السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الإجابه على هذا السؤال ممن لديها العلم وأكون لها شااااااااااااااااااكره
انا كنت أأخر صلاة الفجر احيانا ولكن ليس عمدا اكون نائمه ولا استيقض على المنبه...
وكنت افعل بعض المعاصي .....أسأل الله التوبه والمغفره
سؤالي ....هل يحاسب العبد بعد موته عن الأعمال التي تاب منها أو أستغفر وندم بعد عملها
ارجوا اللرد ممن لديها العلم فوالله إنه هم يلازمني؟
جزاكن الله كل خييييير

۩ qweene ۩ @qweene
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

aya44
•
ولا بد للتائب أن يعرف أساليب التوبة، وكيفية التخلص من تبعات الذنوب، ومسؤولياتها الخطيرة، ليكفّر عن كل جريرة بما يلائمها من الطاعة والانابة.
فللذنوب صور وجوانب مختلفة:
منها ما يكون بين العبد وخالقه العظيم، وهي قسمان: ترك الواجبات، وفعل المحرمات.
فللذنوب صور وجوانب مختلفة:
منها ما يكون بين العبد وخالقه العظيم، وهي قسمان: ترك الواجبات، وفعل المحرمات.

aya44
•
اولا بنسبه لصلاه الفجر :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة في وقتها أهم ما يتقرب به العبد إلى الله بعد الإيمان بالله تبارك وتعالى، فقد فرض الله تعالى على المسلم أداء الصلاة في أوقات محددة، ولا يجوز له أن يتسبب في تعمد تأخيرها عن وقتها، قال الله تعالى: (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال : "الصلاة في وقتها." قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين." قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله." متفق عليه.
وبما أن مشكلة السائلة هي النوم عن صلاة الفجر، فإن عليها أن تتخذ الوسائل التي تعينها على القيام في الوقت، ومن أهم ذلك: النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة، ووصية الجيران بالاتصال بها.
وأهم من ذلك كله تقوية إيمانك والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب لمن أدى الصلوات في أوقاتها.. والرهبة مما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة ويتكاسل عن أدائها في الوقت.
فالإنسان بطبيعته كسول عن كل ما فيه مشقة، وخاصة إذا كان من أعمال الطاعة، فإن الشيطان يثبطه عنها، فلا بد له من دافع خوف ورجاء، حتى يرفع همته، ويقوي عزمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى البردين دخل الجنة." رواه البخاري ومسلم. والبردان: الصبح والعصر، وفيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يلعمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً" فعليك أن تسددي وتقاربي وتتخذي الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعد ذلك عن الصلاة فلا يكون عليك إثم، لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.
ثانيا سؤالك التاني :
وقال الصادق عليه السلام: «إذا تاب العبد توبة نصوحاً، أحبه اللّه تعالى فستر عليه في الدنيا والآخرة. قال الراوي: وكيف يستر اللّه عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ثم يوحي اللّه الى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي الى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى اللّه تعالى حين يلقاه، وليس شيء يشهد
{ 256 }
عليه بشيء من الذنوب»(1).
وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
وقال صلى اللّه عليه وآله في حديث آخر: «ليس شيء أحب الى اللّه من مؤمن تائب، أو مؤمنة تائبة»(2).
وعن أبي عبد اللّه أو عن ابي جعفر عليهما السلام قال: «إن آدم قال: يا رب سلّطت عليّ الشيطان وأجريته مجرى الدم مني فاجعل لي شيئاً.
فقال: يا آدم جعلتُ لك أن من همّ من ذريتك بسيئة لم يكتب عليه شيء، فان عملها كتبت عليه سيئة، ومن همّ منهم بحسنة فان لم يعملها كتبت له حسنة، فإن هو عملها كتبت له عشراً.
قال: يا رب زدني. قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفرني غفرت له.
قال: يا رب زدني. قال: جعلت لهم التوبة حتى يبلغ النفس هذه. قال: يا رب حسبي»(3).
وقال الصادق عليه السلام: «العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجله اللّه سبع ساعات، فان استغفر اللّه لم يكتب عليه، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة، وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى
يستغفر ربه فيغفر له، وإن الكافر لينساه من ساعته»(1).
من الناس من يهتدي بعد ضلال، ويستقيم بعد انحراف، فيتدارك آثامه بالتوبة والانابة، ملبياً داعي الايمان، ونداء الضمير الحُر.
بيد أنّ الانسان كثيراً ما تخدعه مباهج الحياة، وتسترقه بأهوائها ومغرياتها، فيقارف المعاصي من جديد، منجرفاً بتيارها العَرمِ، وهكذا يعيش صراعاً عنيفاً بين العقل والشهوات، ينتصر عليها تارة، وتنتصر عليه أخرى، وهكذا دواليك.
وهذا ما يعيق الكثيرين عن تجديد التوبة، ومواصلة الانابة خشية النكول عنها، فيظلّون سادرين في المعاصي والآثام.
فعلى هؤلاء أن يعلموا أن الانسان عرضة لاغواء الشيطان، وتسويلاته الآثمة، ولا ينجو منها إلا المعصومون من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وانّ الأجدر بهم إذا ما استزلهم بخدعه ومغرياته، أن يجددوا عهد التوبة والانابة بنيّة صادقة، وتصميم جازم، فان زاغوا وانحرفوا فلا يُقنطهم ذلك عن تجديدها كذلك، مستشعرين قول اللّه عز وجل:
«قل يا عباديّ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه، أنّ اللّه يغفر الذنوب جميعاً، إنّه هو الغفور الرحيم» (الزمر: 53).
وهكذا شجّعت أحاديث أهل البيت عليهم السلام على تجديد التوبة، ومواصلة الانابة، إنقاذاً لصرعى الآثام من الانغماس فيها، والانجراف بها، وتشويقاً لهم على استئناف حياة نزيهة مستقيمة.
فعن محمد بن مسلم قال: قال الباقر عليه السلام: «يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب عنها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما واللّه إنها ليست إلا لأهل الايمان.
قلت: فان عاد بعد التوبة والاستغفار في الذنوب، وعاد في التوبة. فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر اللّه تعالى منه ويتوب ثم لا يقبل اللّه توبته!! قلت: فانه فعل ذلك مراراً، يذنب ثم يتوب ويستغفر. فقال: كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة، عاد اللّه عليه بالمغفرة، وإنّ اللّه غفور رحيم، يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات،
ولا بد للتائب أن يعرف أساليب التوبة، وكيفية التخلص من تبعات الذنوب، ومسؤولياتها الخطيرة، ليكفّر عن كل جريرة بما يلائمها من الطاعة والانابة.
فللذنوب صور وجوانب مختلفة:
منها ما يكون بين العبد وخالقه العظيم، وهي قسمان: ترك الواجبات، وفعل المحرمات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة في وقتها أهم ما يتقرب به العبد إلى الله بعد الإيمان بالله تبارك وتعالى، فقد فرض الله تعالى على المسلم أداء الصلاة في أوقات محددة، ولا يجوز له أن يتسبب في تعمد تأخيرها عن وقتها، قال الله تعالى: (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال : "الصلاة في وقتها." قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين." قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله." متفق عليه.
وبما أن مشكلة السائلة هي النوم عن صلاة الفجر، فإن عليها أن تتخذ الوسائل التي تعينها على القيام في الوقت، ومن أهم ذلك: النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة، ووصية الجيران بالاتصال بها.
وأهم من ذلك كله تقوية إيمانك والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب لمن أدى الصلوات في أوقاتها.. والرهبة مما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة ويتكاسل عن أدائها في الوقت.
فالإنسان بطبيعته كسول عن كل ما فيه مشقة، وخاصة إذا كان من أعمال الطاعة، فإن الشيطان يثبطه عنها، فلا بد له من دافع خوف ورجاء، حتى يرفع همته، ويقوي عزمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى البردين دخل الجنة." رواه البخاري ومسلم. والبردان: الصبح والعصر، وفيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يلعمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً" فعليك أن تسددي وتقاربي وتتخذي الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعد ذلك عن الصلاة فلا يكون عليك إثم، لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.
ثانيا سؤالك التاني :
وقال الصادق عليه السلام: «إذا تاب العبد توبة نصوحاً، أحبه اللّه تعالى فستر عليه في الدنيا والآخرة. قال الراوي: وكيف يستر اللّه عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ثم يوحي اللّه الى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي الى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى اللّه تعالى حين يلقاه، وليس شيء يشهد
{ 256 }
عليه بشيء من الذنوب»(1).
وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
وقال صلى اللّه عليه وآله في حديث آخر: «ليس شيء أحب الى اللّه من مؤمن تائب، أو مؤمنة تائبة»(2).
وعن أبي عبد اللّه أو عن ابي جعفر عليهما السلام قال: «إن آدم قال: يا رب سلّطت عليّ الشيطان وأجريته مجرى الدم مني فاجعل لي شيئاً.
فقال: يا آدم جعلتُ لك أن من همّ من ذريتك بسيئة لم يكتب عليه شيء، فان عملها كتبت عليه سيئة، ومن همّ منهم بحسنة فان لم يعملها كتبت له حسنة، فإن هو عملها كتبت له عشراً.
قال: يا رب زدني. قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفرني غفرت له.
قال: يا رب زدني. قال: جعلت لهم التوبة حتى يبلغ النفس هذه. قال: يا رب حسبي»(3).
وقال الصادق عليه السلام: «العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجله اللّه سبع ساعات، فان استغفر اللّه لم يكتب عليه، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة، وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى
يستغفر ربه فيغفر له، وإن الكافر لينساه من ساعته»(1).
من الناس من يهتدي بعد ضلال، ويستقيم بعد انحراف، فيتدارك آثامه بالتوبة والانابة، ملبياً داعي الايمان، ونداء الضمير الحُر.
بيد أنّ الانسان كثيراً ما تخدعه مباهج الحياة، وتسترقه بأهوائها ومغرياتها، فيقارف المعاصي من جديد، منجرفاً بتيارها العَرمِ، وهكذا يعيش صراعاً عنيفاً بين العقل والشهوات، ينتصر عليها تارة، وتنتصر عليه أخرى، وهكذا دواليك.
وهذا ما يعيق الكثيرين عن تجديد التوبة، ومواصلة الانابة خشية النكول عنها، فيظلّون سادرين في المعاصي والآثام.
فعلى هؤلاء أن يعلموا أن الانسان عرضة لاغواء الشيطان، وتسويلاته الآثمة، ولا ينجو منها إلا المعصومون من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وانّ الأجدر بهم إذا ما استزلهم بخدعه ومغرياته، أن يجددوا عهد التوبة والانابة بنيّة صادقة، وتصميم جازم، فان زاغوا وانحرفوا فلا يُقنطهم ذلك عن تجديدها كذلك، مستشعرين قول اللّه عز وجل:
«قل يا عباديّ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه، أنّ اللّه يغفر الذنوب جميعاً، إنّه هو الغفور الرحيم» (الزمر: 53).
وهكذا شجّعت أحاديث أهل البيت عليهم السلام على تجديد التوبة، ومواصلة الانابة، إنقاذاً لصرعى الآثام من الانغماس فيها، والانجراف بها، وتشويقاً لهم على استئناف حياة نزيهة مستقيمة.
فعن محمد بن مسلم قال: قال الباقر عليه السلام: «يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب عنها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما واللّه إنها ليست إلا لأهل الايمان.
قلت: فان عاد بعد التوبة والاستغفار في الذنوب، وعاد في التوبة. فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر اللّه تعالى منه ويتوب ثم لا يقبل اللّه توبته!! قلت: فانه فعل ذلك مراراً، يذنب ثم يتوب ويستغفر. فقال: كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة، عاد اللّه عليه بالمغفرة، وإنّ اللّه غفور رحيم، يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات،
ولا بد للتائب أن يعرف أساليب التوبة، وكيفية التخلص من تبعات الذنوب، ومسؤولياتها الخطيرة، ليكفّر عن كل جريرة بما يلائمها من الطاعة والانابة.
فللذنوب صور وجوانب مختلفة:
منها ما يكون بين العبد وخالقه العظيم، وهي قسمان: ترك الواجبات، وفعل المحرمات.


الصفحة الأخيرة
وردت في القرآن الكريم آية، قال عنها عليٌّ رضي الله عنه: ما في القرآن آية أوسع منها؛ وقال عنها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: هي أرجى آية في القرآن؛ إنها قوله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } (الزمر:53) ففي هذه الآية يبين سبحانه أنه يغفر ذنوب عباده جميعها .
وبالمقابل وردت آية أخرى، يقول الله فيها: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } (النساء:48) وفي هذه الآية يخبر سبحانه أنه يغفر كل ذنب إلا الشرك به، وأنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء من عباده ؟
وقد يبدو شيء من التعارض بين الآيتين الكريمتين؛ فقد ذكرت الآية الأولى أن الله يغفر الذنوب جميعًا، في حين أن الآية الثانية نفت أن يغفر الله ذنب من يشرك به، فكيف السبيل لإزالة ما يبدو من تعارض بين الآيتين ؟
لقد أجاب المفسرون على هذا التعارض الظاهر بين الآيتين بجوابين؛ الأول: أن قوله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } نص مطلق، قيدته نصوص أخرى تبين أن الله يغفر ذنوب عباده أيًا كانت إذا تاب العبد منها؛ من ذلك قوله تعالى: { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا } (الفرقان:68-69)، فقد بين سبحانه في هاتين الآيتين أن الذي يدعو مع الله إلهًا آخر يلقى العذاب الأثيم، والمضاعف، والخلود في النار؛ ثم أخبر سبحانه بعد هاتين الآيتين مباشرة، أن العبد إذا تاب من كل الذنوب التي ارتكبها، بما فيها الشرك به، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه، ويبدله بتلك الذنوب حسنات، يقول تعالى: { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } (الفرقان:70) فأوضحت هذه الآية أن التوبة مكفرة للذنوب، بما فيها الشرك، وهو أكبر الذنوب .
وقد وردت كثير من الأحاديث التي تخبر أن مغفرة الذنوب، بما فيها الشرك بالله، متعلقة بالتوبة منها، والإقلاع عنها؛ فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فأنزل الله قوله: { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } وقوله: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } رواه البخاري و مسلم .
وهذا الحديث وما شابهه، يخبر أنه سبحانه يغفر جميع ذنوب عباده إذا تابوا منها، ويشير كذلك إلى أن على العبد ألا يقنط من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه، فإن باب الرحمة والتوبة واسع ومفتوح .
فآية سورة الفرقان وهذا الحديث وما شابههما، بيَّنا أن قوله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ليس على إطلاقه، وإنما مقيد بالتوبة من الذنوب؛ فإذا تاب العبد منها غفر الله ما كان منه، ولو كان شركًا، أما إذا لم يتب العبد منها، فإن عاقبته تكون ما ذكره سبحانه من الخلود في النار .
والجواب الثاني للجمع بين الآيتين، أن قوله تعالى: { إن الله يغفر الذنوب جميعا } نص عام، خصصته نصوص أخرى تبين أن مغفرة الذنوب متعلقة بالتوبة منها؛ يوضح هذا اتفاق المسلمين على أن المشرك إذا مات على شركه، لم يكن مستحقًا للمغفرة التي تفضل الله بها على عباده، بقوله: { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
ثم إن الآية التالية لآية الزمر، تؤكد هذا المعنى؛ فقد جاء بعد قوله تعالى: { إن الله يغفر الذنوب جميعا } قوله سبحانه: { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب } (الزمر:54) فهذه الآية دعت العباد إلى الرجوع إلى الله، والتسليم والاستسلام له في الأمر كله، لينالوا رضا الله سبحانه، وليأمنوا عذابه .
وهذا الجمع بين الآيتين هو الذي ذهب إليه أغلب المفسرين؛ حيث حملوا قوله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } على من مات وهو مشرك بالله، ومعنى الآية عندهم: إن الله لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به، ويغفر ما دون ذلك من الذنوب. وقد جاء في الحديث، أن الله سبحانه يخاطب عباده، قائلاً: ( يا ابن آدم ! إنك لو أتيتني بذنوب كثيرة، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأبدلتك مكانها مغفرة ) رواه الترمذي .