أذكرني حبيبي … عندما يحين الوقت لتتذكر كل من كان مثلي.
اذكرني برعما صغيرا أول ما فتح عينيه على الدنيا وأبصرها ،أبصر عينيك اللتان لم تبصراه ،وأحس بك أكثر من إحساسه بوهج الشمس ،وأحبك وتاق إليك قبل أن يعرف معنى حب الحياة ، وتعلم العطش ومعناه عندما وقعت عيناه على شفتيك من دون أن يشعر بالماء تجري في وصاله …فكبرت وتفتحت أوراقه ذابلة حيث كنت أنت الشمس …باهته حيث كنت الماء… معرضا عما حوله وزاهدا في الحياة …. فلا حياة إلا أنت.
فانساب الدمع على الأوراق مع كل نظرة تجاهل منك ومات كل برعم حاول الظهور مع كل أمل دسته وحطمته … وما أكثر حبيبي النظرات الجافية والآمال التي دستها.
فلك أن تتصور كم كانت بالمقابل البراعم التي قتلتها والدموع التي تسببت فيها ….حتى جف التراب تحتي واشتد وهج الشمس علي ، وبدأت أشعر بالحر والعطش ، فتطلعت إليك لترويني النظرة منك فكنت عليّ بخيلا شحـــيحا ، تأملّت الرجى في شفتيك فوجدتهما تنهلان من نبع آخر بكل جشع ونهم حتى قطع الأنفاس "ما كان ليلاقي إلا الأشد منه لو كان يوما لي "......... ولكنه بكل بســاطة لم يكن.
توسلت الرحمة من حولي ، فعلمت أنّك لست البارع الوحيد ، فلقد كنت السبب والمعلّم الأوّل لهم ، وكيف لا وقد سبق لي لأجلك أن سلخت نفسي منهم ، إشتريتك بهم ، وراهنت عليك بكل ما أملك
كانوا يستشفون بعــذابي ، وخيبة آمالي ، ينهلون من إنكساري ما يعوض كبريائهم مني ومنك...كانوا مني يردّون دينهم..كان بكل تأكيد حقــهم.
يوم بعده يوم …..انخارت قواي وبدأ الاحتمال عندي يحتاج لاحتمال وصبر ولا أظنك تظن أنيّ لهــما إستطعت الإقنــاع بالصبــر
شيئا فشيئا بدأ رأسي بالانحناء…… حتى أتى اليوم الذي وصل فيه إلى الأرض.
يالسخرية نفسي من نفــسي ..فلقد كان ذلك نفس اليوم الذي طاول فيه السحاب آملا الوصول إليك ، لكنك كنت الأسرع ، وأصبحت النجوم أقرب إليك مني ، وبقدر ما كانت سرعتك في الصعود كانت سرعتي في الهبوط .. لأحط على الأرض القاسية .
لم أكن أعرف أني اجتزت كل هذه المسافة لحاقا بك ، حتى أني لم أشعر بالدهر الذي أهديتك إياه من عمري وسخّرته لك….
كنت أنت أوّل من داس على الأرض ...على الرأس الملقاة
كانت عيناك بعيدة جدّا عنّي ... فلم تلحظني
كم كنت غبّية عندما ظننت يوما أني أستطيع تخطي النجوم …. كان الأجدر أن أعرف أن ما بعد النجوم لا يمكن أن يرض بما دون النجوم وأنّ العكس لا يمكن أن يصل لما بعدها ……أظنــها سنة الحياة .
ساعة كتب لي فيها يوم مولدي أن أظنّك واهب السعادة والهناء أيها الحب وجدتك واهب للتعاسة والشقاء … فليت رحالك لم تحطّ علي ، وليت قدري كان قد أخّر قليلا في مولدي حتى لا ألقاك …… فما أشدّ أن يكون جزاء الحب والإخلاص دهس بالأقدام على الرؤوس.

أقلام @aklam_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️