السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يد تمسك بيد
سقط الشيخ العجوز في الشارع فاقد الوعي واحضروا له سيارة إسعاف نقلته على عجل إلى اقرب مستشفى .. وكانت حالته حرجة جداًوخلال المرات القليلة التي يفيق فيها كان يردد اسم ابنه يريد رؤيته،وبعد البحث والتقصي عرفوا انه ملتحق بإحدى فرق الجيش التي تجري المناورات في منطقة نائية وبعثوا له واحضروه على وجه السرعة قبل أن يلفظ والده أنفاسه
ودخل العسكري الشاب المرهق وعلامات التعجب والقلق بادية عليه وصحبته إحدى الممرضات حتى وقفت على سرير العجوز الذي كان بين الإغماء واليقظة قائلة له : يا عم ياعم لقد جاء ابنك .. وكررت عليه ذلك عدة مرات وكان خلالها يفتح جفنيه ثم يغمضهما من دون أن يجيبها
وفجأة مد يده الناحلة المعروقة من تحت خيمة الأوكسجين فتلقاها الشاب بيده الضخمة الخشنة وأخذ يردد للعجوز الدعوات والكلمات التشجيعية والطرائف وظل العجوز طوال الوقت ممسكاً بيد ابنه وابتسامة الرضى تملأ وجهه رغم آلام المرض
وكلما حاولت الممرضة أن تطلب من الشاب أن يرتاح قليلاً ويعود مرّة أخرى في الصباح كان يرفض وظل ساهراً معه طوال الليل ولم يأكل لقمة واحدة .. وعند اقتراب الفجر لفظ الشيخ العجوز أنفاسه وما زالت يده قابضة على يد ابنه .. بعدها أعاد الشاب اليد التي فقدت الحياة إلى الفراش ثم رفع غطاء خيمة الأوكسجين وطبع قبلة على جبين الشيخ ودعا له بالمغفرة ونهض لأول مرة بعد ساعات طويلة .. وذهب لإبلاغ النبأ للممرضة .. وبينما كانت هي تقوم بالإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالة فتح الشاب الباب المفضي إلى البلكونة وأشعل سيجارة أخذ منها ثلاث شفطات ثم أطفأها وعاد مرة أخرى للممرضة وسألها : من هو ذلك العجوز المتوفى ؟! .. فأجابت في ذهول : انه أبوك ! .. فقال: لا .. انه ليس أبي بل إنني لم أره قبل ذلك في حياتي .. فسألته : ولماذا لم تقل ذلك عندما صحبتك إلى سريره ؟! .. فقال : لقد أدركت أن هناك خطأ ما قد حصل ولكنني عرفت من عينيه التي لا ترى شيئاً انه في حاجة إلى ابنه وهو لا يعرف ولا يدرك إن كنت أنا ابنه أم لا .. وهكذا بقيت وتواصلت معه إلى أن توفاه الله وهو قرير العين
وبعدها غادر المستشفى وسافر راجعاً إلى وحدته
وتبين بعد السؤال والتحري أن هناك جنديين بالصدفة يحملان اسماً متشابها ورقماً متقارباً
وحدث التباس عند إدارة الفرقة وأخرجت ملف الجندي الخطأ
عندها استدعوا الابن الحقيقي وعزوه بوفاة والده .. وذهب للصلاة عليه ودفنه في اليوم الثاني
هل نقول : انه العطف .. والشهامة .. والإنسانية ؟!
أم أنها .. اللقافه .. وحب الاستطلاع ؟!
هناك احتمال لو أنني كنت في مكان ذلك الجندي لاستغليتها فرصة للتمشية طوال ذلك اليوم
ثم أعود لوحدتي في اليوم الثاني قائلاً لهم بكل بساطة : انه ليس أبي
!! أرأيتم الفرق بين الناس
من الايميل
لكم فائق احترامى

مـاء القـمر @maaa_alkmr_3
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


** قوس المطر ** :
موقف بطولي يستحق التقدير والاحترامموقف بطولي يستحق التقدير والاحترام
يمكن ربي رحم العجوز المسكين باخر لحضه من عمره
والشاب ربي ياجره على نيته مهما كان سوى فيه معروف من يدري لو قاله انا ماني
ابنك يمكن يموت وهو مقهور وبكل الأحوال هو مودع وماعنده وقت ويمكن ابنه مايلتقى لظرف معين
المهم الله يرحمه ويسكنه الجنه وجزا خير الشاب --- ويسلمو على القصه وبالنهايه
مايصير غير ماكتب الله لنا ---:(
والشاب ربي ياجره على نيته مهما كان سوى فيه معروف من يدري لو قاله انا ماني
ابنك يمكن يموت وهو مقهور وبكل الأحوال هو مودع وماعنده وقت ويمكن ابنه مايلتقى لظرف معين
المهم الله يرحمه ويسكنه الجنه وجزا خير الشاب --- ويسلمو على القصه وبالنهايه
مايصير غير ماكتب الله لنا ---:(

الصفحة الأخيرة
قليل ونادرين اللي بيعملون هالموقف النبيل
جزاك الله خير عزيزتي