أم أيـمـن تـبـكـي .. !! ] ] ]
لمّا توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو
بكر لعمر - رضي الله عنهما - : مُرَّ بنا إلى أم أيمن ،
نزورها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورُها .
فلما وصلا إليها بكتْ .... ! !
فقالا لها : ما يُبكيك ؟ .. إنّ ما عند الله خير لرسوله .
فقالت إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله ، وأن رسول الله قد صار إلى خيرٍ
ممّا كان فيه ، ولكنْ أبكي أنَّ
الوحيَ قد انقطع عنّا من السماء !!
فهيّجتهما على البكاء ، فجعلا يبكيان معها ..
.
.
] ]
إنها صورة مشرقة .. تعكس هموم المرأة المؤمنة وأحزانها ....
.
إن أم أيمن - رضي الله عنها - تبكي لأن وحي السماء قد انقطع !
لأن القرآن قد تمّ !
]
لن تسمع في حياتها جديداً من كلام ربها .. وهي لا تشبع منه ، وتريد المزيد !
لقد عاشتْ هذا القرآن ، وربطتْ به همومَها ، ودارتْ في فلك هدايته ، وشهدت
تنزيله في كل يوم من أيام رسولها الحبيب - عليه الصلاة والسلام - ثم ينقطع الوحي فجأة ..
] ]
أليس هذا جديراً بالبكاء ؟!
أليس في انقطاع غذاءِ الروح ، ونور البصيرة ، وبهجة القلوب ، وهدى النفوس
أليس في ذلك مدعاةٌ للحزنِ والبكاء ؟بلى ، والله ..
ولذلك بكتْ ، وأبكت الصديقَ والفاروق ، رضوان الله عليهم أجمعين .
.
.
]
بكتْ أمُّ أيمن ؛ لانقطاع وحي السماء .. وأنتِ .. لماذا تبكين ؟!
ما هي همومُكِ ؟ وفيمَ أحزانك ؟
ودمعاتُك الغاليةُ من أجلِ ماذا تذرفينها ؟ .. نحن لا نطلبُ منكِ البكاءَ على انقطاع وحي السماء .. ولكن ..
- كيف أنتِ مع وحي السماء الموجودِ بين يديكِ ؟
- - كيف أنتِ مع القرآن ؟
- هل دمعت له عينُك يوماً ما ؟
- - كم تقرئين منه في يومكِ وليلتِكِ ؟
- كيف أنتِ مع أوامره ونواهيه ؟ ومع أحكامه ؟ كم تحفظينَ منه ؟!
- - هل هذّبْتِ به النفسَ .. وطهّرتِ به القلبَ .. ورفعتِ به الإيمان ؟!
- هل عملتِ به ، ودعوتِ إليه ؟
- - هل شغلتِ به الأوقات ؟ ..
أم أنَّ المسلسلةَ .. والمجلة .. والأغنية .. والفيلم ..
- والمرآة .. والزيارةَ اللاهية .. قد أخذتْ منكِ أكثر مما أخذ القرآن ؟!
.
.
] ]
قفي مع نفسكِ وقفة حسابٍ ومراجعة ..
إنه القرآن .. كلامُ الله .. به تزكو النفوس ، وتطهُر القلوب ، وتطمئن ، وتكثر
الحسنات ، وتُرفع الدرجاتُ .. وتتنزّلُ الملائكة بالسكينة والرحمات ..
فيه شفاءُ ما في الصدور ، وبه النجاةُ من الشرور ، فهو حبل الله المتين ، ونوره
المبين ..
تلاوتُه طبُّ القلوب المؤمنةِ وشفاؤها .. ونور البصائر الموقِنةِ وضياؤها ..
إنه ظِلالٌ وارفة .. ونسائمُ عطرة .. تنعمُ بها النفوسُ المؤمنة .
أما يستحق منكِ هذا الكتابُ الخالدُ أن تولَّيهِ جُلَّ اهتمامكِ ، وأن تعطّري به
أوقاتكِ ، وأن تُضيئي بهِ جوانحكِ ؟
وأن تعيشي معه تلاوةً وتدبُّراً .. وعملاً ودعوةً .. وجهاداً وتضحية ..
حاولي - يا أُخيّة - حاولي أن تعيشي في ظلال القرآن .. وستجدين السعادة
التي لا شقاءَ معها .. والأنسَ الذي لا وحشة معه .. والهداية التي لا ضلال بعدها ..
حــاولــي ..
.
.
] ]
من كتاب مواقف خالدة للمؤمنات للمؤلف يحيى بن سعيد آل شلوان
منقووووول للفائده

المستنصرة بالله @almstnsr_ballh
عضوة فعالة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️