
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا أثرت المناظر المخيفة في القلب وأعادته إلى بارية، واستمر الخوف يدب في القلب خوفاً من سوء المصير، وبدأ العمل الصالح يأخذ مأخذه في صاحب ذلك القلب فهو بحق يبشّر له بخير وافر ومستقبل مزهر وخاتمة حسنة بإذن الله
ففي ملتقى الإعمار الشتوي الثالث والذي يختتم فعالياته هذا اليوم الأحد والتي تنظمه المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية
تفاجأت إحدى الأخوات والتي كانت مسؤولة عن إحدى الخيام وهي ( خيمة الأطفال ) بتلك المرأة وهي تقول لها ومن قلب صادق
أي شي تريدونه وأي شي يخطر ببالكم والله أنا مستعدة وفي أتم الاستعداد لتنفيذه أرجووووكم قولوا لي نريد كذا وكذا مشتاقة أخدم مشتاقة أقدم أي شي في سبيل الخير رجاااااء لا تحرموني،
فلما قالت لها المسؤولة عن تلك الخيمة أننا ولله الحمد أنهينا كل شي فلا نريد شيئاً سوى دعواتك، واسأل الله أن يجازيك كل خير على حسن صنيعك ورغبتك الجامحة بالتبرع .
ردّت عليها هذه المرأة قائلة :
أطلبكم طلب خاص أن يكون جميعاً خدمات هذه الخيمة والتي واضح من خلال ما بها أنها كلفتكم مبالغ طائلة على حسابي الخاص في العام القادم . صراحة أنا أريد أن لا أدخل الجنة درجات أريد أن أقفز وأطب بها طباً، فوالله أن منظر وفاة خالتي وهي تدافع سكرات الموت، لهو منظر مخيف، وهي التي كانت للخير سابقة، وكانت تحرص أشد الحرص على لباس الستر فلا يخرج منها شيئاً، فكيف بي أنا وأنا المقصرة، وأنا صاحبة المعاصي،، والله أني أشعر بالخوف كلما تذكرتُ خالتي، ولقد أثّر فيني منظرها أيّما تأثير . أريد عمل الخير بجميع جوانبه .
الم أقل لكم ما أجمل أن تؤثر المواقف المخيفة على القلب وتعيده إلى باريه، كما حصل مع هذه المرأة . والتي نسأل الله أن يوفقها لكل خير ويختم لها برضاه .. آمين .
وللمعلومية فوفاة خالتها ليس من شهر أو شهرين بل من سنوات، وها نحن نرى الكثير من المواقف والتي كان ينبغي لنا أن نأخذ منها العبر وتؤثر فينا وتجعلنا نتاسبق للخير حتى نصل لمرضاة الله عز وجل، ويكون الختام لنا خيراً، ولكن الكثير يموت مثلاً أبوه أو أمة أو أخوه أو قريبة أو زميله أو صديق عزيز عليه، فتجده يتأثر بعضاً من الأيام ثم يعود لما هو عليه من المعاصي والآثام .
يجب أن نتفكّر في المصير، قبل فوات الآون .
وأقول لصاحبة السمو الملكي الأميرة ولتي لو أعرف أنها ترضى بذكر أسمها لذكرته أبشري بخير والله مادام قلبك ينبض بالحب للخير وأهله . واسأل الله لكِ التوفيق في دنياك وآخرتك .
ملاحظة :
كان من المفترض أن أذكر أنها امرأة فقط، وليس هناك داع أن أذكر أنها أميرة، لكن كان المقصد هو لجذب أكبر عدد من القرّاء للأستفادة من الموضوع، وكذلك ليعرف الجميع أنها صاحبة ثروة كبيرة جداً كيف زهدت في دنياها، ولم تغرّها أموالها .
أرجع وأقول ما أجمل أن يواصل القلب خوفه من بارية بعد موعظة مرّت به أو عبرة . فوالله الأمر جد رهييييب . فلننتبه .

