أخواتي الحبيات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إليكم أطرح تلك الكلمات وأخطها بماء الود ومداد الحب وحبر الأخوة الصادقة.
أخيتي...
لأهمية الذكر تجدي أن آيات الذكر التي ذكرت في القرآن مصحوبة بكلمة كثيراً أو كبيراً.
قال تعالى:
- (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً).
- (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحونً)
- (ولذكر الله أكبر)
من ثمرات الذكر الكثيــر:
1. عصمة من النفاق.
قال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف على نفسه النفاق، ما منهم من أحد يقول: أنا على إيمان جبريل وميكائيل".
إذا كان الصحابة يخشون على أنفسهم النفاق فنحن أحق من ذلك، كيف هدأ لك بال وغمضت لك عين وانت آمنة ألا تخافين على نفسك ما كان يخاف منه صحابة رسول الله صحابة رسول الله... فكيف بنا نحن ومن وأين نحن من هؤلاء أليس أولى بنا أن نخاف على أنفسنا...
يقول الحسن: "ما خافه إلا مؤمن، وما أمنه إلا منافق" فاحذري من ذلك!!. وأكثري من ذكر الله ليعصمك من النفاق الذي يخالط عملك وأنت لا تشعرين...
2. الراحة والطمئنينة وسكينة القلب رغم وجود الابتلاءات.
كل منا مبتلى، فلا يوجد إنسان بغير إبتلاء، وإن سألت أحداً فقال لك ليس لدي ابتلاء فقد كذب... لأن الابتلاءات تعم الجميع لكن كل إنسان ابتلاءه يختلف عن الآخر، وكل مبتلى يعيش في حزن وألم وكآبة إلا صنف واحد من الناس، وهم الذاكرون الله كثيراً والذكرات، فقد قال سبحانه وتعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
3. الفوز بمعية الخالق.
جميعنا بمعية الله ولكن الذاكر لله يكون بمعية الله الخاصة من الحفظ والتأييد والنصر، فيثبته الله في أوقات البلاء وفي أصعب الأزمات.
فلا بد من ذكر الله كثيراً حتى بخنس ذالك الشيطان الذي جلس على القلب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لئن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ".
ما هي الدنيا ؟ ما هو ذهبها ؟ ما هي فضتها ؟ أي شيء قصورها ودورها؟
هكذا يزنها عليه الصلاة والسلام ويثمنها فكل ما طلعت عليه الشمس لا يساوي "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" .
فهل من ذاكرةٍ تملأ ساعاتها بهذه الكلمات الغاليات لتجدها يوم العرض الأكبر نوراً وحبورًا وسروراً.
سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يتشبث به فقال له : "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ".
رطباً: أي يبقى لسانك 24 ساعة في ذكر.
أسرع الناس مروراً على الصراط اثنان...
1.أهل البلاء.
2. الذين أكثروا من الذكر.
والذاكر لله يثبت عند البلاء.
4. الذاكر يوفق إلى سنة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال أحد العلماء.
﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً﴾. أي إذا ذكرتِ الله وفقتِ إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأجر إصابة السنن كالجبال.
لعل هناك أفعال من السنة وأنت تفعليها دائماً كعادة أو لشيء آخر، فلا توفقي حينها باحتساب أجرها بأنها سنة..
"أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، ويحط عنه ألف خطيئة".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا جنتكم من النار، قالوا يا رسول الله من عدو قد حضر؟ قال: لا، بل من النار، قالوا: وما جنتنا من النار..؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها تأتي يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات ومن الباقيات الصالحات).وجنـّة هي : وقاية.
وقال أيضاً: (ما عمل آدمي عملا أنجى من عذاب الله من ذكر الله، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع ثم تضرب به حتى ينقطع).
من كل الأعمال صغيرة وكبيرة لا يوجد أنجى وأحفظ من عذاب الله من ذكر الله.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال ذكر الله تعالى " .
الأفضل والأحسن والأكبر من كل شيء في الدنيا هو ذكر الله "ولذكر الله أكبر".
فالذاكر ليس بأمره هين عند الله بل هو عظيم عظيم جداً.
فعظمي أمر الذكر عندك، قال تعالى: (ومن يهن الله فما ه من مكرم) أي من لم يعظم أمر الله وقع بالمعاصي والسيئات.
وأفضل الذكر لا إله إلا الله. كلمة التوحيد أسأل الله أن يلقننا إياها عند الموت.
(يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً) فأنا وأنت مأموران بالذكر الكثير.
كان يقول ابن مسعود رضي الله عنه: لئن أسبح سبحات أحب إلي من إنفاق الدنانير في سبيل الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم . قالوا : بلى يا رسول الله قال : ذكر الله)
الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس:
من قعد بعد صلاة الفجر إى شروق الشمس كتبت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة.
وجميع المخلوقات في هذا الوقت تسبح وذلك بأن الله تعالى يلهم المخلوقات فتقول سبحان الله وبحمده إلا اثنان من المخلوقات وهم:
* الشياطين.
*وأغبياء الناس.
إن لم تكوني من الذاكرات لله بعد الفجر!!
يقال عنك على لسان رسول الله أنك من أغبياء الناس.
أبعد سماعك لهذا الحديث يهنأ لك النوم بعد الفجر!؟
كان مذهب الصحابة أجمعهم أنهم لا يناموا بعد صلاة الفجر.
وكان الأبرار إذا صلّوا الفجر جلسوا يذكرون الله عز وجل حتى يرتفع النهار، كان بعضهم ينشر مصحفه بعد صلاة الفجر فيسرح طرفه في الآيات البيانات والحكم البالغات فيملأ صدره نوراً وديوانه أجراً.
كان ابن تيمية شيخ الإسلام يقول عن هذه الجلسة:
هذه غدوتي إذا لم أتغذى بها سقطت قواي.
وكان ابن مسعود يذكر الله بعد الفجر فإذا طلعت الشمس قال: الحمد لله الذي أقال عثرتنا في هذا اليوم.
أخيتي كلها ساعة ونصف من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
فالمخلوقات كلها تسبح وتذكر، وكيف تنامي أنت!؟
ألا تستحي أن كل ما على وجه الأرض يسبح وأنت في نوم وغفلة.
أنا وأنت ليس لنا حول ولا قوة لذكر الله إلا بالله.
ولكن هناك سلاح لنتغلب على الشيطان والهوى،
وهو اللجوء إلى الله وطلب العون منه وسؤاله باسمه المستعان فقولي...
اللهم إني أسألك باسمك المستعان أن تعينني على الجلوس بعد صلاة الفجر لذكرك.
اطلبي من الله ذلك بألم وخضوع وانكسار وحسرة وشدة وكأنك محرومة،
وفي السجود يكون أعظم لأنك تكونين في حالة ذل وخضوع.
بعد ذلك تجدي للجلوس لذة ما بعدها لذة.
واستخدمي هذا السلاح في جميع أنواع العبادات.
هل تريدين أن تضمني النطق بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) عند الموت؟
إذا رأى الله قلبك متعلق بكلمة لا إله إلا الله في الدنيا ففي كل موقف تقوليها بصدق وإخلاص فيلهمك الله قولها عند الموت ويثبتك عليها عند ذاك البلاء العظيم.
فقط حقيقي الشروط وهي: اليقين والإخلاص والتوكل والمحبة.
فتقدمي محبة الله على محابك، لأن وعاء القلب لا يصح أن يملأ بشيء من أنجاس الدنيا فلا يملأ إلا لله دون غيره.
اللهم إنا نسألك باسمك المستعان أن تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
منقول من محاضرة إحدى الداعيات بتصرف.
محبتكم في الله.
