أرواحنا والجن
1) على أصول أهل السنة التي تظاهرت عليها أدلة القرآن والسنةوالآثار والاعتبار والعقل والقول أنالروح ذات قائمة بنفسها تصعد وتنزل وتتصل وتنفصلوتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن ، وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بالدخول والخروج والقبض والتوفي والرجوع وصعودها إلى السماء وفتح أبوابها لها وغلقها عنها فقال تعالى وقال تعالى وهذا يقال لها عند المفارقة للجسد وقال تعالى فأخبر أنه سوى النفس كما أخبر أنه سوى البدن في قوله فهو سبحانه سوى نفس الإنسان كما سوى بدنه بل سوى بدنه كالقالب لنفسه فتسوية البدن تابع لتسوية النفس والبدن موضوع لها كالقالب لما هو موضوع له ومن ها هنا يعلم أنهاتأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها
2 ) يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى فى كتابه ( الروح)
الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس ، وهي - أي الروح – جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد ، وسريان الدهن في الزيتون ، والنار في الفحم ، فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء ، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية ، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار ، فارق الروح البدن ، وانفصل إلى عالم الأرواح
3 ) قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ،حتى يرد عليه السلام " فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم" : السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين"
وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به .ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، ذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه
4 ) الأرواح قسمان :
]# أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي
أرواح منعمة ، وهي
مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى ، قال الله ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيينوالصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً )
وهـذه المعية
ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء ، وقال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت.
5 ) تلتقي أرواح الأحياء والأموات ، كما تلتقي أرواح الأحياء قال تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل
الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) . عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم ،
فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل وفي هذا حكايات متواترة
6) موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت بلا شك ، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدماً محضاً ، فهي لا تموت بهذا الاعتبار ، بل هي باقية على اعتبارها باقية بعد خروجها من البدن في نعيم أو في عذاب .
<7 ) الأرواح أنها بعد مفارقتها الجسد تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها ، فإنها تتأثر ، وتنتقل عن البدن ، كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب البدنالطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب والخبث من طيب البدنوخبثه
8 ) لاتستطيع العين البشرية رؤية الأرواح ولاسماعها ، فقد ثبت علمياً أن العين البشرية لا ترى إلا في حدود معينة هي ألوان الطيف. فالضوء الأحمر الذي نراه بالعين له ذبذبة ( 4×10 10) = 400 ألف مليونذبذبة / ثانية…
أما الضوء ( تحت الأحمر infra red ) فهو أقل من ذلك فلا تراه العين، والضوء البنفسجي له تردد ( 7× 10 10 ) = 700 ألف مليون ذبذبة / ثانية فإنه زاد عن ذلك في فوق البنفسجية فلا تراها: وقد قدروا الأرواح بأنها ذبذبة أعلى من فوق البنفسجية وأقل من
الذبذبة (ray×) ونفس الشيء بالنسبة للأذن البشرية التي تسمع فقط من 20 ذبذبة / ثانية وحتى 000 و20 ذبذبة وما زاد عن ذلك فلا تسمعه، وقد ثبت بالتجربة أن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والخيل تسمع أكثر مما يسمعه الإنسان ، ولذلك تراها تجفل أو تصرخ فجأة لأنها تسمع ما لا نسمعه نحن ، وهذا ثابت فى السنة.
وهذه الحقيقة العلمية لم تكتشف إلا في أواخر القرن العشرين بعد اختراع أجهزة الضوء أو السمع ذات التردد العالي ، وقد اخترعت ( صفارة الكلاب ) والتي يسمعها
الكلب ولا يسمعها الإنسان وأصبحت إحدى وسائل التدريب والتجارب العلميه
9 ) الروح سجنها البدن فى الدنيا فهى تبعاً لها نعمياً وعذاباً ، والبدن يتبع الروح بعد الموت نعيماً وعذاباً
<10) أن الله سبحانه جعل الدور ثلاثاً دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار وجعل لكم دار أحكاماً تختص بها وركب هذا الانسان من بدن ونفس وجعل أحكام دار الدنيا
على الأبدان والأرواح تبعاً لها ولهذا جعل أحكامه الشرعية مرتبة على ما يظهر من حركات اللسان والجوارح وان أضمرت النفوس خلافه وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبعا لها فكما تبعت الأرواح الأبدان في أحكام الدنيا فتألمت بألمها والتذت براحتها وكانت هى التي باشرت أسباب النعيم والعذاب تبعت الأبدان الأرواح في نعيمها وعذابها والأرواح حينئذ هى التي تباشر العذاب والنعيم فالأبدان هنا ظاهرة والأرواح خفية والأبدان كالقبور لها والأرواح هناك ظاهرة والأبدان خفية في قبورها تجرى أحكام البرزخ على الأرواح فتسرى إلى أبدانها نعيما أو عذابا كما تجرى أحكام الدنيا على الأبدان فتسرى إلى أرواحها نعيما وقد أرانا الله سبحانه بلطفه ورحمته وهدايته من ذلك أنموذجا في الدنيا من حال النائم فإن ما ينعم به أو يعذب في نومه يجرى عل ى روحه أصلا والبدن تبع له وقد يقوى حتى يؤثر في لبدن تاثيراً مشاهدا فيرى النائم في نومه أنه ضرب فيصبح وأثر الضرب في جسمه ويرى أنه قد أكل أو شرب فيستيقظ وهو يجد أثر الطعام والشراب في فيه ويذهب عنه الجوع والظمأ ، وأعجب من ذلك أنك ترى النائم يقوم في نومه ويضرب ويبطش ويدافع كأنه يقظان وهو نائم لا شعور له بشىء من ذلك وذلك أن الحكم لما جرى على الروح استعانت بالبدن من خارجه ولو دخلت فيه لاستيقظ وأحس فإذا كانت الروح تتألم وتتنعم ويصل ذلك إلى بدنها بطريق الاستتباع فهكذا في البرزخ بل أعظم فإن تجرد الروح هنالك أكمل وأقوى وهى متعلقة ببدنها لم تنقطع عنه كل الانقطاع فإذا كان يوم حشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح والأجساد ظاهرا باديا أصلاً .
11) تعلق الروح ببدن الإنسان :
* تعلقها به في بطن الأم جنيناً .
* تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض .
تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه .
تعلقها به في البرزخ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كلياً بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة و من الأحاديث والآثار ما يدل على ردها إليه وقت سلام المسلم وهذا الرد إعادة خاصة لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة . تعلقها به يوم بعث الأجساد وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن
12 ) متفق عليه . فيه دليل على أن الروح عند المنام تتعرض للأذى فى أثناء طريقها للجسد .
(عن عامر الحضرمى قال قال عمر بن الخطاب عجبت لرؤيا الرجل يرى الشيء لم يخطر له على بال فيكون كآخذ بيد ويرى الشيء فلا يكون شيئا فقال على بن أبى طالب يا أمير المؤمنين يقول الله عز وجل قال والأرواح يعرج بها في منامها فما رأت وهي في السماء فهو الحق فإذا ردت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها فما رأت من ذلك فهو الباطل قال فجعل عمر يتعجب من قول علي قال ابن منده هذا خبر مشهور عن صفوان بن عمرو وغيره ) اهــ
<13) النوم ـ فى العلم الحديث ـ ظاهرة يتراجع فيها النشاط الكهربي للدماغ إلى الخلف ، فحينما نكون في حالة اليقظة تكون هناك ملايين من الومضات الكهربائية التي تصل إلى المخ وتجعله يسيطر على الحركات اللا إرادية التي تتم في الجسم ، أما عند النوم فالإشارات الكهربائية الواصلة للمخ تقل ويقل النبض وتقل سرعة التنفس وتقل سرعة التمثيل الغذائي .. ففي بداية النوم تقل درجة الإحساس والإدراك وبمجرد الدخول في النوم تبدأ مستويات النوم المختلفة .
14 ) وقدتتناسب الروحان وتشتد علاقة إحداهما بالأخرى فيشعر كل منهما ببعض ما يحدث لصاحبه وإن لم يشعر بما يحدث لغيره لشدة العلاقة بينهما وقد شاهد الناس
من ذلك عجائب
15 ) قال ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا الحسين حدثنا عامر حدثنا اسباط عن السدى وفي قوله تعالى (والتى لم تمت في منامها ) قال يتوفاها في منامها فيلتقي روح الحى وروح الميت فيتذاكران ويتعارفان قال فترجع روح الحى إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس وهذا
أحمد القولين في الآية وهو أن الممسكة من توفيت وفاة الموت أولا والمرسلة من توفيت وفاة النوم والمعنى على هذا القول أنه يتوفي نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة ويتوفي نفس النائم ثم يرسلها إلى جسده إلى بقية أجلها فيتوفاها الوفاة الأخرى والقول الثاني في الآية أن الممسكة والمرسلة في الآية كلاهما توفي وفاة النوم فمن استكملت أجلها أمسكها عنده فلا يردها إلى جسدها ومن لم تستكمل أجلها ردها إلى جسدها لتستكمله واختار شيخ الإسلام هذا القول وقال عليه يدل القرآن والسنة .
16 ) وقد دل التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحى يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحى فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل
وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وذكر له شواهده وأدلته وأبلغ من هذا أنه يخبر بما عمله من عمل لم يطلع عليه أحد من العالمين وأبلغ من هذا أنه يخبره أنك تأتينا إلى وقت كذا وكذا فيكون كما أخبر وربما أخبره عن أمور يقطع الحى أنه لم يكن يعرفها غيره .
<17 ) أذكار النوم لحفظ الروح بعد مفارقتها الجسد ، فمثلاً يآية الكرسى يكون عليك من الله حافظ ، ولكن لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم النفث بالإخلاصوالمعوذات والمسح بكفيه على مااستطاع على جسده الشريف وفى هذا حفظ للجسد بجانب الروح والله أعلم
18 ) يستطيع الجن والشياطين رؤية الأرواح ومعرفة روح المصاب حيث أنها مخلوطة بروح الجنى القابع فيها .
19) فى حال نوم الشخص النعيم والعذاب يقع على الروح ويكون البدن تابعاً لها نعيماً وعذاباً ، فتجد البدنبعد رؤية طيبة نشيطاً منشرح الصدر ، وبعد رؤية
خبيثة كسلاناً منقبض الصدر .
20 ) الرؤية تراها روح النائم بواسطة ملك موكل بالرؤى من الله عز وجل ، فمن كان صادقاً عفيف النفس تقياً صدقت رؤيته وتذكرها واستبشر بها بشارة كانت أم نذارة ، ومن كان كاذباً نفسه شقية اختلط عليه أمرها وأدخلت الشياطين فيها ماليس فيها ونسيها حين يقظته .
21 ) الروح قد تتعرض للأذى من قبل الجن أو الشياطين فترجع للجسد بقوة وهذا مايحدث الفزع .
22 ) الأحلام التى يراها المصاب ليست كلها للمصاب ، بل قد تكون رسائل ولفتات للجنى من جنى صديق أو جنى مشاكس أو جنى متطفل
23 ) الحلم يأتى للروح عبر ملك للرؤى وربما إن عادت وهى غير محصنة بالأذكار تلقفتها الشياطين فأدخلت فى الحلم ماليس فيه أو أنسته للشخص ، وينسى الشياطين
الحلم للإنسى حتى لايفسر فيقع وكل شىء بعلم الله وإذنه فهو الخالق لهم ولأفعالهم .
24 ) رقية الجن المسلم ـ كثر الله سوادهم تكون للروح لو كان الجنى قد طالت مدة بقائه فى الجسد ، وتكون للجسد لو كان حديث عهد بالجسد ، وقد تكون الرقية للاثنين معا ً
25 ) الجاثوم : هو تعطيل قدوم الروح إلى الجسد من قبل شياطين ، فيشعر المجثوم بأنه يسمع ويرى وأنه يصرخ دون فائدة ودون أن يسمعه أحد ودون أن يقدر على تحريك
جوارجه فإذا ذكر الله انفكوا عنه ورجعت الروح لجسده فقام وقد نشط منعقال وهذا غير التلبس الخارجى ، فالأول فى النوم أو بين حلم ويقظة ، أما الثانى فهو فى حالة اليقظة .. فتأمل الفرق ويطلق الجاثوم على الطرح الجسدى اللاإرادى أو على مايسمى بظاهرة الإسقاط النجمى .
26 )الصرع الكامل للإنسى من قبل الجنى أشبه بالميتة الصغرى وهو النوم ، فتخرج روح الإنسان وتحل محلها روح الجنى الذى يتحكم كاملاً فى الجسد ويعزز هذا
الكلام أن الضرب يقع على الجنى دون الشخص المصروع ، فجبلياً لاتتحكم روحين فى جسد تحكماً كاملاً ولايتحكم جنى فى الجسد كاملاً وهناك جنى آخر فى الجسد
دمعه الندم @dmaah_alndm
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لمار** :سبحان الله ,سبحان الله ,سبحان الله غفرالله لك ولنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأمواتسبحان الله ,سبحان الله ,سبحان الله غفرالله لك ولنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات...
جزاك الله خير على المعلومات القيمه
الصفحة الأخيرة
غفرالله لك ولنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات