أدركت على الحقيقة معنى قول القائل : القرآن غالب!

كنت أستمع اليومَ الوردَ من #الاستماع_المنهجي_للمصاحف_المرتلة
فلما قرأ فضيلة #الشيخ_الحصري قول الله تعالى: أنتم عنه معرضون - سورة ص من
#الجزء_الثالث_والعشرون = هيّج عليّ ذكريات امتحان من امتحانات القرآن الكريم
بمرحلة التجويد بالأزهر الشريف - حرسه الله- ، حيث كنت في اللجنة النظري، وورد
سؤال صياغته:
اكتب بعد هذه الآية آيتين مع ذكر اسم السورة:
أنتم عنه معرضون
غاب عني ساعتئذ جميع القرآن وصار كأنه صفحة واحدة بيضاء ..
ما العمل؟
السؤال سهل جدا، ولكن أين هذه الآية، وكأني أقرؤها للمرة الأولى ... ما الحل؟!
غاص وجهي في وادي كفيّ ... أغمضت عينيّ ... عسى وعسى أن أجدها ، لكن لا
جدوى ..
أدركت على الحقيقة معنى قول القائل : القرآن غالب!
لقد أجبت في سهولة ويسر مواضع يعجز عنها أكثر أقراني في اللجنة ...
نعم، ربما من هنا أُوتيت، ودخل على قلبي الإحساس بالتميز ونشوة الانتصار وكثير من
المعاني المهلكة للقلب..
فجاء التأديب الفوري .. كانت رسالة مفادها:
يا عبدي، إنما أنت بنا ولست بنفسك
يا عبدي، ما حفظتَ إذ حفظتَ ولكننا يسرنا لك حفظه، لنبلوك أتشكر أم تكفر، أتخلص أم
ترائي ..
يا عبدي أنِب إلينا واستغفر واعمل لما وعدنا به العاملين لوجهنا يوم يكون الملك لي وحدي.. للواحد
القهار ...
يا عبدي افتقر إلينا نغنِكْ
يا عبدي .. إن وكلتك لنفسك طرفة عين هلكت، وإن توكلت علينا كفيناك ...
لحظات يسيرة خلوت فيها بنفسي ...
كنت أحتاج وقتها أن أغمر وجهي في التراب ساجدا متذللا منيبا مستغفرا
خاطرة سريعة من رؤية النفس كان هذا شؤمها؟!
فيا ويل من تقلب قلبه في العُجب والمفاخرة ليلَ نهار .. اللهم سلم سلم
ما زالت الآية عن ذهني غائبة، تأديبا من ربي الرؤوف وتهذيبا
نعم ، سأصنع هذا .. لعله يُجدي
رددت الآية (أنتم عنه معرضون) محاكيا في ذلك سيدنا الحصري رحمه الله ، فإذا بالآية
تستدعي لاحقتها (ما كان لي من علم بالملأ الأعلى ... ) في هدوء ورشاقة ..
غفرانك اللهم وتوفيقا
ربِّ ظلمت نفسي ظلما كثيرا،
لم أفرح بتذكر آية وحل سؤال مثل ما فرحت بهذه الآية ؛ فقد كنت - وما زلت - أعتقد
أنها من بركات الاستغفار ، وكان وعد ربي حقا !
ونصيحتي إلى نفسي أسديها إليها كل يوم وإليك أيها الكريم:
الزم محراب الإنابة
د.سعيد حمزة