بسم الله الرحمن الرحيم
>
>
>
>الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
>
>
>
>أما الأول :
>
>فقد جلس إليَّ مهموماً مغموماً .. ثم قال :
>
>يا شيخ .. مللت من الغربة ..
>
>فقلت : عسى الله أن يعجل رجوعك إلى أهلك وبلدك ..
>
>فاستعبر وبكى .. ثم قال : أما ولله يا شيخ لو عرفت بقدر شوقي إليهم وقدر شوقهم إليَّ ..
>
>هل تصدق يا شيخ أن أمي قد سافرت أكثر من أربعمائة ميل لتدعو لي عند ضريح قبر الشيخ فلان .. وتسأله أن يردني إليها ..!! فهو رجل مبارك تقبل منه الدعوات .. ويقضي الكربات .. ويسمع دعاء الداعين .. حتى بعد موته ..!!
>
>
>
>أما الثاني :
>
>فقد حدثني شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين .. قال :
>
>كنت على صعيد عرفات .. والناس في بكاء ودعوات .. قد لفوا أجسادهم بالإحرام .. ورفعوا أكفهم إلى الملك العلام ..
>
>وبينما نحن في خشوعنا وخضوعنا .. نستنزل الرحمات من السماء ..
>
>لفت نظري شيخ كبير .. قد رق عظمه .. وضعف جسده .. وانحنى ظهره .. وهو يردد : يا شيخ فلان .. أسألك أن تكشف كربتي .. اشفع لي .. وارحمني .. ويبكي وينتحب ..
>
>فانتفض جسدي .. واقشعرّ جلدي .. وصحت به : اتق الله .. كيف تدعو غير الله !! وتطلب الحاجات من غير الله !! الجيلاني عبدٌ مملوكٌ .. لا يسمعك ولا يجيبك .. ادعُ الله وحده لا شريك له ..
>
>فالتفت إليَّ ثم قال : إليك عني يا عجوز .. أنت ما تعرف قدر الشيخ فلان عند الله !!.. أنا أؤمن يقيناً أنه ما تنزل قطرة من السماء .. ولا تنبت حبة من الأرض إلا بإذن هذا الشيخ ..
>
>فلما قال ذلك .. قلت له : تعالى الله .. ماذا أبقيت لله ..
>
>فلما سمع مني ذلك .. ولاني ظهره ومضى ..
>
>
>
>وأما الثالث .. والرابع .. والخامس .. فأخبارهم فيما بين يديك من أوراق ..
>
>فسبحان الله .. أين هؤلاء اللاجئين إلى غير مولاهم .. الطالبين حاجاتهم من موتاهم ..
>
>المتجهين بكرباتهم إلى عظام باليات .. وأجساد جامدات .. أينهم عن الله ..!! الملك الحق المبين !! الذي يرى حركات الجنين .. ويسمع دعاء المكروبين .. ولا يرضى أن يدعوا عباده سواه ..
>
>فابكِ إن شئت على حال الأمة .. وقلب طرفك في بلاد الإسلام .. لترى أضرحة ومقامات .. وقبوراً ورفات .. صارت هي الملجأ عند الملمات .. والمفزع عند الكربات ..
>
>نشأ عليها الصغير .. وشاب عليها الكبير ..
>
>فهذه كلمات لهم وهمسات.. وأحاديث ونداءات.. بل هي صرخات وصيحات.. وابتهالات ودعوات.. للغارقين والغارقات..
>
>الذين تلاطمت بهم الأمواج .. وضلوا في الفجاج ..
>
>حتى تخلفوا عن سفينة النجاة .. وماتوا وهم مشركون .. وهم يحسبون أنهم مسلمون ..
>
>إنها سفينة التوحيد .. التي هي كسفينة نوح .. من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ..
>
>وكم رأينا في بلاد الإسلام .. من أقارب وإخوان .. وجيران وخلان .. ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ..
>
>لذا جاء هذا الكتاب نداءً لهم جميعاً بأن يعبدوا الله وحده لا شريك له ..
>كتبه /
>د. محمد بن عبد الرحمن العريفي
>
>دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة
>arefe@arefe.com
عبيرالشرق @aabyralshrk
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
>سفينة النجاة ..
>
>وكم من إنسان هلك مع الهالكين .. واستحق اللعنة إلى يوم الدين .. بسبب أنه لم يحقق التوحيد ..
>
>فالله هو الرب الواحد .. لا يتوكل العبد إلا عليه .. ولا يرغب إلا إليه ..
>
>ولا يرهب إلا منه .. ولا يحلف إلا باسمه .. ولا ينذر إلا له .. ولا يتوب إلا إليه ..
>
>فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله .. ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة ..
>
>وانظر إلى معاذ رضي الله عنه .. لما مشى خلف النبي صلى الله عليه وسلم .. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فجأة ثم سأله ..
>
>يا معاذ : أتدري ما حق الله على العباد .. وما حق العباد على الله ..
>
>قال : الله ورسوله أعلم ..
>
>فقال صلى الله عليه وسلم : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً .. وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ..
>
>وفي حديث آخر .. أنه رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. أي ذنب عند الله أعظم .. فقال صلى الله عليه وسلم : أن تجعل لله نداً وهو خلقك ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>نعم .. التوحيد من أجله .. بعث الله الرسل .. قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .. والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله .. من صنم أو حجر .. أو قبر أو شجر ..
>
>والتوحيد هو مهمة الرسل الأولى كما قال تعالى : { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } .. بل إن الخلق لم يخلقوا إلا ليوحدوا الله قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ..
>
>والأعمال كلها متوقفة في قبولها على التوحيد .. قال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .. ومن حقق التوحيد نجا .. كما صح في الحديث القدسي عند الترمذي .. أن الله تعالى قال : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ..
>
>ولعظم أمر التوحيد .. خاف الأنبياء من فقده ..
>
>فذاك أبو الموحدين .. محطم الأصنام .. وباني البيت الحرام .. إبراهيم عليه السلام .. يبتهل إلى الملك العلام .. ويقول : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } .. ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>بداية الانحراف ..
>
>أول ما حدث الشرك في قوم نوح ..
>
>فبعث الله نوحاً .. فنهاهم عن الشرك .. فمن أطاعه ووحد الله نجى ..
>
>ومن ظل على شركه .. أهلكه الله بالطوفان .. وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زماناً ..
>
>ثم بدأ إبليس في الإفساد .. ونشر الشرك بين العباد .. ولم يزل الله تعالى يبعث المرسلين مبشرين ومنذرين ..
>
>إلى أن بعث خاتم النبيين محمداً صلى الله عليه وسلم.. فدعا إلى التوحيد .. وجاهد المشركين ..وكسر الأصنام ..
>
>ومضت الأمة من بعده على التوحيد ..
>
>إلى أن عاد الشرك إلى بعض الأمة بسبب تعظيم الأولياء والصالحين ..
>
>حتى بنيت الأضرحة على قبورهم .. وصرف الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر لمقاماتهم ..
>
>وسموا هذا الشرك توسلاً بالصالحين ومحبة لهم بزعمهم .. وزعموا أن محبتهم لهؤلاء وتعظيم قبورهم .. تقربهم إلى الله زلفى ..
>
>ونسوا أن هذه حجة المشركين الأولين حيث قالوا عن أصنامهم : { ما نعبدهم إلى ليقربونا إلى الله زلفى } ..
>
>والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلاء شركهم .. قالوا لك .. كلا بل نحن موحدون .. ولربنا عابدون ..
>
>ويظنون أن معنى التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره ..
>
>وهذا مفهوم قاصر .. بل مفهوم باطل للتوحيد ..
>
>فأبو جهل .. وأبو لهب .. بهذا المفهوم موحدون .. فإنهم يعتقدون أن الله هو الإله الأعظم المستحق للعبادة .. لكنهم أشركوا معه آلهة أخرى ظنوا أنها توصل إليه .. وتشفع لهم عنده
>
>وكم من إنسان هلك مع الهالكين .. واستحق اللعنة إلى يوم الدين .. بسبب أنه لم يحقق التوحيد ..
>
>فالله هو الرب الواحد .. لا يتوكل العبد إلا عليه .. ولا يرغب إلا إليه ..
>
>ولا يرهب إلا منه .. ولا يحلف إلا باسمه .. ولا ينذر إلا له .. ولا يتوب إلا إليه ..
>
>فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله .. ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة ..
>
>وانظر إلى معاذ رضي الله عنه .. لما مشى خلف النبي صلى الله عليه وسلم .. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فجأة ثم سأله ..
>
>يا معاذ : أتدري ما حق الله على العباد .. وما حق العباد على الله ..
>
>قال : الله ورسوله أعلم ..
>
>فقال صلى الله عليه وسلم : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً .. وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ..
>
>وفي حديث آخر .. أنه رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. أي ذنب عند الله أعظم .. فقال صلى الله عليه وسلم : أن تجعل لله نداً وهو خلقك ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>نعم .. التوحيد من أجله .. بعث الله الرسل .. قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .. والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله .. من صنم أو حجر .. أو قبر أو شجر ..
>
>والتوحيد هو مهمة الرسل الأولى كما قال تعالى : { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } .. بل إن الخلق لم يخلقوا إلا ليوحدوا الله قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ..
>
>والأعمال كلها متوقفة في قبولها على التوحيد .. قال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .. ومن حقق التوحيد نجا .. كما صح في الحديث القدسي عند الترمذي .. أن الله تعالى قال : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ..
>
>ولعظم أمر التوحيد .. خاف الأنبياء من فقده ..
>
>فذاك أبو الموحدين .. محطم الأصنام .. وباني البيت الحرام .. إبراهيم عليه السلام .. يبتهل إلى الملك العلام .. ويقول : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } .. ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>بداية الانحراف ..
>
>أول ما حدث الشرك في قوم نوح ..
>
>فبعث الله نوحاً .. فنهاهم عن الشرك .. فمن أطاعه ووحد الله نجى ..
>
>ومن ظل على شركه .. أهلكه الله بالطوفان .. وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زماناً ..
>
>ثم بدأ إبليس في الإفساد .. ونشر الشرك بين العباد .. ولم يزل الله تعالى يبعث المرسلين مبشرين ومنذرين ..
>
>إلى أن بعث خاتم النبيين محمداً صلى الله عليه وسلم.. فدعا إلى التوحيد .. وجاهد المشركين ..وكسر الأصنام ..
>
>ومضت الأمة من بعده على التوحيد ..
>
>إلى أن عاد الشرك إلى بعض الأمة بسبب تعظيم الأولياء والصالحين ..
>
>حتى بنيت الأضرحة على قبورهم .. وصرف الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر لمقاماتهم ..
>
>وسموا هذا الشرك توسلاً بالصالحين ومحبة لهم بزعمهم .. وزعموا أن محبتهم لهؤلاء وتعظيم قبورهم .. تقربهم إلى الله زلفى ..
>
>ونسوا أن هذه حجة المشركين الأولين حيث قالوا عن أصنامهم : { ما نعبدهم إلى ليقربونا إلى الله زلفى } ..
>
>والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلاء شركهم .. قالوا لك .. كلا بل نحن موحدون .. ولربنا عابدون ..
>
>ويظنون أن معنى التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره ..
>
>وهذا مفهوم قاصر .. بل مفهوم باطل للتوحيد ..
>
>فأبو جهل .. وأبو لهب .. بهذا المفهوم موحدون .. فإنهم يعتقدون أن الله هو الإله الأعظم المستحق للعبادة .. لكنهم أشركوا معه آلهة أخرى ظنوا أنها توصل إليه .. وتشفع لهم عنده
>قـصـة ..
>
>روى البيهقي وغيره : أنه لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس .. حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده .. فقالوا : ساحر .. كاهن .. مجنون ..
>
>لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ولا ينقصون ..
>
>فاجتمع رأيهم على أن يغروه بمال ودنيا ..
>
>فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي .. وكان من كبارهم ..
>
>فلما دخل عليه حصين .. قال : يا محمد .. فرقت جماعتنا .. وشتت شملنا .. وفعلت .. وفعلت .. فإن كنت تريد مالاً جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالاً .. وإن أردت نساءً زوجناك أجمل النساء .. وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا .. ومضى في كلامه وإغرائه ..والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه ..
>
>فلما انتهى من كلامه .. قال له صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا عمران ..
>
>قال : نعم .. قال : فأجبني عما أسألك .. قال : سل عما بدا لك ..
>
>قال : يا أبا عمران .. كم إلهاً تعبد ؟ قال : أعبد سبعة .. ستة في الأرض .. وواحداً في السماء !!
>
>قال : فإذا هلك المال .. من تدعوا !؟
>
>قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟
>
>قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فإذا جاع العيال .. من تدعوا ؟
>
>قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فيستجيب لك وحده .. أم يستجيبون لك كلهم ..
>
>قال : بل يستجيب وحده ..
>
>فقال صلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده .. وينعم عليك وحده .. وتشركهم في الشكر .. أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك .. قال حصين : لا .. ما يقدرون عليه ..
>
>فقال صلى الله عليه وسلم : يا حصين ..أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ..فقيل إنه أسلم فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به..
>
>حـقيـقـة ..
>
>نعم كانوا يعبدون اللات والعزى .. لكنهم يعتبرونها آلة صغيرة تقربهم إلى الإله الأعظم وهو الله جل جلاله .. ويصرفون لها أنواعاً من العبادات .. لتشفع لهم عند الله .. لذا كانوا يقولون { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ..
>
>كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ..
>
>{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } ..
>
>وفي الصحيحين وغيرهما ..
>
>عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً جهة نجد .. لينظروا له ما حول المدينة ..
>
>فبنما هم يتجولون على دوابهم .. فإذا برجل قد تقلد سلاحه .. ولبس الإحرام .. وهو يلبي قائلاً : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك .. إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك .. ويردد : إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك ..
>
>فأقبل الصحابة عليه .. وسألوه أين يريد .. فأخبرهم أنه يريد مكة .. فنظروا في حاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب .. الذي ادعى النبوة ..
>
>فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إلى المدينة .. ليراه النبي صلى الله عليه وسلم .. ويقضي فيه ما شاء ..
>
>فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. قال لأصحابه : أتدون من أسرتم .. هذا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة ..
>
>ثم قال اربطوه في سارية من سواري المسجد .. وأكرموه ..
>
>ثم ذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه .. وأمر بدابة ثمامة أن تعلف ويعتنى بها .. وتعرض أمامه في الصباح والمساء ..
>
>فربطوه بسارية من سواري المسجد .. فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما عندك يا ثمامة ؟
>
>قال : عندي خير يا محمد .. إن تقتلني تقتل ذا دم .. ( أي ينتقم لي قومي ) .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ..
>
>فتركه صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد .. ثم قال له : ما عندك يا ثمامة ؟
>
>فقال : عندي ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ..
>
>فتركه صلى الله عليه وسلم حتى بعد الغد .. فمر به فقال : ما عندك يا ثمامة ؟
>
>فقال : عندي ما قلت لك ..
>
>فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا رغبة له في الإسلام .. وقد رأى صلاة المسلمين .. وسمع حديثم .. ورأى كرمهم ..
>
>قال صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة ..
>
>فأطلقوه .. وأعطوه دابته وودعوه ..
>
>فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد .. فاغتسل .. ثم دخل المسجد .
>
>فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..
>
>يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .. فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ..
>
>و الله ما كان دين أبغض إلي من دينك .. فأصبح دينك أحب الدين إلي ..
>
>والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ..
>
>ثم قال : يا رسول الله .. إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟
>
>فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالخير .. وأمره أن يكمل طريقه إلى مكة ويعتمر ..
>
>فذهب إلى مكة يلبي بالتوحيد قائلاً .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..
>
>نعم أسلم فقال : لبيك لا شريك لك .. فلا قبر مع الله يعبد .. ولا صنم يُصلَّى له ويُسْجَد ..
>
>ثم دخل ثمامة رضي الله عنه مكة .. فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه ..
>
>فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..
>
>فقال له قائل : أصبوت ؟ قال : لا .. ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم ..
>
>فهموا به أن يؤذوه .. فصاح بهم وقال :
>
>ولا و الله .. لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة .. حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ..
>
>كانوا يعظمون الله .. أكثر من تعظيمهم لهذه الآلهة ..
>
>فقل لي بربك .. ما الفرق بين شرك أبي جهل وأبي لهب ..
>
>وبين من يذبح اليوم عند قبر .. أو يسجد على أعتاب ضريح .. أو يذبح له ويطوف ..
>
>أو يقف عند مشهد الولي ذليلاً خاضعاً .. منكسراً خاشعاً ..
>
>يسأله الحاجات .. وكشف الكربات .. يلتمس من عظام باليات شفاء المريض .. ورد المسافر ..
>
>عجباً .. والله يقول :
>
>{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>
>
>وهذا الشرك ..الذي يقع عند القبور من ذبح لها ..وتقرب إلى أهلها ..وطواف عليها..هو أعظم الذنوب ..
>
>نعم أعظم من الزنا .. وأعظم من شرب الخمر .. والقتل .. وعقوق الوالدين .. وقد قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) ..
>
>نعم .. الله لا يغفر أن يشرك به .. بينما قد يغفر الله للزناة .. ويعفو عن القتلة والجناة ..
>
>ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :
>
>أن امرأة بغياً من بني إسرائيل كانت تمشي في صحراء ..
>
>فرأت كلباً بجوار بئر يصعد عليه تارة .. ويطوف به تارة ..
>
>في يوم حار قد أدلع لسانه من شدة الظمأ .. قد كاد يقتله العطش ..
>
>فلما رأته هذه البغي ..
>
>التي طالما عصت ربها .. وأغوت غيرها .. ووقعت في الفواحش والآثام .. وأكلت المال الحرام .. لما رأت هذا الكلب .. نزعت خفها .. حذاءها ..
>
>وأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء .. وسقته ..
>
>فغفر الله لها بذلك .. الله أكبر .. غفر الله لها .. بماذا ..؟
>
>هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت في سبيل الله ؟!
>
>كلا .. وإنما سقت كلباً شربةً من ماء .. فغفر الله لها .. لأنها كانت تقع في المعاصي لكنها ما كانت تشرك بالله ولياً ولا قبراً .. ولا تعظم حجراً ولا بشراً .. فغفر الله لها ..
>
>فما أقرب المغفرة من العاصين وما أبعدها عن المشركين ..
>
>روى البيهقي وغيره : أنه لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس .. حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده .. فقالوا : ساحر .. كاهن .. مجنون ..
>
>لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ولا ينقصون ..
>
>فاجتمع رأيهم على أن يغروه بمال ودنيا ..
>
>فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي .. وكان من كبارهم ..
>
>فلما دخل عليه حصين .. قال : يا محمد .. فرقت جماعتنا .. وشتت شملنا .. وفعلت .. وفعلت .. فإن كنت تريد مالاً جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالاً .. وإن أردت نساءً زوجناك أجمل النساء .. وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا .. ومضى في كلامه وإغرائه ..والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه ..
>
>فلما انتهى من كلامه .. قال له صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا عمران ..
>
>قال : نعم .. قال : فأجبني عما أسألك .. قال : سل عما بدا لك ..
>
>قال : يا أبا عمران .. كم إلهاً تعبد ؟ قال : أعبد سبعة .. ستة في الأرض .. وواحداً في السماء !!
>
>قال : فإذا هلك المال .. من تدعوا !؟
>
>قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟
>
>قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فإذا جاع العيال .. من تدعوا ؟
>
>قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فيستجيب لك وحده .. أم يستجيبون لك كلهم ..
>
>قال : بل يستجيب وحده ..
>
>فقال صلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده .. وينعم عليك وحده .. وتشركهم في الشكر .. أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك .. قال حصين : لا .. ما يقدرون عليه ..
>
>فقال صلى الله عليه وسلم : يا حصين ..أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ..فقيل إنه أسلم فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به..
>
>حـقيـقـة ..
>
>نعم كانوا يعبدون اللات والعزى .. لكنهم يعتبرونها آلة صغيرة تقربهم إلى الإله الأعظم وهو الله جل جلاله .. ويصرفون لها أنواعاً من العبادات .. لتشفع لهم عند الله .. لذا كانوا يقولون { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ..
>
>كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ..
>
>{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } ..
>
>وفي الصحيحين وغيرهما ..
>
>عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً جهة نجد .. لينظروا له ما حول المدينة ..
>
>فبنما هم يتجولون على دوابهم .. فإذا برجل قد تقلد سلاحه .. ولبس الإحرام .. وهو يلبي قائلاً : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك .. إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك .. ويردد : إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك ..
>
>فأقبل الصحابة عليه .. وسألوه أين يريد .. فأخبرهم أنه يريد مكة .. فنظروا في حاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب .. الذي ادعى النبوة ..
>
>فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إلى المدينة .. ليراه النبي صلى الله عليه وسلم .. ويقضي فيه ما شاء ..
>
>فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. قال لأصحابه : أتدون من أسرتم .. هذا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة ..
>
>ثم قال اربطوه في سارية من سواري المسجد .. وأكرموه ..
>
>ثم ذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه .. وأمر بدابة ثمامة أن تعلف ويعتنى بها .. وتعرض أمامه في الصباح والمساء ..
>
>فربطوه بسارية من سواري المسجد .. فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما عندك يا ثمامة ؟
>
>قال : عندي خير يا محمد .. إن تقتلني تقتل ذا دم .. ( أي ينتقم لي قومي ) .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ..
>
>فتركه صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد .. ثم قال له : ما عندك يا ثمامة ؟
>
>فقال : عندي ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت ..
>
>فتركه صلى الله عليه وسلم حتى بعد الغد .. فمر به فقال : ما عندك يا ثمامة ؟
>
>فقال : عندي ما قلت لك ..
>
>فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا رغبة له في الإسلام .. وقد رأى صلاة المسلمين .. وسمع حديثم .. ورأى كرمهم ..
>
>قال صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة ..
>
>فأطلقوه .. وأعطوه دابته وودعوه ..
>
>فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد .. فاغتسل .. ثم دخل المسجد .
>
>فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..
>
>يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .. فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ..
>
>و الله ما كان دين أبغض إلي من دينك .. فأصبح دينك أحب الدين إلي ..
>
>والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ..
>
>ثم قال : يا رسول الله .. إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟
>
>فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالخير .. وأمره أن يكمل طريقه إلى مكة ويعتمر ..
>
>فذهب إلى مكة يلبي بالتوحيد قائلاً .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..
>
>نعم أسلم فقال : لبيك لا شريك لك .. فلا قبر مع الله يعبد .. ولا صنم يُصلَّى له ويُسْجَد ..
>
>ثم دخل ثمامة رضي الله عنه مكة .. فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه ..
>
>فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..
>
>فقال له قائل : أصبوت ؟ قال : لا .. ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم ..
>
>فهموا به أن يؤذوه .. فصاح بهم وقال :
>
>ولا و الله .. لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة .. حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ..
>
>كانوا يعظمون الله .. أكثر من تعظيمهم لهذه الآلهة ..
>
>فقل لي بربك .. ما الفرق بين شرك أبي جهل وأبي لهب ..
>
>وبين من يذبح اليوم عند قبر .. أو يسجد على أعتاب ضريح .. أو يذبح له ويطوف ..
>
>أو يقف عند مشهد الولي ذليلاً خاضعاً .. منكسراً خاشعاً ..
>
>يسأله الحاجات .. وكشف الكربات .. يلتمس من عظام باليات شفاء المريض .. ورد المسافر ..
>
>عجباً .. والله يقول :
>
>{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>
>
>وهذا الشرك ..الذي يقع عند القبور من ذبح لها ..وتقرب إلى أهلها ..وطواف عليها..هو أعظم الذنوب ..
>
>نعم أعظم من الزنا .. وأعظم من شرب الخمر .. والقتل .. وعقوق الوالدين .. وقد قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) ..
>
>نعم .. الله لا يغفر أن يشرك به .. بينما قد يغفر الله للزناة .. ويعفو عن القتلة والجناة ..
>
>ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :
>
>أن امرأة بغياً من بني إسرائيل كانت تمشي في صحراء ..
>
>فرأت كلباً بجوار بئر يصعد عليه تارة .. ويطوف به تارة ..
>
>في يوم حار قد أدلع لسانه من شدة الظمأ .. قد كاد يقتله العطش ..
>
>فلما رأته هذه البغي ..
>
>التي طالما عصت ربها .. وأغوت غيرها .. ووقعت في الفواحش والآثام .. وأكلت المال الحرام .. لما رأت هذا الكلب .. نزعت خفها .. حذاءها ..
>
>وأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء .. وسقته ..
>
>فغفر الله لها بذلك .. الله أكبر .. غفر الله لها .. بماذا ..؟
>
>هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت في سبيل الله ؟!
>
>كلا .. وإنما سقت كلباً شربةً من ماء .. فغفر الله لها .. لأنها كانت تقع في المعاصي لكنها ما كانت تشرك بالله ولياً ولا قبراً .. ولا تعظم حجراً ولا بشراً .. فغفر الله لها ..
>
>فما أقرب المغفرة من العاصين وما أبعدها عن المشركين ..
>قصة ..
>
>بعض الناس يفزع ويضطرب .. ويحزن إذا رأى كثرة الزناة وشراب الخمور .. بينما لا يتأثر وهو يرى كثرة من يتمسحون بأعتاب القبور ويصرفون لها أنواع العبادات .. مع أن الزنى وشرب الخمر معاص كبار .. لكنها لا تخرج من ملة الإسلام .. بينما صرف شيء من العبادة لغير الله هو شرك يموت به الإنسان كافراً ..
>
>ولذا كان العلماء الربانيون يجعلون تدريس العقيدة أصل الأصول ..
>
>كان الشيخ محمد -رحمه الله - قد ألف كتاب التوحيد ..وأخذ يشرحه لطلابه ..ويعيد ويكرر مسائله عليهم ..
>
>فقال له طلابه يوماً : يا شيخ نريد أن تغير لنا الدرس إلى مواضيع أخرى .. قصص .. سيرة ..تاريخ ..
>
>قال الشيخ : سننظر في ذلك إن شاء الله ..
>
>ثم خرج إليهم من الغد مهموماً مفكراً ..
>
>فسألوه عن سبب حزنه فقال : سمعت أن رجلاً في قرية مجاورة .. سكن بيتاً جديداً .. وخاف من تعرض الجن له فذبح ديكاً عند عتبة باب البيت .. تقرباً إلى الجن .. ولقد أرسلت من يتثبت لي من هذا الأمر ..
>
>فلم يتأثر الطلاب كثيراً .. وإنما دعوا لذاك الرجل بالهداية .. وسكتوا ..
>
>وفي الغد لقيهم الشيخ .. فقال ..
>
>تثبتنا من خبر البارحة .. فإذا الأمر على خلاف ما نقل إليَّ ..
>
>فإن الرجل لم يذبح ديكاً تقرباً إلى الجن .. ولكنه زنا بأمه ..
>
>فثار الطلاب وانفعلوا .. وسبوا وأكثروا .. وقالوا لا بد من الإنكار عليه .. ومناصحته .. وعقوبته .. وكثر هرجهم ومرجهم ..
>
>فقال الشيخ : ما أعجب أمركم .. تنكرون هذا الإنكار على من وقع في كبيرة من الكبائر .. وهي لم تخرجه من الإسلام ..
>
>ولا تنكرون على من وقع في الشرك .. وذبح لغير الله .. وصرف العبادة لغير الله ..
>
>فسكت الطلاب .. فأشار الشيخ إلى أحدهم وقال .. قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد ..
>
>* * * * * * * * *
>
>والشرك أعظم الذنوب .. ولا يغفره الله أبداً .. قال الله { إن الشرك لظلم عظيم } ..
>
>والجنة حرام على المشركين .. وهم مخلدون في النار .. قال تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) ..
>
>ومن وقع في الشرك .. أفسد عليه هذا الشرك .. جميع عباداته من صلاة وصوم وحج وجهاد وصدقة .. قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>والشرك له صور متعددة :
>
>منها ما يخرج من الملة .. ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ..
>
>كدعاء غير الله .. والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله .. من القبور .. والجن .. والشياطين .. والخوف من الموتى .. أو الجن والشياطين أن يضروه أو يمرضوه ..
>
>ورجاء غير الله فيما يقدر عليه إلا الله .. من قضاء الحاجات .. وتفريج الكربات .. مما يمارس الآن حول الأضرحة والقبور ..
>
>فالقبور تزار لأجل الاتعاظ والدعاء للأموات .. كما قال صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ..
>
>وذلك للرجال .. أما النساء فلا يشرع لهن زيارة القبور .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور .. ولأن زيارتهن قد يحصل بها فتنة لهن أو بهن ..
>
>أما زيارة القبور لدعاء أهلها .. والاستغاثة بهم .. أو الذبح لهم .. أو التبرك بهم .. أو طلب الحاجات منهم .. والنذر لهم ..
>
>فهذا شرك أكبر .. ولا فرق بين كون المدعو المقبور نبياً أو ولياً أو صالحاً .. فكل هؤلاء بشر .. لا يملكون ضراً ولا نفعاً .. قال الله لأحب خلقه إليه محمد صلى الله عليه وسلم :( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا ) ..
>
>ويدخل في ذلك ما يفعله الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من دعائه والاستغاثة به .. أو عند قبر الحسين .. أو البدوي .. أو الجيلاني .. أو غيرهم ..
>
>أما زيارة القبور للصلاة عندها والقراءة .. فهذه بدعة ..
>
>وإنما يشرع للزائر الاتعاظ والدعاء للميت فقط ..
>
>ومن العجب أن يذهب مسلم إلى المقبورين وهو يعلم أنهم جثث هامدة .. لا يستطيعون أن يتخلصوا مما هم فيه .. فيطلب منهم أن يستجيبوا الدعوات .. أو يفرجوا الكربات ..
>
>وكثير من هذه الأضرحة .. والقبور .. التي تعظم .. ويبنى عليها .. يكون لها خدم وسدنة .. يظهرون التقى والتقشف .. ويختلقون للناس الأكاذيب .. ويدعونهم إلى الشرك بالله ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>نداء .. نداء ..
>
>إني أقول لألئك الذين يدعون الأموات ..
>
>أمواتكم هؤلاء .. الذين تبكون على عتباتهم .. وترجون شفاعاتهم ..( هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ) ..
>
>لا والله لا يسمعون .. ولا ينفعون .. بل يخذلون ويضرون ..
>
>وما أجمل ما فعله ذلك الغلام الصغير .. الذي عمره 13 سنة .. وسافر مع والده إلى الهند ..
>
>والهند بلاد كبيرة .. تتنوع فيها الآلهة .. يعبدون كل شئ .. من حيوان ونبات وجماد وبشر وكواكب ..
>
>دخل الغلام أحد المعابد .. فرأى الناس يعبدون ثمرة جوز الهند ..
>
>وقد رسموا لها عينين وأنفاً وفماً .. ويقدمون لها البخور والطعام والشراب ..
>
>ثم رآهم يصلون لها .. فلما سجدوا لها .. أقبل الغلام إلى الثمرة فاختطفها وهرب بها ..
>
>فلما رفعوا رؤوسهم من سجودهم .. لم يجدوا إلههم .. فالتفتوا .. فإذا الغلام قد حمل الإله .. وفرَّ به هارباً ..
>
>فقطعوا صلاتهم .. وركضوا وراء الغلام ..
>
>فلما ابتعد عنهم .. جلس على الأرض .. ثم كسر الجوزة .. وشرب مائها وألقاها على الأرض ..
>
>فتصايحوا لما رأوا الإله مكسوراً .. فأخذوه وضربوه وتلتلوه .. ثم ذهبوا به إلى قاضي البلد ..
>
>فقال له القاضي : أنت الذي كسرت الإله ؟
>
>قال الغلام : لا .. ولكني كسرت جوزة .. قال القاضي : ولكنها إلاههم ..
>
>قال الغلام : أيها القاضي !! هل كسرت يوماً جوزة هند وأكلتها ؟
>
>قال القاضي : نعم .. قال الغلام : فما الفرق إذاً ؟
>
>فسكت القاضي واحتار .. ونظر إلى عبادها يريد منهم الجواب ..
>
>فقالوا : هذه الجوزة لها عينان وفم ..
>
>فصاح بهم الغلام قال: هل تتكلم ؟ قالوا : لا ..
>
>قال : هل تسمع ؟ قالوا : لا ..
>
>قال : فكيف تعبدونها إذاً ؟ فبهت الذي كفر .. والله لا يهدي القوم الظالمين ..
>
>فنظر إليهم القاضي .. فخاف أن يتعرضوا للغلام بسوء ..
>
>فقال للغلام .. عقوبة لك .. قررنا تغريمك 150 روبية ..
>
>فدفعها الغلام مرغماً .. وخرج منتصراً ..
>
>بعض الناس يفزع ويضطرب .. ويحزن إذا رأى كثرة الزناة وشراب الخمور .. بينما لا يتأثر وهو يرى كثرة من يتمسحون بأعتاب القبور ويصرفون لها أنواع العبادات .. مع أن الزنى وشرب الخمر معاص كبار .. لكنها لا تخرج من ملة الإسلام .. بينما صرف شيء من العبادة لغير الله هو شرك يموت به الإنسان كافراً ..
>
>ولذا كان العلماء الربانيون يجعلون تدريس العقيدة أصل الأصول ..
>
>كان الشيخ محمد -رحمه الله - قد ألف كتاب التوحيد ..وأخذ يشرحه لطلابه ..ويعيد ويكرر مسائله عليهم ..
>
>فقال له طلابه يوماً : يا شيخ نريد أن تغير لنا الدرس إلى مواضيع أخرى .. قصص .. سيرة ..تاريخ ..
>
>قال الشيخ : سننظر في ذلك إن شاء الله ..
>
>ثم خرج إليهم من الغد مهموماً مفكراً ..
>
>فسألوه عن سبب حزنه فقال : سمعت أن رجلاً في قرية مجاورة .. سكن بيتاً جديداً .. وخاف من تعرض الجن له فذبح ديكاً عند عتبة باب البيت .. تقرباً إلى الجن .. ولقد أرسلت من يتثبت لي من هذا الأمر ..
>
>فلم يتأثر الطلاب كثيراً .. وإنما دعوا لذاك الرجل بالهداية .. وسكتوا ..
>
>وفي الغد لقيهم الشيخ .. فقال ..
>
>تثبتنا من خبر البارحة .. فإذا الأمر على خلاف ما نقل إليَّ ..
>
>فإن الرجل لم يذبح ديكاً تقرباً إلى الجن .. ولكنه زنا بأمه ..
>
>فثار الطلاب وانفعلوا .. وسبوا وأكثروا .. وقالوا لا بد من الإنكار عليه .. ومناصحته .. وعقوبته .. وكثر هرجهم ومرجهم ..
>
>فقال الشيخ : ما أعجب أمركم .. تنكرون هذا الإنكار على من وقع في كبيرة من الكبائر .. وهي لم تخرجه من الإسلام ..
>
>ولا تنكرون على من وقع في الشرك .. وذبح لغير الله .. وصرف العبادة لغير الله ..
>
>فسكت الطلاب .. فأشار الشيخ إلى أحدهم وقال .. قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد ..
>
>* * * * * * * * *
>
>والشرك أعظم الذنوب .. ولا يغفره الله أبداً .. قال الله { إن الشرك لظلم عظيم } ..
>
>والجنة حرام على المشركين .. وهم مخلدون في النار .. قال تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) ..
>
>ومن وقع في الشرك .. أفسد عليه هذا الشرك .. جميع عباداته من صلاة وصوم وحج وجهاد وصدقة .. قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>والشرك له صور متعددة :
>
>منها ما يخرج من الملة .. ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ..
>
>كدعاء غير الله .. والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله .. من القبور .. والجن .. والشياطين .. والخوف من الموتى .. أو الجن والشياطين أن يضروه أو يمرضوه ..
>
>ورجاء غير الله فيما يقدر عليه إلا الله .. من قضاء الحاجات .. وتفريج الكربات .. مما يمارس الآن حول الأضرحة والقبور ..
>
>فالقبور تزار لأجل الاتعاظ والدعاء للأموات .. كما قال صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ..
>
>وذلك للرجال .. أما النساء فلا يشرع لهن زيارة القبور .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور .. ولأن زيارتهن قد يحصل بها فتنة لهن أو بهن ..
>
>أما زيارة القبور لدعاء أهلها .. والاستغاثة بهم .. أو الذبح لهم .. أو التبرك بهم .. أو طلب الحاجات منهم .. والنذر لهم ..
>
>فهذا شرك أكبر .. ولا فرق بين كون المدعو المقبور نبياً أو ولياً أو صالحاً .. فكل هؤلاء بشر .. لا يملكون ضراً ولا نفعاً .. قال الله لأحب خلقه إليه محمد صلى الله عليه وسلم :( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا ) ..
>
>ويدخل في ذلك ما يفعله الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من دعائه والاستغاثة به .. أو عند قبر الحسين .. أو البدوي .. أو الجيلاني .. أو غيرهم ..
>
>أما زيارة القبور للصلاة عندها والقراءة .. فهذه بدعة ..
>
>وإنما يشرع للزائر الاتعاظ والدعاء للميت فقط ..
>
>ومن العجب أن يذهب مسلم إلى المقبورين وهو يعلم أنهم جثث هامدة .. لا يستطيعون أن يتخلصوا مما هم فيه .. فيطلب منهم أن يستجيبوا الدعوات .. أو يفرجوا الكربات ..
>
>وكثير من هذه الأضرحة .. والقبور .. التي تعظم .. ويبنى عليها .. يكون لها خدم وسدنة .. يظهرون التقى والتقشف .. ويختلقون للناس الأكاذيب .. ويدعونهم إلى الشرك بالله ..
>
>
>
>* * * * * * * * *
>
>
>
>نداء .. نداء ..
>
>إني أقول لألئك الذين يدعون الأموات ..
>
>أمواتكم هؤلاء .. الذين تبكون على عتباتهم .. وترجون شفاعاتهم ..( هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ) ..
>
>لا والله لا يسمعون .. ولا ينفعون .. بل يخذلون ويضرون ..
>
>وما أجمل ما فعله ذلك الغلام الصغير .. الذي عمره 13 سنة .. وسافر مع والده إلى الهند ..
>
>والهند بلاد كبيرة .. تتنوع فيها الآلهة .. يعبدون كل شئ .. من حيوان ونبات وجماد وبشر وكواكب ..
>
>دخل الغلام أحد المعابد .. فرأى الناس يعبدون ثمرة جوز الهند ..
>
>وقد رسموا لها عينين وأنفاً وفماً .. ويقدمون لها البخور والطعام والشراب ..
>
>ثم رآهم يصلون لها .. فلما سجدوا لها .. أقبل الغلام إلى الثمرة فاختطفها وهرب بها ..
>
>فلما رفعوا رؤوسهم من سجودهم .. لم يجدوا إلههم .. فالتفتوا .. فإذا الغلام قد حمل الإله .. وفرَّ به هارباً ..
>
>فقطعوا صلاتهم .. وركضوا وراء الغلام ..
>
>فلما ابتعد عنهم .. جلس على الأرض .. ثم كسر الجوزة .. وشرب مائها وألقاها على الأرض ..
>
>فتصايحوا لما رأوا الإله مكسوراً .. فأخذوه وضربوه وتلتلوه .. ثم ذهبوا به إلى قاضي البلد ..
>
>فقال له القاضي : أنت الذي كسرت الإله ؟
>
>قال الغلام : لا .. ولكني كسرت جوزة .. قال القاضي : ولكنها إلاههم ..
>
>قال الغلام : أيها القاضي !! هل كسرت يوماً جوزة هند وأكلتها ؟
>
>قال القاضي : نعم .. قال الغلام : فما الفرق إذاً ؟
>
>فسكت القاضي واحتار .. ونظر إلى عبادها يريد منهم الجواب ..
>
>فقالوا : هذه الجوزة لها عينان وفم ..
>
>فصاح بهم الغلام قال: هل تتكلم ؟ قالوا : لا ..
>
>قال : هل تسمع ؟ قالوا : لا ..
>
>قال : فكيف تعبدونها إذاً ؟ فبهت الذي كفر .. والله لا يهدي القوم الظالمين ..
>
>فنظر إليهم القاضي .. فخاف أن يتعرضوا للغلام بسوء ..
>
>فقال للغلام .. عقوبة لك .. قررنا تغريمك 150 روبية ..
>
>فدفعها الغلام مرغماً .. وخرج منتصراً ..
>ومما يزيد الطين بلة .. أن المتعلقين بالقبور .. لم يكتفوا بتعظيم الأموات .. وسؤالهم الحاجات .. وإنما صرفوا الأموال في تزيينها .. ورفعها .. والبناء عليها ..
>
>وتنقسم القباب والأضرحة المبنية على القبور .. إلى قسمين :
>
>الأول : قباب تبنى في مقابر المسلمين العامة .. حيث تبدو القبة شاهقة وسط القبور ..
>
>والثاني : قباب تبنى في المساجد.. أو تبنى عليها المساجد.. وقد تكون في قبلة المسجد.. أو في الخلف.. أو في أحد جوانبه ..
>
>وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : \" اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد .. لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد \" وهذا في قبره الشريف وفي كل قبر ..
>
>وعن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج : \" ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته .. ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته ..
>
>ونهى صلى الله عليه وسلم أن ( يجصص القبر .. وأن يقعد عليه .. وأن يبنى عليه .. أو أن يكتب عليه \" ..
>
>ولعن صلى الله عليه وسلم \" المتخذين عليها المساجد والسُرج \" ..
>
>ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من ذلك شيء في بلاد الإسلام .. لا على قبر نبي.. ولا غيره ..
>
>
>
>اللهم أهدني رشدي
>
>
>وأعذني من شر نفسي
مع تحياتي عبيرالشرق ....( وصلني عبر الايميل).
>
>وتنقسم القباب والأضرحة المبنية على القبور .. إلى قسمين :
>
>الأول : قباب تبنى في مقابر المسلمين العامة .. حيث تبدو القبة شاهقة وسط القبور ..
>
>والثاني : قباب تبنى في المساجد.. أو تبنى عليها المساجد.. وقد تكون في قبلة المسجد.. أو في الخلف.. أو في أحد جوانبه ..
>
>وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : \" اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد .. لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد \" وهذا في قبره الشريف وفي كل قبر ..
>
>وعن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج : \" ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته .. ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته ..
>
>ونهى صلى الله عليه وسلم أن ( يجصص القبر .. وأن يقعد عليه .. وأن يبنى عليه .. أو أن يكتب عليه \" ..
>
>ولعن صلى الله عليه وسلم \" المتخذين عليها المساجد والسُرج \" ..
>
>ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من ذلك شيء في بلاد الإسلام .. لا على قبر نبي.. ولا غيره ..
>
>
>
>اللهم أهدني رشدي
>
>
>وأعذني من شر نفسي
مع تحياتي عبيرالشرق ....( وصلني عبر الايميل).
الصفحة الأخيرة
>
>
>
>البحر المتلاطم ..
>
>كانت الدنيا مليئة بالمشركين .. هذا يدعو صنماً .. وذاك يرجو قبراً ..
>
>والثالث يعبد بشراً .. والرابع يعظم شجراً ..
>
>نظر إليهم ربهم فمقتهم عربهم وعجمهم .. إلا بقايا من موحدي أهل الكتاب ..
>
>وكان من بين هؤلاء السادرين ..
>
>سيد من السادات .. هو عمرو بن الجموح ..
>
>كان له صنم اسمه مناف .. يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه ..
>
>مناف .. هو مفزعه عند الكربات .. وملاذه عند الحاجات ..
>
>صنم صنعه من خشب .. لكنه أحب إليه من أهله وماله ..
>
>وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه وطييبه وتلبيسه ..
>
>وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا .. حتى جاوز عمره الستين سنة ..
>
>فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .. وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه .. داعيةً ومعلماً لأهل المدينة .. أسلم ثلاثة أولاد لعمرو بن الجموح مع أمهم دون أن يعلم ..
>
>فعمدوا إلى أبيهم فأخبروه بخبر هذا الداعي المعلم وقرؤوا عليه القرآن .. وقالوا : يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى في اتباعه ؟
>
>فقال : لست أفعل حتى أشاور مناف فأَنظُرَ ما يقول !!
>
>ثم قام عمرو إلى مناف .. وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أصنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزاً تجيبهم بما يلهمها الصنم في زعمهم ..
>
>أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف .. وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى .. فوقف بين يدي الصنم .. معتمداً على رجله الصحيحة .. تعظيماً واحتراماً .. ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال :
>
>يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف .. فلم يردَّ الصنم شيئاً .. فأعاد عليه فلم يجب ..
>
>فقال عمرو : لعلك غضبت .. وإني ساكت عنك أياماً حتى يزول غضبك ..
>
>ثم تركه وخرج .. فلما أظلم الليل .. أقبل أبناؤه إلى مناف ..
>
>فحملوه وألقوه في حفرة فيها أقذار وجيف ..
>
>فلما أصبح عمرو دخل إلى صنمه لتحيته فلم يجده ..
>
>فصاح بأعلى صوته : ويلكم !! من عدا على إلهنا الليلة .. فسكت أهله ..
>
>ففزع ..واضطرب ..وخرج يبحث عنه ..فوجده منكساً على رأسه في الحفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لمكانه..
>
>وقال له : أما والله يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لأخزيته ..
>
>فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إلى الصنم .. فحملوه وألقوه في تلك الحفرة المنتنة ..
>
>فلما أصبح الشيخ التمس صنمه .. فلم يجده في مكانه ..
>
>فغضب وهدد وتوعد .. ثم أخرجه من تلك الحفرة فغسله وطيبه ..
>
>ثم ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يخرجه كل صباح فلما ضاق بالأمر ذرعاً راح إليه قبل منامه وقال : ويحك يا مناف إن العنز لتمنع أُسْتَها ..
>
>ثم علق في رأس الصنم سيفاً وقال : ادفع عدوك عن نفسك ..
>
>فلما جَنَّ الليلُ حمل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه في بئر يجتمع فيها النتن .. فلما أصبح الشيخ بحث عن مناف فلما رآه على هذا الحال في البئر قال :
>
>ورب يبـول الثعلبـان برأسه *** لقد خاب من بالت عليه الثعالب
>
>ثم دخل في دين الله .. وما زال يسابق الصالحين في ميادين الدين ..
>
>وانظر إليه .. لما أراد المسلمون الخروج إلى معركة بدر .. منعه أبناؤه لكبر سنه .. وشدة عرجه .. فأصر على الخروج للجهاد.. فاستعانوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالبقاء في المدينة .. فبقي فيها ..
>
>فلما كانت غزوة أحُد .. أراد عمرو الخروج للجهاد .. فمنعه أبناؤه .. فلما أكثروا عليه .. ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. يدافع عبرته .. ويقول : ( يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد ..
>
>قال : إن الله قد عذرك ..
>
>فقال .. يا رسول الله .. والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ..
>
>فأذن له صلى الله عليه وسلم بالخروج .. فأخذ سلاحه وقال : اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي ..
>
>فلما وصلوا إلى ساحة القتال .. والتقى الجمعان .. وصاحت الأبطال .. ورميت النبال ..
>
>انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام .. ويقاتل عباد الأصنام ..
>
>حتى توجه إليه كافر .. بضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ..
>
>فدفن رضي الله عنه .. ومضى مع الذين أنعم الله عليهم ..
>
>وبعد ست وأربعين سنة في عهد معاوية رضي الله عنه ..
>
>نزل بمقبرة شهداء أحد .. سيل شديد .. غطّى أرض القبور ..
>
>فسارع المسلمون إلى نقل رُفات الشهداء .. فلما حفروا عن قبر عمرو بن الجموح .. فإذا هو كأنه نائم .. ليّن جسده .. تتثنى أطرافه .. لم تأكل الأرض من جسده شيئاً ..
>
>فتأمل كيف ختم الله له بالخير لما رجع إلى الحق لما تبين له ..
>
>بل انظر كيف أظهر الله كرامته في الدنيا قبل الآخرة .. لما حقق لا إله إلا الله ..
>
>هذه الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات .. وفطر الله عليها جميع المخلوقات .. وهي سبب دخول الجنة ..
>
>ولأجلها خلقت الجنة والنار .. وانقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار .. وأبرار وفجار ..
>
>فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين