسلامية.
وليعلم أنني بهذه الأخطاء لا أقصد فئة من الفئات
أو طائفة ما، فأنا أقصد نفسي أولاً، وأنا شهيد على
نفسي بذلك كما قال سبحانه وتعالى:
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ)).
ووضع هذه الأخطاء تحت المجهر تم لأمور:






ا- أن هذا واجب شرعي.

2- أن لا يأتي غيرنا ويشخص لنا أخطاءنا ويضع لها الحلول الخادعة، فنحن أولى منه بذلك.
3- أن عقلاء الأمم ونبلاء الناس يداوون أخطاءهم على مر التاريخ.
إذاً فلا تثريب علينا أن نذكر أخطاءنا ليغفر الله لنا ولكم وهو أرحم الراحمين.
والمجهر الذي سنضعها عليه هو مجهر الكتاب والسنة،
مجهر محمد صلى الله عليه وسلم، حسب ما يتصوره المجتهد المقصر
.









من أخطائنا:


1- قلة الإنصاف وعدم العدل الذي نفقده كثيراً في
أحكامنا وفي أقوالنا. يقول سبحانه وتعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ
لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ))، ويقول عز اسمه:
((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى))،
والمعنى: قولوا العدل واحكموا بالعدل..

ولا يحملكم بغض الآخرين وعداوة الآخرين على أن تجحفوا في الحكم.






قال ابن كثير في قوله سبحانه وتعالى: ((وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا))
قال: صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام.
وقال سبحانه: ((فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا))،
فاتباع الهوى يحملنا على ألا ننصف. فترانا نضخم
الحسنات إذا كانت لنا ونصغر الحسنات إذا كانت لغيرنا.






وقال سبحانه وتعالى على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم:
((وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ))، فهو عادل صلى الله عليه وسلم في أحكامه.
بل قال صلى الله عليه وسلم كما في سنن النسائي :
(وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا)
(1) فلا يقول إلا كلمة الحق صلى الله عليه وسلم
مع عدوه ومع صديقه.. وهذا منهجنا.. وقد افتقدناه
لا على مستوى الجماعات ولا على مستوى الأفراد.
في الصحيح أنه (أتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
بشارب خمر قد شرب الخمر أكثر من خمسين مرة،
فقام الصحابة فضربوه وعزروه.. فقال أحدهم:
أخزاه الله ما أكثر ما يؤتى به في شرب الخمر.
قال صلى الله عليه وسلم: لا تقل ذلك، لا تعينوا الشيطان
على أخيكم، فوالذي نفسي بيده ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله) (1) .







حاطب بن أبي بلتعة سرب أخباره صلى الله عليه وسلم للكفار،
وهي جريمة كبرى، فلما أتي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليحاكمه قال عمر :
(يا رسول الله دعني لأضرب عنقه فقد نافق.
قال: يا عمر ، وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
(1) فاحتسب له صلى الله عليه وسلم حسناته التي قدمها في بدر ولم ينسها صلى الله عليه وسلم.
وكان أهل السنة والجماعة منصفين يحكمون بالعدل ويقومون به،
ومن قرأ تراجمهم عرف ذلك.. وأوضح مثال على ذلك ما يفعله
ابن تيمية شيخ الإسلام و الذهبي و ابن كثير و البرزالي و المزي
وغيرهم كثير حينما يتكلمون على الأشخاص.







تكلم الذهبي عن قتادة بن دعامة السدوسي الذكي العملاق
الذي أصيب ببدعة يسيرة من التشيع، فذكر بدعته فقال:
ولا نقره على بدعته مع العلم أنه رأس في الزهد
ورأس في التفسير ورأس في العلم.
فما أحسن الإنصاف!


ذكر البخاري في الأدب المفرد قوله صلى الله عليه وسلم:
(أحب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما،
وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً) (1) .
إن العاطفة في حب الناس أو في الحكم على الناس توقفنا أمام
طرفين غير مقبولين: إما المدح المفرط، أو الذم المفرط، وكل الطريقين خطأ.











18
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

القــــرآن في قلبي
فعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا


2- تأثرنا بطريقة علماء الكلام الذين
طولوا في العقيدة والذين توسعوا في العبارات
وأكثروا القعقعة والتشدق، حتى قال الشافعي فيهم:
رأيي في أهل الكلام أن يطاف بهم في العشائر والقبائل
ويضربوا بالجريد والنعال ويقال لهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة!

ونحن نعلم جميعاً أن عقيدتنا سهلة ميسرة..

لا تحتاج لكل هذه التشدقات والطلاسم التي نفرت
الناس من الدين لأنهم ظنوا أنه لا يستطاع.
ومن أراد أن يعلم ذلك فليقرأ كتاب
التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
أو كتب ابن تيمية الموجهة لـأهل السنة كـالواسطية مثلاً..
ليرى مدى يسر هذا الدين، فهو كما قال تعالى عن القرآن:
((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ)).
وأنا أسأل شباب الإسلام: هل يلزمنا في كل مسألة
نعرضها على عامة الناس أن نذكر من خالفنا من
الطوائف كـالجهمية و المعتزلة و الأشاعرة و
القدرية و الجبرية و المرجئة و الرافضة و الخوارج ؟
لا.. فهذا إشغال لهم بالردود والمناقشات حتى يصعب
عليهم الدين كله، وهذا مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
3- تسمية البطالة زهداً.. قال ابن تيمية رحمه الله في المجلد العاشر
من الفتاوى : الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.
فالإسلام حياة وعمل، وإنتاج ومزرعة، وفلاحة ونجارة،
وورشة ودكان.. هذا هو الإسلام.
فالإسلام لا يعترف بالتصوف الهندوكي الذي قتل الهمم أمام طلب الرزق.
قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (ما كل أحد طعاماً قط خيراً
من أن يكل من كسب يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده) (1) .
والصحابة كثير منهم كانوا تجاراً، فـأبو بكر تاجر.. وعثمان تاجر..
وابن عوف تاجر.
وكان منهم الفلاحون.
أعلم أن كثيراً من المقصرين من أمثالي تأثروا بالأحاديث
الضعيفة والموضوعة في الزهد وترك الدنيا.. مثل أحاديث
إحياء علوم الدين ، وقوت القلوب ، والرعاية للمحاسبي ،
وصفوة الصفوة لـابن الجوزي .. فأماتوا أنفسهم!
يقول صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم حبلاً ليحتطب
ويبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (1) .
.
فمعنى أن نترك الدنيا والتجارة وطلب المال والرزق الحلال
لغيرنا بحجة أن الدنيا فانية.. وان الله سوف يحاسبنا على الأموال..
أن يبقى في رأس القائمة (اليهود )، فهم أغنياء العالم اليوم يسيرون
السلاح والاقتصاد والإعلام والسياسة والقرارات ونبقى نحن متخلفين في آخر الركب.
فإذا أردنا عمل مشروع ما نادينا بعد صلاة الجمعة لجمع
التبرعات وبكينا في الموعظة وأبكينا، ثم يتبرع لنا بالريال
وبالعشرة وبالخمسين!! فهذه بطالة!!

وقد تعرض الشيخ عبد الرحمن الدوسري في أول

تفسيره لهذا المعنى فليراجع.

كثير من الشباب يترك الوظيفة.. ويترك التجارة والعمل في الورشة..
والعمل في المتجر.. بحجة الزهد، وأنها تشغل عن طاعة الله، فيبقى
عالة يتكفف الناس. يقترض من هذا وذاك ويموت مديوناً.
وإذا سألته من يرزقك؟


قال: الرزاق هو الله.. لكن من جيوب إخوانه!!!

4- عدم مراجعة الأخطاء والاستفادة من التجارب:
قال سبحانه وتعالى لأهل أحد:
((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)).
فلماذا لا نستفيد من خطأ الأول وندرسه ونجتمع له ونحلله؟
وقال تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم لما تصرف باجتهاده في أسرى بدر
: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ)).
وقال له لما أذن لمجموعة من المنافقين بالتخلف:((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم)).
وفي صحيح البخاري أن أبا ذر عير بلالاً .. وقال: يا ابن السوداء.
فحاكمه صلى الله عليه وسلم وقال: (أعيرته بأمه) (1)
حتى لا يعود لها مرة ثانية.
عمر رضي الله عنه لم يكن يولي من ارتد من الناس ثم
عاد إلى الإسلام إمارة الجيوش.. لأنه استفاد من
خطئهم فهو لا يأمنهم على جيشه في المعركة.
إذن لماذا لا نقرأ ملفاتنا السابقة في العمل والدعوة
والجهاد.. هل تقدمنا أم تأخرنا؟

هل أحسنا أم أخطأنا؟

ولماذا يدعى أن الناس أصبحوا في صحوة
وأنهم عادوا إلى الله، وليس للشباب أخطاء تذكر،
وأن تربيتهم مجيدة وعلمهم الشرعي متوفر.

فإذا جئت تنصح.. قالوا: لا تشق الصف، ولا تثر الغبار،
ولا تكن حجر عثرة، ولا تثر فتنة على المسلمين.
5- عدم عذر المجتهد المخطئ في المسائل القابلة للاجتهاد:
فالله ركب الناس على أن يختلفوا في جزئيات من جزئيات الحياة وكذلك الشريعة.
وللعلماء عذر في اختلافهم، وقد كتب ابن تيمية رحمه الله كتاب
(رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) بين فيه عذر المختلفين ولماذا اختلفوا؟
والغريب أن يرى البعض منا أنه لا بد أن يتفق العلماء
على كل جزئية من الجزئيات،
وهذا متعذر جداً في فرعيات الشريعة وفي أساليب الدعوة.
6- إعطاء المسائل أكبر من حجمها، أو التشاغل بقضايا غير
واقعية أو غير واقعية في حياة الناس عن أهم منها.
فدين الله وسط بين الغالي والجافي
((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) ،
((قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا))
قال المتنبي :








القــــرآن في قلبي
]فوضع الندى في موضع السيف في العلى مضر كوضع السيف في موضع الندى






وأنا أقول ليس في الدين قشور، لكن أقول أيضاً: قد أخطأ
من يجعل بعض المسائل المختلف فيها من أصول الإيمان أو الإسلام.
إن كثيراً ممن يعظ يبدأ الناس أولاً بمسألة اللحية أو الثوب،
الواحد منهم قد لا يصلي أو يأكل الربا أو يشرب الخمر أو يزني أو يرتكب شيئاً من شعب الشرك!
وبعضهم على الطرف الآخر يقول: هي قشور لم ترد بها السنة! وهذا خطأ، فالأصل والعدل أن نعطيها حجمها ومساحتها.
الغيبة في القرآن ذكرت في آية أو في آيتين.. بينما التوحيد هو كل القرآن، فهذا هو المنهج القرآني.. أن ننزل المسائل منازلها.
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم أرسل معاذاً إلى اليمن وقال له: (ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله.. فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة) (1) ، فابتدأ بالتدرج معهم من الأعلى في الأهمية إلى الأقل.
قال سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ)) لكن انتظر حتى يصلك القرآن وحتى تتثبت مما يقال لك.
7- الفرار من الدعوة والمشاركة والتأثير بحجة الفتنة والحفاظ على الدين. وأنا لا أنكر أن العزلة قد تكون مستحبة أحياناً لبعض الناس في بعض الأحوال وفي بعض الأماكن، كعزلة أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه في عهد عثمان رضي الله عنه، لكن أن تكون صبغة عامة للإنسان أو يدعى إليها لتصبح ظاهرة في الصحوة.. فهذا ليس بصحيح.
والعجيب أنهم يستدلون بأحاديث فضل العزلة وينزلونها على زماننا كحديث أبي سعيد : (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع الفطر يفر بدينه من الفتن) (1) .



فتجد أحدهم يذهب من بيته إلى المسجد لا يشارك في الدعوة ولا في التأثير ولا
في معاونة إخوانه ولا في الاجتماع على الحق بحجة أن العصر مظلم.
قال صلى الله عليه وسلم: (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من
الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) (1) .
فإنك إذا خالطت وأوذيت خير لك من جلوسك آمناً في بيتك.. مع العلم أن هذا
لا يكون إلا نادراً في زماننا.. فالحمد لله.. الناس مقبلون على الخير.. وأهل الصلاح مقدرون من غيرهم ومحترمون.
8- عدم الرجوع إلى الذين يستنبطون العلم وهم العلماء في كثير من القضايا النازلة بالأمة.
قال تعالى: ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)).. والذين يستنبطونه هم أهل الفقه وأهل الرأي وأهل العقل.


9- عدم التجديد في مجال الدعوة وطرق الدعوة وأساليب الدعوة، فيجب على الشاب المسلم
والداعية أن يعلم أنه سوف يستطيع أن يقدم شيئاً لهذا الدين بشرط أن يتشارك مع زملائه
وإخوانه في التنسيق والابتكار في الدعوة.. فأنا عندي موهبة في الحديث وذاك في الأدب
وهذا في التخطيط وهذا في المال وهذا في الجسم، فإذا اجتمعنا جميعاً رفعنا راية هذا الدين بإذن الله سبحانه وتعالى.
10- تضخيم جوانب على جوانب.. فإن بعض أهل الطموح إذا عشق جانباً من جوانب الخير كالجهاد أو العلم استولى
عليه هذا الجانب حتى جعل الإسلام في هذا الجانب.
أعرف مثلاً شريحة من الشباب يدندنون بالجهاد صباح مساء، حتى تركوا طلب العلم الشرعي من أجل الجهاد،.
بل حملهم ذلك على التنقص من حلقات الدروس، وقال بعضهم: لا يفتي القاعدون.
فلماذا هذا التضخيم في هذا الجانب على حساب الجانب الآخر؟
ويقابله آخر يطلب العلم فيجعل العلم ليله ونهاره حتى يضر هذا بمسألة الجهاد.
والإسلام كل متكامل، ولا بد أن نعطي كل مسألة حجمها. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان
يلبس لكل حالة لبوسها، فهو خطيب على المنبر، ومعلم في الحلقة، ومجاهد في الجبهة.
11- تقصيرنا في التخطيط المسبق والدراسات المتأنية والانطلاق بعشوائية.. فقد يقوم جهاد
أو مشروع كبير بجرة قلم أو برأي طارئ.. ثم لا يحاسب هذا الذي بدأ المشروع أو بدأ الجهاد أو بدأ هذه القضية،
وكأنه معصوم أو يتحرك بمنطق الوحي.. والله سبحانه وتعالى طلب من رسوله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم وقال:
((وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ))، ((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ))، والرسول صلى الله عليه وسلم استشار الصحابة في أكثر من موطن.
12- اعتذار البعض عن الدعوة وعن المشاركة وعن التأثير بذنوبه وخطاياه.. وأن مثله لا يدعو الناس وأنه ينبغي عليه
أن يكمل فإذا كمل دعا! وهذا خطأ يخالف الكتاب والسنة ومنهج الصالحين.
قال سبحانه وتعالى: ((وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا)) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم :
(والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) (1) .
سأل تلميذ الإمام أحمد عن مسألة، فقال له الإمام: لماذا لا تأمر ولا تنهى؟

قال: حتى أكمل.
قال: أوه ومن الذي يكمل؟
فعلينا أن ندعو ولا نعتذر بالذنوب.
13- النظرة الإقليمية في دعوتنا، فإذا تحدثنا نتحدث وكأن البلد الذي أمامنا هو العالم الإسلامي،
وكأن الكرة الأرضية قد مثلت أمامنا بمشكلاتها وبمقتضياتها وبأطروحاتها وبما فيها في هذا البلد،
وهذا خطأ.. لأنه يجب علينا أن نخاطب العالم الإسلامي جميعاً: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) للناس جميعاً..
وقال سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)).

14- عدم احترام التخصص:

فقد كان السلف يرون أن من يتكلم في غير فنه يأتي بالعجائب. والرسول صلى الله عليه وسلم أقر مبدأ
التخصص مع أصحابه فجعل سيد القراء أبي ، وزيد بن ثابت للفرائض، وحسان للشعر،
وخالد بن الوليد للجهاد، فلذا ينبغي أن نجعله أسوة لنا في هذه القضية.
15- التقصير في تكثير سواد المؤمنين.. فالدين مبني على المراغمة.. مراغمة أهل الباطل، وهذه الكلمة لـابن
القيم في مدارج السالكين ، أي أن نظهر الإسلام بقوة في تجمعاتنا وفي لقاءاتنا وفي محاضراتنا..
مشى أبو دجانة في أحد مشية الخيلاء أمام الكفار، والخيلاء محرم إلا في ذلك الموطن، فقال صلى الله عليه وسلم:

(إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن) (1) .

فعلينا أن نكثر سواد الأخيار والمؤمنين في مثل الدروس والمحاضرات.

16- تقصيرنا في مد الجسور مع كثير من طبقات الناس، فقد نتوجه بالدعوة والتأثير والعلم والتربية والتوعية إلى شباب
الصحوة أو الطلاب أو أهل الخير، أو من فيه التزام، لكنا نترك طبقات وشرائح كبرى قد تكون أكثر من الطبقة التي نتحدث
إليها دون أي تأثير، كطبقة التجار وطبقة الجنود والفلاحين وطبقة عوام الناس.
17- الغلظة والفظاظة التي قد توجد فينا وعدم وجود اللين والبشاشة والبسمة الرائقة التي تجذب قلوب المدعوين.
فقد مدح الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم باللين فقال: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)).
إنه يجب علينا في هذه المرحلة أن نكسب الناس وأن نتألفهم، وقد تألف الرسول صلى الله عليه وسلم صناديد العرب بالإبل وبالمال والثياب..
فما الذي يمنعنا أن نتألف الإنسان بالبسمة والزيارة والتواضع؟
هذه أخطاؤنا التي عرضت لي.. فعرضتها لكم أحبتي.. لعلنا نتلافاها في قادم الأيام قبل أن نندم على عدم علاجها في مهدها، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


http://www.youtube.com/v/c7RX2wpdeRI?version=3&hl=ar_EG"></param><param
*هبة
*هبة
القــــرآن في قلبي
فعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا 2- تأثرنا بطريقة علماء الكلام الذين طولوا في العقيدة والذين توسعوا في العبارات وأكثروا القعقعة والتشدق، حتى قال الشافعي فيهم: رأيي في أهل الكلام أن يطاف بهم في العشائر والقبائل ويضربوا بالجريد والنعال ويقال لهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة! ونحن نعلم جميعاً أن عقيدتنا سهلة ميسرة.. لا تحتاج لكل هذه التشدقات والطلاسم التي نفرت الناس من الدين لأنهم ظنوا أنه لا يستطاع. ومن أراد أن يعلم ذلك فليقرأ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أو كتب ابن تيمية الموجهة لـأهل السنة كـالواسطية مثلاً.. ليرى مدى يسر هذا الدين، فهو كما قال تعالى عن القرآن: ((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ)). وأنا أسأل شباب الإسلام: هل يلزمنا في كل مسألة نعرضها على عامة الناس أن نذكر من خالفنا من الطوائف كـالجهمية و المعتزلة و الأشاعرة و القدرية و الجبرية و المرجئة و الرافضة و الخوارج ؟ لا.. فهذا إشغال لهم بالردود والمناقشات حتى يصعب عليهم الدين كله، وهذا مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم. 3- تسمية البطالة زهداً.. قال ابن تيمية رحمه الله في المجلد العاشر من الفتاوى : الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. فالإسلام حياة وعمل، وإنتاج ومزرعة، وفلاحة ونجارة، وورشة ودكان.. هذا هو الإسلام. فالإسلام لا يعترف بالتصوف الهندوكي الذي قتل الهمم أمام طلب الرزق. قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (ما كل أحد طعاماً قط خيراً من أن يكل من كسب يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده) (1) . والصحابة كثير منهم كانوا تجاراً، فـأبو بكر تاجر.. وعثمان تاجر.. وابن عوف تاجر. وكان منهم الفلاحون. أعلم أن كثيراً من المقصرين من أمثالي تأثروا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في الزهد وترك الدنيا.. مثل أحاديث إحياء علوم الدين ، وقوت القلوب ، والرعاية للمحاسبي ، وصفوة الصفوة لـابن الجوزي .. فأماتوا أنفسهم! يقول صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم حبلاً ليحتطب ويبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (1) . [دخل عمر رضي الله عنه وأرضاه المسجد فوجد شباباً يتعبدون، فقال: من يرزقكم طعامكم؟ قالوا: الله! ثم قالوا: جيراننا. قال: جيرانكم خير منكم. ثم قال: انتظروني قليلاً.. فأغلق باب المسجد وظنوا أنه سيأتي لهم بطعام.. ولكنه أتى بالدرة فضربهم حتى أوجعهم!!] . فمعنى أن نترك الدنيا والتجارة وطلب المال والرزق الحلال لغيرنا بحجة أن الدنيا فانية.. وان الله سوف يحاسبنا على الأموال.. أن يبقى في رأس القائمة (اليهود )، فهم أغنياء العالم اليوم يسيرون السلاح والاقتصاد والإعلام والسياسة والقرارات ونبقى نحن متخلفين في آخر الركب. فإذا أردنا عمل مشروع ما نادينا بعد صلاة الجمعة لجمع التبرعات وبكينا في الموعظة وأبكينا، ثم يتبرع لنا بالريال وبالعشرة وبالخمسين!! فهذه بطالة!! وقد تعرض الشيخ عبد الرحمن الدوسري في أول تفسيره لهذا المعنى فليراجع. كثير من الشباب يترك الوظيفة.. ويترك التجارة والعمل في الورشة.. والعمل في المتجر.. بحجة الزهد، وأنها تشغل عن طاعة الله، فيبقى عالة يتكفف الناس. يقترض من هذا وذاك ويموت مديوناً. وإذا سألته من يرزقك؟ قال: الرزاق هو الله.. لكن من جيوب إخوانه!!! 4- عدم مراجعة الأخطاء والاستفادة من التجارب: قال سبحانه وتعالى لأهل أحد: ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)). فلماذا لا نستفيد من خطأ الأول وندرسه ونجتمع له ونحلله؟ وقال تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم لما تصرف باجتهاده في أسرى بدر : ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ)). وقال له لما أذن لمجموعة من المنافقين بالتخلف:((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم)). وفي صحيح البخاري أن أبا ذر عير بلالاً .. وقال: يا ابن السوداء. فحاكمه صلى الله عليه وسلم وقال: (أعيرته بأمه) (1) حتى لا يعود لها مرة ثانية. عمر رضي الله عنه لم يكن يولي من ارتد من الناس ثم عاد إلى الإسلام إمارة الجيوش.. لأنه استفاد من خطئهم فهو لا يأمنهم على جيشه في المعركة. إذن لماذا لا نقرأ ملفاتنا السابقة في العمل والدعوة والجهاد.. هل تقدمنا أم تأخرنا؟ هل أحسنا أم أخطأنا؟ ولماذا يدعى أن الناس أصبحوا في صحوة وأنهم عادوا إلى الله، وليس للشباب أخطاء تذكر، وأن تربيتهم مجيدة وعلمهم الشرعي متوفر. فإذا جئت تنصح.. قالوا: لا تشق الصف، ولا تثر الغبار، ولا تكن حجر عثرة، ولا تثر فتنة على المسلمين. 5- عدم عذر المجتهد المخطئ في المسائل القابلة للاجتهاد: فالله ركب الناس على أن يختلفوا في جزئيات من جزئيات الحياة وكذلك الشريعة. وللعلماء عذر في اختلافهم، وقد كتب ابن تيمية رحمه الله كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) بين فيه عذر المختلفين ولماذا اختلفوا؟ والغريب أن يرى البعض منا أنه لا بد أن يتفق العلماء على كل جزئية من الجزئيات، وهذا متعذر جداً في فرعيات الشريعة وفي أساليب الدعوة. 6- إعطاء المسائل أكبر من حجمها، أو التشاغل بقضايا غير واقعية أو غير واقعية في حياة الناس عن أهم منها. فدين الله وسط بين الغالي والجافي ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) ، ((قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)) قال المتنبي :
فعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا 2- تأثرنا بطريقة علماء الكلام...
هلابك هبتي الغاليه نورتي المحاضره
بردك الرائع كروعة روحك الطيبه ,اخلاقك العاليه
الله يرفع قدرك ويجزاك الجنه
ورده الجوري
ورده الجوري
....


جزاكـ الله خير على طرحكـ القيم جدا.
الله يجعله في ميزان حسناتكـ ’.
....