الســــــــــــلام عليـكــــــــــــــــــــــم..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وبعد:
فالدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه.
اخواتي الغاليات كثيـــــــــــــــــــــــر منا عندما لاتستجاب دعائهم يصيبهم اليأس والفترو..
وانا منهم لكن الى متى نترك ابليس اللعين يتسلل الى نفوسنا الى متـــــــى؟؟
بصــــراحه احب ان اشحن طاقتي من وقت الى آخر وعندما رأيت أن الشيطان بدأ يتسلل الى نفسي
سارعت بالتوجه للبحث عن مواضيع أشحن بها عزمي ولله الحمد والشكر لقد وجت مايثلج صدري
ووجدت انه كان لدي مفاهيم خاطئه بالنسبه للدعاء..
أخواتي لما لاننظر لأنفسنا في البدايه؟؟ ندعوا الله ونحن نعصيه وسبحان الله بكل بساطه نقول لما لايستجاب لنا يالله ماأطمع ابن آدم..
يقال خطب الإمام علي (كرم الله وجه) في الناس يوم الجمعة فقال في نهاية خطبته: " أيها الناس سبع مصائب نعوذ بالله منها : عالم زلّ , وعابد ملّ , ومؤمن خلّ , ومؤتمن غلّ , وغني أقلّ , وعزيز ذلّ , وفقير اعتلّ " . فقام اليه رجل فقال :يا أمير المؤمنين , لمَ لا تستجاب دعواتنا وقد قال الله سبحانه " ادعوني استجب لكم " ؟؟؟ فأجاب الإمام: إن قلوبكم خانت بثماني خصال:
الأولى :انكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم , فما أغنت عنكم معرفته شيئاً.
الثانية : انكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتّم شريعته , فأين ثمرة إيمانكم ؟
الثالثة :انكم قرأتم كتابه المنزل عليكم فلم تعملوا به , وقلتم سمعنا واطعنا ثم خالفتم!
الرابعة:انكم قلتم تخافون من النار , وانتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم؟
الخامسة :انكم قلتم ترغبون في الجنة , وانتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها فأين رغبتكم فيها؟؟
السادسة: انكم أكلتم نعمة المولى فلم تشكروا عليها .
السابعة :إن الله أمركم بعداوة الشيطان , وقال : إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدواً , فعاديتموه بلا قول وواليتموه بلا مخافة.
الثامنة :انكم جعلتم عيوب الناس نصب أعينكم وعيوبكم وراء ظهوركم , تلومون من أنتم أحق باللوم منه .
فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟؟؟!!!
فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم , وأخلصوا سرائركم وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فيستجيب لكم دعائكم
ومن أوقات استجابة الدعاء:
1- ليلة القدر.
2- جوف الليل الآخر ( وقت السحر ) و دبر الصلوات المكتوبات.
3- بين الأذان والإقامة .
4- ساعة من كل ليلة .
5- عند النداء للصلوات المكتوبات .
6- عند نزول الغيث ( المطر ).
7- عند زحف الصفوف في سبيل الله .
8- ساعة من يوم الجمعة ، و أرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعة من ساعات العصر من يوم الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة .
9- عند شرب ماء زمزم.
10- في السجود.
11- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور في ذلك .
12- إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا .
13- عند الدعاء بـ " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
14- دعاء الناس بعد وفاة الميت .
15- الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير .
16 عند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى .
17- دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب .
18- دعاء يوم عرفة في عرفة .
19- الدعاء في شهر رمضان .
20- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
21- الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص .
22- دعاء المظلوم على من ظلمه .
23- دعاء الوالد لولده . ود عاء الوالد على ولده .
24- دعاء المسافر.
25- دعاء الصائم حتى يفطر .
26- دعاء الصائم عند فطره .
27- دعاء المضطر .
28- دعاء الإمام العادل .
29- دعاء الولد البار بوالديه .
30- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى .
31- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى .
32- الدعاء داخل الكعبة ، ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت .
33- الدعاء على الصفا و الدعاء على المروة .
34- الدعاء عند المشعر الحرام .
أخواتـــــــــــــــي..
الدعاء عبادة أمرنا الله بها .. ووعدنا عليها بعظيم الأجر والمثوبة .. وهو من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ..
البعض منا هداهم الله قد يستعجل إجابة الدعاء وهو لا يعلم بأن الله
سبحانه وتعالى يريد له الخير والرسول يقول:
(( مامن رجل يدعو دعاء إلا أستجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا
وأما أن يدخر له في الآخرة)) .. فمن منا يود أن يدخر له أجر الدعاء في الآخرة .. كم من الناس ولسان حالهم يقول .. لماذا أدعو ولايستجاب لي ؟؟ ويود أن تعجل له إجابة الدعاء في الدنيا .. وينسى أن الله إدخرها له في الآخرة ..
تصوروا أخواتي الأعزاء أن الناس يأتون يوم القيامة ويقول
لهم ربنا تبارك وتعالى خذ كذا وكذا من الجنة فيقول بأي عمل فعلته ؟
يقول له: دعوات دعوتها في الدنيا ولم يستجيب لها لدرجة أن بعض
المؤمنين يقول يارب يا ليتك لم تستجيب لي شيئاً واحدا ًمما كنت ادعوه..
ومن أسباب تأخير الإجابة ..
إن الله يحب أن يسمع صوتك وأنت تناجيه وتدعوه ليعلمك أن تجاهد شيطانك
وتطرده حينما يأتي الوسواس إليك .. وقد وعد سبحانه الذي لايخلف الميعاد بقوله :
( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )
من شروط إجابة الدعوة:
• اليقين في الإجابة
• عدم الاستعجال قال ((يستجاب لأحدكم مالم يستعجل ))
• الانكسار والخشوع في الدعاء
• أكل الحلال
الصفة التي كان عليها الرسول عند الدعاء :
يرفع يديه حتى يبين بياض أبطيه ويحني رأسه والهدف من ذلك الذل بين يدي الله..
وأخيراًً أنظروا ماذا حصل بسب الدعاء فقط:
- كان إبراهيم عليه السلام يشتكي من ضعف الحالة الاقتصادية فدعا الله
وقال ((ربّ أجعل هذا البلد آمناً وأرزق أهله من الثمرات) وبسبب هذه الدعوة
المباركة رزقه الله الفضل والخير وصرنا نعيشه إلى يومنا هذا
- نبي الله نوح عليه السلام كان وسط الصحراء ودعا وقال
((ربي إني مغلوب فأنتصر))
فكانت اجابة الخالق له (ونصرناه وقومه) فنصره الله وأعانه
- نبي الله زكريا عليه السلام كان محروم من الأولاد ثم دعا وقال
((ربي لا تذرني فرداً وأني خير الوارثين)) فبشره الله تعالى
وقال له ((يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا))
- نبي الله أيوب عليه السلام كان شديد الضر وأصابه البلاء في ماله وولده وجسده
دعا وقال
((ربي إني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين))
((فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم))
- نبي الله سليمان دعا الله فقال
((ربّ هب لي ملكاً لا يبغى لا أحد بعدي)) فأكرمة الله
بقوله ((ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر واسلنا له عين القطر ومن الجن
من يعمل بين يديه بإذن ربه))
قال الرسول ( أن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه
إليه أن يردهما صفراً)..
وفي الختام أسأل أن يجعلنا ممن تقبل دعواتهم ..
ربنا استجب دعاءنا كما وعدتنا وأنت القائل ( أدعوني أستجب لكم )
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
واتمنى ان لاتنسوني من دعائكم..
تقبلوا خالص دعائي..
أختكمjewels

>>jewels<< @gtgtjewelsltlt
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


فتاة الاقصى :
جزاكِ الله خيرا فرج الله همك وكشف كربك ويسر امرك ورزقِ الخير من حيث لاتحتسبين وسترك فى الدنيا والاخرة وجنبك وساوس الشطان ورزقكِ رزقا طيبا وبارك لكِ فيه آمين وصلى الله على النبى محمد وعلى ازواجه وال بيته وصحابته اجمعينجزاكِ الله خيرا فرج الله همك وكشف كربك ويسر امرك ورزقِ الخير من حيث لاتحتسبين ...
اللهــــــــــــم آميـــــــــــــــن..وياك يالغاليه..
وأسأل الله أن يسخرلك خطيبك
اللهم اجعلنها قمر في عينه واجعل حديثها بلسم لقلبه واجعلها قره عين له
اللهم اجعلها سكن له واجعله سكن لها
اللهم من اراد بهما السؤ اجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره
اللهم حببها فيه وحببه فيها
اللهم اجعله ممن يخافونك ويتقونك
اللهم ارزقهما الذريه الصالحه
اللهم سخرلها اهل زوجها واجعلها قره عين لهم
اللهم حبب زوجها فيها يااااااااااااارب ..انك سميع مجيب..
مشكووووره اختي على المرور..
أسعدني تواجدك..
وأسأل الله أن يسخرلك خطيبك
اللهم اجعلنها قمر في عينه واجعل حديثها بلسم لقلبه واجعلها قره عين له
اللهم اجعلها سكن له واجعله سكن لها
اللهم من اراد بهما السؤ اجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره
اللهم حببها فيه وحببه فيها
اللهم اجعله ممن يخافونك ويتقونك
اللهم ارزقهما الذريه الصالحه
اللهم سخرلها اهل زوجها واجعلها قره عين لهم
اللهم حبب زوجها فيها يااااااااااااارب ..انك سميع مجيب..
مشكووووره اختي على المرور..
أسعدني تواجدك..

maram33 :
جزاك الله ألف خيرجزاك الله ألف خير
ويـــــــــــاك يــــارب..
ومشكووووره عالمرور..
أسعدني تواجدك..
ومشكووووره عالمرور..
أسعدني تواجدك..

(ام حسن)
•
شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ... ؟؟؟؟
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا
ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع
وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها ؟؟
لكن ... ماذا تسمع ؟؟ انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا
اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي
كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... الى أين ؟؟؟ أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة ؟؟
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى ؟؟؟
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود ؟؟
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ...
كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟؟
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن
كيف تراه رغم الحلكة ؟؟
قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
- من ربك ؟؟
- هاه ..
- من ربك ؟؟
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك ؟؟
- ديني الاسلام ..
- من نبيك ؟؟
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ؟؟ ألم تكن تردده على لسانها دائما ؟؟ ألم تكن تصلي عليه في
التشهد خمس مرات يوميا ؟؟
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك ؟؟
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ...
وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما
( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام ....
ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن
تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه
بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية
نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل
مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ...
وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت ..
بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا ؟؟
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد
الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي
ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ...
فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك ؟؟
- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك ؟؟
- أهذا أمر من الله عز وجل ؟؟
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم ؟؟
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
- من أنت ؟؟
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في
أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة
منقول
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ... ؟؟؟؟
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا
ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع
وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها ؟؟
لكن ... ماذا تسمع ؟؟ انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا
اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي
كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... الى أين ؟؟؟ أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة ؟؟
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى ؟؟؟
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود ؟؟
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ...
كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟؟
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن
كيف تراه رغم الحلكة ؟؟
قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
- من ربك ؟؟
- هاه ..
- من ربك ؟؟
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك ؟؟
- ديني الاسلام ..
- من نبيك ؟؟
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ؟؟ ألم تكن تردده على لسانها دائما ؟؟ ألم تكن تصلي عليه في
التشهد خمس مرات يوميا ؟؟
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك ؟؟
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ...
وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما
( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام ....
ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن
تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه
بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية
نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل
مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ...
وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت ..
بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا ؟؟
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد
الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي
ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ...
فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك ؟؟
- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك ؟؟
- أهذا أمر من الله عز وجل ؟؟
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم ؟؟
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
- من أنت ؟؟
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في
أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة
منقول
الصفحة الأخيرة
فرج الله همك
وكشف كربك
ويسر امرك
ورزقِ الخير من حيث لاتحتسبين
وسترك فى الدنيا والاخرة
وجنبك وساوس الشطان
ورزقكِ رزقا طيبا وبارك لكِ فيه
آمين وصلى الله على النبى محمد وعلى ازواجه وال بيته وصحابته اجمعين