أخلاقي : الصدق
تخيلي أنه في يوم من الأيام .. كنتُ في الفسحة في المدرسة .. وجاءت إلي صديقتي العزيزة .. وهي تبكي بحرقة .. فهرولت لها وقلت : مابك ؟ أجيبي
قالت : سمعت من المعلمات إن معلمتنا منيرة ماتت .. فصعقت من الخبر وتوجهت إلى اقرب حائط لأضع يدي ورأسي .. وأبكي بكاء شديدا .. ما أجملها من معلمة .. كانت مخلصة تحب لنا الخير .. أحببناها لمحبتها لنا .. لم تكن معلمة فقط بل أم مربية لنا .. ياالله أقبلها واجمعنا بها في جنات النعيم .. وفي لحظات الألم والحزن الشديد .. جاءت صديقتي وهي تضحك وتقهقه .. وإذا بها تقول كنت أمزح معك ؟!
لم أتحمل هذا الموقف منها ودفعتها على الأرض وفارقتها لكذبها .. لا استطيع أن صف حالتي النفسية والجسدية من هذا الخبر .. ليس للموت بل هو حق على البرايا .. ولكن الكذب لا أحبه ..
ما موقفك لو حدث لكِ مثل هذا ؟ وكذبت عليك صديقتك وترتب عليه قضايا وتأثيرات ضارة ..
لاشك أن مثل هذه الأحداث تفرق بين الأحباب والأصحاب ، وتورث البغض والكره ، وتفكك بين الأفراد ، كما أنها قد تتعدى إلى وقوع الظلم على الآخرين .. مثل شهادة الزور ..
لاشك أنك تكرهين مثل هذا الخلق ..
هكذا ديننا دين الأخلاق الفاضلة .. حثنا على الصدق وحذرنا من الكذب في آيات وأحاديث كثيرة ..
منها :
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " متفق عليه.
الصدق من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ، والكذب محرم ومن كبائر الذنوب ، بل إن بعض أهل العلم يرى أن الكذبة الواحدة يستحق بها وصف الواقع في كبائر الذنوب . وعلى المسلم أن يجتنب هذه الخصلة الدنيئة ، والكذب كما قال أبو بكر -رضي الله عنه- مجانب للإيمان، مجانب للإيمان.
ومن الحديث السابق : نعلم أن الصدق مع البر والكذب مع الفجور ، وذلك أن الإنسان قد يكذب ويتساهل في الكذب ثم يؤدي به إلى الفجور وإذا أدى به إلى الفجور أوقعه في خصال أقبح من الكذب ، ومبدؤها هو الكذب ، والكاذب لا ثقة فيه ، فمن كذب واستمر فيه فقد انفتح على جميع أنواع الشرور والمعاصي بلا مبالاة .
ومن صدق وتحرى الصدق يعني اجتهد في تحري الصدق وبالغ ، فإنه يهديه إلى البر وما أحسن هذه الخصال ، خصلة الصدق والبر ، وانظر إن الصدق يهدي إلى البر ، ومن هدي إلى البر فقد ظفر بسعادة الدنيا والآخرة ، البر يجمع الأخلاق كلها ، الحسنة والواجبة ، التي بين الله وبين خلقه ، التي بينك وبين الله، والتي بينك وبين خلقه - سبحانه وتعالى- لأنه يشمل الأعمال القاصرة والأعمال المتعدية ، يشمل كل شيء ، وكل ذلك بخصلة الصدق .
وختاما :
روى أحمد عن أبي هريرة ، أن أمه دعته وقالت : تعال أعطك خبزة ، وكان النبي يسمع - عليه السلام- قال : أما إنك لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة وجاء عند أحمد نصا بقوله :من قال لصبي تعال أعطك فلم يعطه كتبت عليه كذبة انظر قال لصبي ، حتى يعود الصبيان الصغار من الجواري على الصدق ؛ لأنه حينما يعوده أو يتهاون بالكلمة اليسيرة ، يكون سببا في نشأته على هذه الأخلاق فالواجب هو التربية على الأخلاق الحسنة .
am salamah @am_salamah
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️