بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله على أحبتي بالله
أريــــد أن أستقيم
أمنية تؤرق عليها مضجعها ... بل حاجة طالبها قلبها بها كثيراً ....
ولكن ضعفها يكمن في هذه النفس ... التي تتقاذفها ( لــكـــن ! ! ! ) بكل أبعادها ...
رغبة ورهبة
خوف و اطمئنان
اقبال واحجام
أزعم يقينا أن الكثيرات أمثالها يعانين مما تعاني
وتتملكهن الرغبة كما تتملكها ....
ولكــــن ! ! !
تبقى هذه الكلمة هي الحـــــائل ...
الى نفسي .... وأخواتي الغاليات ... أهدي هذه الكلمات على هذه الصفحات ...
ماهي الاستقامة ؟
منزلة المستقيمين عند الله .
أدلة الاستقامة من الكتاب والسنة .
ماهي عوائق الاستقامة ؟
أسباب تحصيل الاستقامة ؟
مفاهيم ينبغي أن تصحح من مفهوم الاستقامة .
وعلى بركة الله نبدأ .....
ماهي الاستقامة ؟
**************
عرفها السلف رحمهم الله فقالوا : هي المحافظه على الطاعات الظاهرات والباطنات في جميع الاماكن والاوقات ، وترك المخالفات الظاهرات والباطنات في جميع الاماكن والاوقات .
بمعنى :ان يستقيم الانسان على شرع الله في كل مكان ، فلا يكون نقيا في مكان وعاصيا في مكان . وفي كل زمان ، فلا يصلح حاله في زمان ويفسد فساداً عظيماً في زمان آخر .
وهي باختصار : المثابرة والماوظبة على التقوى ، والتقوى جزء من الاستقامة ، والاستقامة هي المداومة على التقوى . ويسمى الملتزم بالاستقامة : مستقيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزلة المستقيمين عند الله :
***********************
لقد نوه الله بفضلهم ومالهم من الاجر العظيم والمكانة الرفيعة عنده سبحانه وتعالى ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
قال عمر بن الخظاب رضي الله عنه ( ثم استقاموا : أي لم يروغة روغان الثعالب ، أي لم يميلوا ولم يحيدوا ) .
فإذا كنت من المستقيمين فلا نحزن على مافات من عمرك ، ولا تخف على مستقبلك ،فالله قد تكفل لك بالحفظ ( ألا تخافوا ولا تحزنوا ) وقدم الخوف لأن الانسان يخاف من المستقبل أكثر من حزنه على الماضي .
فهذه منزلتهم : لا خوف عليهم مما مضى ، ولا خوف مما يأتي ، فهم في بشائر متتالية ، لهم الجنة ، والملائكة تثبتهم ، فهم في حياة سارة دنيا وآخرة .
أدلة الاستقامة من الكتاب والسنة :
*****************************
في القرآن الكريم ورد طلب الاستقامة في أربع سور ، وهي بمجموعها سور مكية ،بل بعضها من أوائل مانزل بمكة ،وهذه اشارة عظيمة ، وهي أن بناء القلوب ينبغي أن يبنى على التقوى من أول يوم .
وكان المراد بهذا : أن القولب التب تخلصت من ظلمات الشرك ، يجب أن تستقيم فوراً وفي الحال، وهذا رد على من يقول نستقيم في وقت لا حق ؟!
قال تعالى في سورة فصلت : ( فاستقيموا اليه واستغفروه )
قال تعالى في سورة هود : (فاستقم كما أمرت )
قال تعالى في سورة الشورى : ( فلذلك فادع واستقم )
قال تعالى في سورة الفاتحة : ( اهدنا الصراط المستقيم )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما من السنة روى أحمد في مسنده : أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، قل لي في الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لي عودة بإذنه تعالى ،،،
الراجية لدعوة في ظهر الغيب ،،
بائـ الورد ـعة
بائـ الورد ـعة @bay_alord_aa
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بنت النهار
•
جزاك الله خيرا اللهم اجعلنا من المستقيمين على دينك
مستحيل انسى ولكن!! :يزاج الله خير الغاليه ع الموضوع القيميزاج الله خير الغاليه ع الموضوع القيم
أخواتي الغاليات ...
بنت النهار
مستحيل أنسى ولكن ....
مروركن العذب أسعدني
ودعاؤكن أبهج قلبي
جزاكن الله الجنة .
بنت النهار
مستحيل أنسى ولكن ....
مروركن العذب أسعدني
ودعاؤكن أبهج قلبي
جزاكن الله الجنة .
رومنسيه*
•
جزاكـِ الله خير أختي
عـ الموضوع الرائع
و فعلاً كثير من الأخوات من تعيقها
كلمة "و لكن" و إن شاء الله نكون
جميعاً من المستقيمات على دينه
عـ الموضوع الرائع
و فعلاً كثير من الأخوات من تعيقها
كلمة "و لكن" و إن شاء الله نكون
جميعاً من المستقيمات على دينه
بائـ الورد ـعة :أخواتي الغاليات ... بنت النهار مستحيل أنسى ولكن .... مروركن العذب أسعدني ودعاؤكن أبهج قلبي جزاكن الله الجنة .أخواتي الغاليات ... بنت النهار مستحيل أنسى ولكن .... مروركن العذب أسعدني ودعاؤكن أبهج...
على بركة الله نستكمل حديثنا ......
عوائق الاستقامة :
****************
أولاً : التعلق بالشهوات :
*********************
وهكذا ، اذا تعلق القلب بأي شئ ، فيكون هذا الشئ شهوة ، ومن تعلق قلبه بغير الله عٌذب به. وقد يعتقد البعض أن المقصود بالشهوات هي الحب والمنكرات فقط ، وهذا خلاف الواقع ، فالشهوات : اسم جامع شامل لكل ما يفتن به الانسان ، فالزوجة شهوة ، والولد شهوة ، ويتفاوت الناس في هذا ؛ بل البعض تكون شهوته في اهتمامه بمظهره وشكله وهندامه ،فتشغله هذه الامور عن الاهم .
فهو يرى الحق أمامه أبلج واضحاً ولكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة . فهو أسير لها لا يستطيع أن ينتصر على نفسه ، فالتجرد من الشهوات مطلوب لفك أسر قلبه .
ثانياً: الجليس :
************
لقد فكر كثير من الشباب في أن يستقيموا ويعودوا الى الله ، ولكن رفقاءهم لم يتركوهم ، والبعض قد يهجر رفقته ويستقيم ، ولكن ينتكس مرة أخرى .
ويجب ألا يحصر اللفظ في زاوية ضيقه ، فالجليس هنا ليس المقصود فيه جليس السوء فقط ،بل ربما كان جليس خير ولكنه يعيق عن الاستقامة .
كيف ذلك ؟
لو كان هذا الجليس هو أحد اخواتك اللاتي تتوسمين فيهن الخير ، وحصل بينكن الذهاب والمجئ بلا فائدة ، وضاع الوقت بلا حساب ، فغالباً ما تنقص الروحانيه ، ويحصل الكسل بالعباده .
ويجب ان تواجهي نفسك بالحقيقة : فلو أن أختك هذه سرقة مالكِ لغضبت وهجرتها وعنفتها ، فكيف وهي تسرق أثمن ما تملكين ، وقتك وريعان شبابك فيما لا ينفع ؟
ثالثاً : عدم تصور خطورة الأمر :
****************************
وهذا من العوائق التي يقع فيها الكثير من الشباب ،فتجده يقول : الحمدلله الصلاة محافظ عليها ، وأصوم ، وأحفظ من القرآن ، وأحضر الدروس و .........و ........ و ..........
ولكن ينسى أن هذه الامور ليست مضمونة القبول ، وقد كان السلف يعملون الاعمال ويخافون الا تقبل ، وأما الخلف فلا يعملون ويرجون القبول .
إنه ينبغي على الشاب أن يستقيم ويتورع عن المعاصي وعن الصغائر كذلك ، فلا صغيرة مع اصرار ، ولا كبيرة مع استغفار .فهذه المعاصي تتكالب على العبد وقد تؤدي به الى سوء الخاتمة . كما أنه يجب على المسلم أنه اذا عمل سيئة أن يتبعها بحسنة تمحها .
والمتأمل لسير الناس يجد أن هناك من عمل أعمالاً صالحه لسنوات طويلة ثم مات على معصية لأنه كان لا يستقيم على الطاعة ولا يتورع عن المعصية . فيجب على الشاب أن يتيقن أن رضاه بحالته بداية نهايتة .
وقد كان السلف على قدر عملهم واخلاصهم يقول أحدهم ( ما تعبت في شئ كتعبي في تمحيص نيتي ) .
وقد كان احد السلف يقرأ القرآن ، فجاء الى قوله تعالى : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) فبكى وأخذ يبكي حتى طلع الفجر .
رابعاً : الفهم الخاطئ للوسطية :
**************************
يتفق الجميع على ان الغلو أمر منبوذ ، وأن التفريط كذلك أمر منبوذ ، وأن الوسطية مطلوبة ،وكان أحدهم يستشهد ويقول ( خير الامور الوسط ) .
والامة المحمدية هي أمة وسطية قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ، بل ان سنة الله في كونه قائمة على الوسطية .
ولكن وهنا مربط الفرس ونقطة الاختلاف ...
ماهي الوسطية وما هو ضابطها ؟
الوسطية : هي بالمفهوم الشرعي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فالذي نهى عن الغلو هو النبي وأول من خوطب بالوسطية وأن هذه الامة وسط ... هو الرسول صلى الله علية وسلم . فلا شك أن المعيار في الوسطية هو حياته عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، فما زاد عنه فهو غلو وما نقص عنه فهو اهمال وتفريط وتكاسل . ويختلف كل بحسبه .
خامساً :القدوة السيئة :
********************
قد يجد الشاب من بعض اخوانه الذين سلكوا طريق الخير بعض الاخطاء والتقصير وبعض الزلات ...
فهنا لا ينبغي للشاب أن يتوسم في أخيه القدوة التامة التي لا يشوبها النقص ، فلا يوجد انسان كامل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهنا يجب على الشاب أن ينمي في نفسه روح الحوار و ألا يستسلم ويتلقى كلام اخوانه كأنه وحي من الله لا خطأ فيه ، بل يجب عليه أن يأخذ من كل اخوانه أفضل صفاتهم ويقتدي بها . أما أن يقتدي الشاب بأحد اخوانه فقط في جميع أموره وكل حياته فهذه تبعية وليست قدوة .
سادساً: ضغط البيئة :
*******************
قد تضغط البيئه على الانسان ، فقد يكون في بيت غير محافظ ، وهناك نوع من الضغط الذي يتعرض له كثير من الشباب ألا وهو السخرية والاستهزاء .
وهنا يجب أن يعلم الشاب أن هذه سنة الله في خلقة ، فالانبياء قد سخر منهم وإستهزأ بهم ، وعزاؤنا ان هؤلاء ليسوا خيراً من الأنبياء ، وقد استهزأ بهم وصبروا ، فما بالك بغيرهم ؟
وهذا من الابتلاء الذي يبتلي به الله عز وجل عباده ، كما أنه لا يوجد انسان يسلم من هذه الابتلاءات في الغالب الاعم . وهذا دليل صدق العبد وصلاح نيته ، كما ذكر العلماء .
سابعاً : ضعف القدرة على اتخاذ القرار :
**********************************
فكثيراً ما يمني الانسان نفسه بأن يفعل ويفعل ، وأنه سيصبح ويصبح ، ويظل يحدث نفسه ، ولكنه لا يستطيع اتخاذ قرار في ذلك .وهذا ناتج من الاغراق في الامور الغير مهمة من الامور المباحة وغيرها .
كما انه ناتج لضعف الهمه وضعف الارادة . فليس من صفات المسلم ان يتمنى على الله الاماني ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
أسباب تحصيل الاستقامة :
**********************
أولاً : التوبة :
~~~~~~~~
وهي التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي والندم ، علىكل ذنب سلف
قال تعالى ( وتوبوا الى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس توبوا الى الله ، فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة )
فإن المسلم تطهر نفسه وتزكو بعمل الحسنة ، وتخبث بعمل السيئة ، فلذا وجب التوبة حتى تزكو النفس وتستقيم على شرع الله .
ثانياً : المراقبة :
**************
وهي أن يأخذ المسلم نفسه بمراقبة الله تعالى ويلزمها إياها في كل لحظة من اللحظات حتى الممات .
ولا يمكن أن تستقيم نفس لا تراقب الله في خلواتها :
واذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلــــــوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحـــسبن الله يغفل ســــاعـــة ولا أن ما تخـــــفي عليه يغيب
ثالثاً : المحاسبة :
****************
هي أن يخلو بنفسه ساعة من آخر كل يوم يحاسب نفسه فيها على كل عمل يومه ، فان رأى نقصاً في الفرائض لا مها ووبخها ، قام الى جبره في الحال ، فإن كام مما يقضى قضاه ، وإن كان مما لا يقضى جبره بالاكثار من النوافل ، واستغفر وندم وتاب واناب .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد )
وهذا أمر بالمحاسبه على ما تقدم لغدها المنتظر .
رابعاً : المجاهدة :
****************
وهي ان يعي المسلم ان اعدى أعداءة اليه هي نفسه التي بين جنبيه وأنها بطبعها ميالة الى الشر فرارة من الخير ، أمارة بالسوء .
فاذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه فأعلن عليها الحرب وشهر ضدها السلاح .
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين )
مفاهيم يجب ان تصحح في مفهوم الاستقامة :
1) الاستقامه أمر بحاجة الى تجديد دائم .
2) أن الانسان حتى لو استقام فلن يخرق العاده ولن يكون في مأمن من ابتلاء الله تعالى له ، بل تمضي عليه سنن الله في خلقه .
3) الاستقامة ليست ثوب يرتدى في لحظة ، بل هو أمر بحاجة الى مجاهده ومثابرة .
بحمد الله تم الموضوع ....
فما كان فيه من صواب فمن الله
وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان .
تمت الاستعانة بكتاب ( خواطر وتاملات دعوية ) .
أخيتكم الراجيه لدعوة في ظهر الغيب ،،،
بائـ الورد ـعة
عوائق الاستقامة :
****************
أولاً : التعلق بالشهوات :
*********************
وهكذا ، اذا تعلق القلب بأي شئ ، فيكون هذا الشئ شهوة ، ومن تعلق قلبه بغير الله عٌذب به. وقد يعتقد البعض أن المقصود بالشهوات هي الحب والمنكرات فقط ، وهذا خلاف الواقع ، فالشهوات : اسم جامع شامل لكل ما يفتن به الانسان ، فالزوجة شهوة ، والولد شهوة ، ويتفاوت الناس في هذا ؛ بل البعض تكون شهوته في اهتمامه بمظهره وشكله وهندامه ،فتشغله هذه الامور عن الاهم .
فهو يرى الحق أمامه أبلج واضحاً ولكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة . فهو أسير لها لا يستطيع أن ينتصر على نفسه ، فالتجرد من الشهوات مطلوب لفك أسر قلبه .
ثانياً: الجليس :
************
لقد فكر كثير من الشباب في أن يستقيموا ويعودوا الى الله ، ولكن رفقاءهم لم يتركوهم ، والبعض قد يهجر رفقته ويستقيم ، ولكن ينتكس مرة أخرى .
ويجب ألا يحصر اللفظ في زاوية ضيقه ، فالجليس هنا ليس المقصود فيه جليس السوء فقط ،بل ربما كان جليس خير ولكنه يعيق عن الاستقامة .
كيف ذلك ؟
لو كان هذا الجليس هو أحد اخواتك اللاتي تتوسمين فيهن الخير ، وحصل بينكن الذهاب والمجئ بلا فائدة ، وضاع الوقت بلا حساب ، فغالباً ما تنقص الروحانيه ، ويحصل الكسل بالعباده .
ويجب ان تواجهي نفسك بالحقيقة : فلو أن أختك هذه سرقة مالكِ لغضبت وهجرتها وعنفتها ، فكيف وهي تسرق أثمن ما تملكين ، وقتك وريعان شبابك فيما لا ينفع ؟
ثالثاً : عدم تصور خطورة الأمر :
****************************
وهذا من العوائق التي يقع فيها الكثير من الشباب ،فتجده يقول : الحمدلله الصلاة محافظ عليها ، وأصوم ، وأحفظ من القرآن ، وأحضر الدروس و .........و ........ و ..........
ولكن ينسى أن هذه الامور ليست مضمونة القبول ، وقد كان السلف يعملون الاعمال ويخافون الا تقبل ، وأما الخلف فلا يعملون ويرجون القبول .
إنه ينبغي على الشاب أن يستقيم ويتورع عن المعاصي وعن الصغائر كذلك ، فلا صغيرة مع اصرار ، ولا كبيرة مع استغفار .فهذه المعاصي تتكالب على العبد وقد تؤدي به الى سوء الخاتمة . كما أنه يجب على المسلم أنه اذا عمل سيئة أن يتبعها بحسنة تمحها .
والمتأمل لسير الناس يجد أن هناك من عمل أعمالاً صالحه لسنوات طويلة ثم مات على معصية لأنه كان لا يستقيم على الطاعة ولا يتورع عن المعصية . فيجب على الشاب أن يتيقن أن رضاه بحالته بداية نهايتة .
وقد كان السلف على قدر عملهم واخلاصهم يقول أحدهم ( ما تعبت في شئ كتعبي في تمحيص نيتي ) .
وقد كان احد السلف يقرأ القرآن ، فجاء الى قوله تعالى : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) فبكى وأخذ يبكي حتى طلع الفجر .
رابعاً : الفهم الخاطئ للوسطية :
**************************
يتفق الجميع على ان الغلو أمر منبوذ ، وأن التفريط كذلك أمر منبوذ ، وأن الوسطية مطلوبة ،وكان أحدهم يستشهد ويقول ( خير الامور الوسط ) .
والامة المحمدية هي أمة وسطية قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ، بل ان سنة الله في كونه قائمة على الوسطية .
ولكن وهنا مربط الفرس ونقطة الاختلاف ...
ماهي الوسطية وما هو ضابطها ؟
الوسطية : هي بالمفهوم الشرعي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فالذي نهى عن الغلو هو النبي وأول من خوطب بالوسطية وأن هذه الامة وسط ... هو الرسول صلى الله علية وسلم . فلا شك أن المعيار في الوسطية هو حياته عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، فما زاد عنه فهو غلو وما نقص عنه فهو اهمال وتفريط وتكاسل . ويختلف كل بحسبه .
خامساً :القدوة السيئة :
********************
قد يجد الشاب من بعض اخوانه الذين سلكوا طريق الخير بعض الاخطاء والتقصير وبعض الزلات ...
فهنا لا ينبغي للشاب أن يتوسم في أخيه القدوة التامة التي لا يشوبها النقص ، فلا يوجد انسان كامل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهنا يجب على الشاب أن ينمي في نفسه روح الحوار و ألا يستسلم ويتلقى كلام اخوانه كأنه وحي من الله لا خطأ فيه ، بل يجب عليه أن يأخذ من كل اخوانه أفضل صفاتهم ويقتدي بها . أما أن يقتدي الشاب بأحد اخوانه فقط في جميع أموره وكل حياته فهذه تبعية وليست قدوة .
سادساً: ضغط البيئة :
*******************
قد تضغط البيئه على الانسان ، فقد يكون في بيت غير محافظ ، وهناك نوع من الضغط الذي يتعرض له كثير من الشباب ألا وهو السخرية والاستهزاء .
وهنا يجب أن يعلم الشاب أن هذه سنة الله في خلقة ، فالانبياء قد سخر منهم وإستهزأ بهم ، وعزاؤنا ان هؤلاء ليسوا خيراً من الأنبياء ، وقد استهزأ بهم وصبروا ، فما بالك بغيرهم ؟
وهذا من الابتلاء الذي يبتلي به الله عز وجل عباده ، كما أنه لا يوجد انسان يسلم من هذه الابتلاءات في الغالب الاعم . وهذا دليل صدق العبد وصلاح نيته ، كما ذكر العلماء .
سابعاً : ضعف القدرة على اتخاذ القرار :
**********************************
فكثيراً ما يمني الانسان نفسه بأن يفعل ويفعل ، وأنه سيصبح ويصبح ، ويظل يحدث نفسه ، ولكنه لا يستطيع اتخاذ قرار في ذلك .وهذا ناتج من الاغراق في الامور الغير مهمة من الامور المباحة وغيرها .
كما انه ناتج لضعف الهمه وضعف الارادة . فليس من صفات المسلم ان يتمنى على الله الاماني ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
أسباب تحصيل الاستقامة :
**********************
أولاً : التوبة :
~~~~~~~~
وهي التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي والندم ، علىكل ذنب سلف
قال تعالى ( وتوبوا الى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس توبوا الى الله ، فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة )
فإن المسلم تطهر نفسه وتزكو بعمل الحسنة ، وتخبث بعمل السيئة ، فلذا وجب التوبة حتى تزكو النفس وتستقيم على شرع الله .
ثانياً : المراقبة :
**************
وهي أن يأخذ المسلم نفسه بمراقبة الله تعالى ويلزمها إياها في كل لحظة من اللحظات حتى الممات .
ولا يمكن أن تستقيم نفس لا تراقب الله في خلواتها :
واذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلــــــوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحـــسبن الله يغفل ســــاعـــة ولا أن ما تخـــــفي عليه يغيب
ثالثاً : المحاسبة :
****************
هي أن يخلو بنفسه ساعة من آخر كل يوم يحاسب نفسه فيها على كل عمل يومه ، فان رأى نقصاً في الفرائض لا مها ووبخها ، قام الى جبره في الحال ، فإن كام مما يقضى قضاه ، وإن كان مما لا يقضى جبره بالاكثار من النوافل ، واستغفر وندم وتاب واناب .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد )
وهذا أمر بالمحاسبه على ما تقدم لغدها المنتظر .
رابعاً : المجاهدة :
****************
وهي ان يعي المسلم ان اعدى أعداءة اليه هي نفسه التي بين جنبيه وأنها بطبعها ميالة الى الشر فرارة من الخير ، أمارة بالسوء .
فاذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه فأعلن عليها الحرب وشهر ضدها السلاح .
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين )
مفاهيم يجب ان تصحح في مفهوم الاستقامة :
1) الاستقامه أمر بحاجة الى تجديد دائم .
2) أن الانسان حتى لو استقام فلن يخرق العاده ولن يكون في مأمن من ابتلاء الله تعالى له ، بل تمضي عليه سنن الله في خلقه .
3) الاستقامة ليست ثوب يرتدى في لحظة ، بل هو أمر بحاجة الى مجاهده ومثابرة .
بحمد الله تم الموضوع ....
فما كان فيه من صواب فمن الله
وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان .
تمت الاستعانة بكتاب ( خواطر وتاملات دعوية ) .
أخيتكم الراجيه لدعوة في ظهر الغيب ،،،
بائـ الورد ـعة
الصفحة الأخيرة